فينغر يستعيد ذكريات سيئة في مدرجات تشيلسي

المدرب الفرنسي واجه نفس الموقف من قبل في ملعب «ستامفورد بريدج» لـ«سوء السلوك»

صورة نشرتها «الغارديان» لفينغر يأخذ مقعده في مقصورة الصحافيين ليتابع مباراة ذهاب كأس الرابطة أمام تشيلسي
صورة نشرتها «الغارديان» لفينغر يأخذ مقعده في مقصورة الصحافيين ليتابع مباراة ذهاب كأس الرابطة أمام تشيلسي
TT

فينغر يستعيد ذكريات سيئة في مدرجات تشيلسي

صورة نشرتها «الغارديان» لفينغر يأخذ مقعده في مقصورة الصحافيين ليتابع مباراة ذهاب كأس الرابطة أمام تشيلسي
صورة نشرتها «الغارديان» لفينغر يأخذ مقعده في مقصورة الصحافيين ليتابع مباراة ذهاب كأس الرابطة أمام تشيلسي

مشاهدة المدير الفني لنادي آرسنال، آرسين فينغر وهو يجلس في مدرجات ملعب «ستامفورد بريدج» يتابع مباراة فريقه أمام تشيلسي في ذهاب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة كانت أكثر إثارة ومتعة من مشاهدة المباراة نفسها. وجلس فينغر، في مدرجات ملعب «ستامفورد بريدج» خلال مواجهة فريقه أمام تشيلسي في ذهاب الدور نصف النهائي لكأس الرابطة الأندية، لإيقافه ثلاث مباريات بسبب «سوء السلوك» بعد الانتقادات التي وجهها إلى الحكام إثر تعادل فريقه مع وست بروميتش ألبيون ضمن المرحلة 21 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
ومن بين كل الانتقادات والمواقف الصعبة التي تعرض لها فينغر، ربما يكون هذا الموقف هو الأصعب للمدير الفني الفرنسي، الذي قال للصحافيين بعد نهاية المباراة: «كما ترون، أنتم تُعاملون بشكل جيد، وليس لديكم ما تشكون منه»، مستغلا الفرصة بذكاء للدخول في مناوشات مع الصحافيين الذين يستمتع دائما بانتقادهم. وستبقى لقطة تواصل حكم المباراة مارتن أتكنسون مع الحكم المساعد في غرفة الفيديو عبر تقنية حكم الفيديو المساعد عالقة في الأذهان لفترة طويلة، وربما كانت هي النقطة الأبرز في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف بين الفريقين.
وقبل أن تبدأ المباراة في ملعب «ستامفورد بريدج» جرى تداول الأنباء بأن فينغر سوف يجلس على مقعد بلاستيكي أزرق اللون بمقصورة الصحافيين، ويرى المدير الفني الأنيق لتشيلسي أنطونيو كونتي من الخلف وهو يتحرك بجوار خط التماس، وهو ما جعل الصحافيين بالمقصورة ينتظرون هذه اللحظة الهامة. ودائما ما يكون حرمان أي مدير فني من الوقوف في المنطقة الفنية المخصصة له بجانب خط التماس والجلوس بين الجمهور شيئا محرجا وقاسيا بسبب التشويش الشديد من جانب الجمهور الموجود في المدرجات. وكان فينغر قد تعرض لهذا الموقف مرة واحدة من قبل وبالذات في ملعب ستامفورد بريدج أمام تشيلسي بالتحديد، واختار هذه المرة أن يقضي العقوبة الثانية في مقصورة الصحافيين، وقد اختار مباراة جيدة لذلك لأن فريقه قدم مباراة قوية بعيدة كل البعد عن الأداء الهزيل الذي قدمه أمام نوتنغهام فورست قبل ثلاثة أيام.
وكان ملعب «ستامفورد بريدج» متزينا لهذه المباراة، كما كانت هناك موسيقى تصويرية كالرعد بينما كان لاعبو الفريقين ينتظرون في النفق المؤدي لملعب المباراة، وكانت هناك أجواء احتفالية في المدرجات بشكل يتناسب مع مباراة نصف النهائي بين فريقين بحجم آرسنال وتشيلسي. ثم جاء فينغر بشكل أنيق بحلته الرمادية وجلس واضعا قدميه تحت المقعد، وبدأنا نعيش تجربة مشاهدة تلك المباراة من وراء رأس فينغر، والتي كانت بدورها متمركزة مباشرة خلف ظهر كونتي، الذي كان يقف في المنطقة الفنية المخصصة للمديرين الفنيين بجوار خط التماس.
