شاشة الناقد: ووندر ويل

كيت وينسلت في «ووندر ويل»
كيت وينسلت في «ووندر ويل»
TT

شاشة الناقد: ووندر ويل

كيت وينسلت في «ووندر ويل»
كيت وينسلت في «ووندر ويل»

عصا وودي آلن السحرية لا تعمل
Wonder Wheel
> إخراج: وودي ألن
> تقييم:(2*)

لم يعد السؤال حول لماذا يكرر وودي ألن أفلامه المتكاثرة استنادا إلى حكاية واحدة تتفرع بعناوين مختلفة لتحكي الموضوع ذاته، بل هل ما زال وودي ألن، بكل ما عرف عن ماضيه، مخرجاً ضرورياً؟
«ووندر ويل» (يعكس العنوان دولاب الملاهي الكبير الذي يصعد ويهبط براكبيه) يقترح أن الجواب هو أن ألن أفلس أكثر من أي وقت مضى من القدرة على الإتيان بجديد وأن أفلامه الأخيرة، فوق تشابه خطوطها، تفتقد الحرارة والضرورة التي سادت أعماله في الثمانينات والتسعينات ثم نتفاً من سنوات القرن الحالي.
مكان الأحداث هنا مثير بصرياً ودرامياً. همبتي (جيم بالوتشي في أفضل دور مثله منذ سنين) وزوجته جيني (كيت وينسلت) يعيشان في شقة فوق مدينة الملاهي على شاطئ «كوني آيلاند» خارج نيويورك وذلك في أحداث تقع في مطلع الخمسينات (تؤكدها كالعادة التسجيلات الموسيقية وأغاني الفترة المصاحبة). كل منهما تزوّج سابقاً. هو والد فتاة شابة وهي والدة صبي. إليهما تنضم فجأة ابنة همبتي كارولينا (جونو تمبل) التي كانت تزوّجت قبل خمس سنوات رجل عصابات رغم معارضة أبيها. الآن هي مهددة بالموت بعدما كشفت أسرار العصابة إلى البوليس (لا نرى أيا من ذلك بل نسمعه).
في البداية يحاول طردها، لكن عاطفة الأبوة تنتصر فيه. هنا، وخلال الدقائق العشر الأولى التي هي من أفضل دقائق الفيلم بأسره، تتساءل ما إذا كان ألن قد قرر الابتعاد عن حبكات وقوع شخصيات الفيلم في حب شخصيات أخرى تحب، بدورها سواها. وما يلبث الفيلم أن يجيبك: لا. عصا ألن غير السحرية ستعاود فتح الخزنة التي سالت منها معظم قصص أفلامه السابقة وتوفر للمشاهد المزيد من الحكاية القديمة: جيني ستتعرف على ميكي (جستين تمبرليك) وتخون زوجها معه. ميكي سيتعرف على كارولينا ويخون جيني معها. لا كارولينا تستطيع أن تخبر جيني بعلاقتها ولا جيني تستطيع أن تخبر كارولينا بعلاقتها، لذلك يستفيد هو من الاثنتين ولبعض الوقت.
وراء غياب القدرة على الإفصاح هي أن جيني تعتقد أن كارولينا ستخبر أباها بخيانتها واعتقاد جيني أن كارولينا ستحبط هذا الحب. وطبعاً فإن الزوج الطيّب والأب الحنون آخر من يعلم.
هناك تمثيل جميل من الجميع. لكن هذا هو تقريباً كل شيء يسجل في هذا الفيلم من حسنات. حتى تصوير فيتوريو ستورارو (على جمالياته) يتناقض والمحيط مستخدماً إضاءات غير مناسبة وإن كانت، فهي تحتاج لإيضاحات عندما تشتغل ضد المواقف الدرامية المتوفرة.
حقيقة أن الفيلم يتم سرده من قِـبل أحد شخصياته (في هذه الحالة ميكي) يؤكد الكسل الشديد الذي بات سمة أعمال ألن، ليس لأنه يستخدمه في كل مرّة فقط، بل لأنه سبيل غير مقنع لسرد أحداث لا يمكن للمعلق أن يكون قد حضرها. هو يخبر القصة من وجهة نظره لكن الفيلم يوفر أحداثاً لم يشهدها.

(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».