القصف يتواصل على الغوطة... والمدارس تعلّق امتحاناتها

القصف يتواصل على الغوطة... والمدارس تعلّق امتحاناتها
TT

القصف يتواصل على الغوطة... والمدارس تعلّق امتحاناتها

القصف يتواصل على الغوطة... والمدارس تعلّق امتحاناتها

واصلت الطائرات الحربية قصفها للغوطة الشرقية، حيث سجّل سقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في وقت أصدرت فيه مديرية التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة في ريف دمشق قرارا بتعليق الامتحانات في مدارس الغوطة كافة.
ونفذت الطائرات الحربية أمس، غارات على مناطق في بلدتي مديرا وعربين الخاضعتين لسيطرة «فيلق الرحمن»، في حين ارتفع إلى 34 على الأقل عدد الغارات التي طالت مناطق في مدينة حرستا وأطرافها، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرا إلى مقتل رجل وإصابة 13 مواطنا آخرين بجراح في القصف من الطائرات الحربية على مناطق في بلدة مسرابا التي يسيطر عليها «جيش الإسلام»، مرجحا ارتفاع عدد القتلى لوجود جرحى بحالات خطرة. وتزامن القصف مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والموالين لها من جهة، ومقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، على محاور في أطراف ومحيط مدينة حرستا وسط استهدافات متبادلة على محاور القتال بينهما.

وبينما تحدثت معلومات عن فتح قنوات اتصال جديدة بين فصائل المعارضة السورية في الغوطة والجانب الروسي لوضع حدّ للتصعيد، نفى الناطق الرسمي باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان هذه المعلومات جملة وتفصيلاً. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا مفاوضات ولا اتصالات مع الروس حول وضع الغوطة، خصوصا بعدما أثبت الطرف الروسي أنه غير جدي في ضمان أي اتفاق لوقف النار، في المناطق المشمولة باتفاق خفض التوتر»، مشددا على أن «(فيلق الرحمن) ليس بوارد التواصل مجددا مع الروس، وليست هناك رغبة لدى باقي الفصائل بذلك». وقال علوان: «كل قيادات الفصائل المنضوية في غرفة (بأنهم ظلموا) التي ترابط في الغوطة، نفت أي تواصل مع الجانب الروسي».
وعلى وقع استمرار القصف، أصدرت مديرية التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقت في ريف دمشق أمس قرارا بتعليق الامتحانات في جميع مدارس الغوطة الشرقية، حتى تاريخ يحدد لاحقا.
وجاء قرار المديرية «جراء استمرار التصعيد العسكري على الغوطة الشرقية، مما أدى إلى تعطيل العملية التربوية وخروج بعض المدارس عن الخدمة، لتقرر تعليق امتحانات الفصل الدراسي الأول، حفاظا على أرواح الطلاب»، بحسب بيان لها، مشيرة إلى أنه سيتم تحديد موعد الامتحانات لاحقا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.