لقد كانت مشاهدة فينغر وهو يتابع المباراة أمرا مربكا بعض الشيء، كأن يجلس مدير المدرسة في آخر السيارة أثناء رحلة مدرسية، وهو ما يجعل الجميع ينظر بشكل غير مريح من النافذة أو ينقل ملاحظاته في صمت. وأستطيع أن أؤكد أن فينغر كان يتابع عن كثب وبتركيز شديد كل لحظة من لحظات المباراة ويعرب عن غضبه من كل تمريرة في غير محلها من لاعبي فريقه. وتواصل فينغر مع مساعده ينز ليمان في مناسبات قليلة، لكنه تخلى في نهاية المطاف عن فكرة وضع يده على فمه أثناء الحديث وكأنه ينقل معلومات سرية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.
وقد شهدت المباراة نقطتين تستحقان التعليق عليهما، الأولى هي العرض القوي والتركيز الشديد من جانب آرسنال أمام حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أيام قليلة من أداء باهت وضعيف أمام فريق من دوري الدرجة الثانية (تشامبيون شيب)، وهو ما يعني عدم ثبات مستوى الفريق خلال عدد من المباريات المتتالية. أما النقطة الثانية فهي عدم وجود لاعبين جيدين على مقاعد بدلاء نادي آرسنال، فبعيدا عن التشكيلة الأساسية للفريق لا يوجد على مقاعد البدلاء اللاعب القادر على تغيير سير المباراة، وهو الأمر الذي يعاني منه آرسنال خلال السنوات الأخيرة.
أما المباراة نفسها فجاءت بالشكل المعتاد لمثل هذه المباريات في دور الذهاب للدور نصف النهائي، حيث اتسمت بالتحفظ واللعب بحذر، وربما كان الشيء الأبرز بها هو اعتماد كرة القدم الإنجليزية أخيرا على تقنية الفيديو لمساعدة الحكام. ويمكن القول بأن مشاهدة فينغر وهو يجلس في مقصورة الصحافيين يتابع مباراة ذهاب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وهي تنتهي بالتعادل السلبي كانت أكثر إثارة ومتعة من مشاهدة المباراة نفسها.
وفيما يتعلق بمجريات اللعب داخل المستطيل الأخضر، فقد قام آرسنال بعمل جيد للغاية عندما ضيق المساحات أمام نجم تشيلسي إيدن هازارد. وحتى عندما نجح هازارد في الانطلاق في المساحة الخالية خلف هيكتور بيليرين في أحد المواقف، انفعل فينغر بشدة وأشاح بيده بطريقته المعتادة معبرا عن إحباطه مما حدث والسماح لهازارد بالتحرك بحرية ووضع يده على فمه لينقل تعليماته إلى مساعديه من أجل الحديث إلى اللاعبين حتى لا يحدث هذا مرة أخرى. وكان أينسلي ميتلاند نايلز، الذي شارك في مركز الظهير الأيسر، هو أفضل لاعبي آرسنال في تلك المباراة، رغم أن النيجيري فيكتور موزيس قد مر منه مرتين في النصف ساعة الأولى من المباراة دون أدنى مقاومة. وبعد ذلك، دخل ميتلاند نايلز في أجواء اللقاء وقدم أداء رائعا.
وتحسن الأداء في شوط المباراة الثاني وأجبر تشيلسي آرسنال على التراجع إلى المناطق الخلفية وبات واضحا أن أحد الفريقين أصبح لديه الأفضلية على الآخر - وهو ما انعكس بالتالي على شكل وتصرفات وانفعالات فينغر داخل مقصورة الصحافيين. وستكون حظوظ آرسنال أقوى في مباراة العودة التي ستقام على ملعبه، والتي ستشهد أيضا عودة فينغر إلى مكانه الطبيعي في المنطقة الفنية المخصصة للمديرين الفنيين بجوار خط التماس.
وهكذا استعاد فينغر، الذكريات السيئة التي اختبرها العام الماضي بجلوسه وسط مشجعي نادي تشيلسي في ملعب ستامفورد بريدج.
وكرر التاريخ نفسه مع فينغر، إذ كان في الموقف ذاته خلال لقاء الفريقين في الدوري في فبراير (شباط) الماضي (خسر آرسنال 1 - 3)، وكان حينها موقوفا أيضا من الاتحاد، وجلس في المدرجات. وقال فينغر في تصريحات لصحيفة «التايمز» الإنجليزية قبل مواجهة الأربعاء الماضي: «يجب أن أقول إنها (مباراة العام الماضي) كانت تجربة سيئة جدا (...) غير مريحة على الإطلاق، شعرت بالغرابة، نعم». وأضاف: «لم تكن تجربة تبعث على السرور».
إلا أن فينغر وجد إلى جانبه العام الماضي، وجها «مألوفا»، على رغم أنه لم يتمكن من التعرف إليه. وأوضح: «جلست إلى جانب شخص قال لي مرحبا، كيف حالك؟. ألقيت التحية، قبل أن يقول: (أنا البستاني الذي أعمل في حديقتك)». وقال: «لم أتعرف إليه حتى. لدي حديقة كبيرة»، مشيرا إلى أن البستاني «كان مشجعا لآرسنال يحضر المباراة في ملعب تشيلسي».


مقالات ذات صلة

مشجعو يونايتد يستعدون لتنظيم احتجاج جديد ضد عائلة غليزر

رياضة عالمية المجموعة طالبت بإنهاء ملكية عائلة غليزر (رويترز)

مشجعو يونايتد يستعدون لتنظيم احتجاج جديد ضد عائلة غليزر

طالبت مجموعة من مشجعي نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي الجماهير بارتداء اللون الأسود في احتجاج مناهض لعائلة غليزر، المالكة للنادي، مطلع الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استخدمت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل على الحشود (أ.ف.ب)

عدم ذهاب مشجعي ليفربول إلى باريس اعتراف بأكاذيب «النهائي الشهير»

تُعدّ عودة ليفربول الإنجليزي إلى باريس لأول مرة منذ نهائي «دوري أبطال أوروبا» لعام 2022 مبكرة بالنسبة لكثير من مشجعي «الحمر» الذين ما زالوا يعانون من الأحداث.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية سافيتش غاضب فيما الحكم الألماني سايبيرت يحاول تهدئته (محمد المانع)

هل حان الوقت لحماية حكام كرة القدم بعقوبات مُغلّظة؟

تواجه كرة القدم العالمية أزمة غير مسبوقة على صعيد الهجمات الشرسة التي تمارس ضد حكام اللعبة من قبل وسائل الإعلام ومسؤولي ومدربي وجماهير الأندية في الدوريات

«الشرق الأوسط» ( الرياض)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا ينتقد الكرة المستخدمة في كأس إنجلترا... و«الإنجليزي»: متوافقة مع الاختبارات

دافع الاتحاد الانجليزي لكرة القدم عن الكرة المستخدمة في مباريات كأس إنجلترا هذا الموسم، بعدما قال الإسباني بيب غوارديولا، إنها صعبة للسيطرة عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كالفين باسي (رويترز)

فولهام يدين تعرض مدافعه باسي لإساءة عنصرية

أدان نادي فولهام الإساءات العنصرية والمعادية للمثليين التي تعرض لها مدافعه كالفين باسي عبر الإنترنت بعد تسجيله هدفا في فوز فريقه على مانشستر يونايتد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».