حلاقة مجانية للمشردين في ألمانيا

TT

حلاقة مجانية للمشردين في ألمانيا

يقول الحلاق الألماني كلاوس نيدرماير إنه لا يستطيع أن ينتشل الفقراء والمشردين في العاصمة برلين من بؤسهم، لكنه يستطيع أن يعيد إلى وجوههم البسمة، وأن «يعيد إليهم وجوههم».
ونيدرماير واحد من 17 حلَّاقة وحلاقاً بدأوا حملة ببرلين يوم الأحد الماضي لحلاقة شعر 3500 شخص بلا مأوى من الذين يعيشون في الشوارع. ويقول إنه يتمنى انضمام المزيد من الحلاقين إلى الحملة بغية تغطية كافة المدن الألمانية.
وينتمي نيدرماير إلى «أخوّة الحلاقين الملائكة» التي تضم الحلاقين والحلاقات العطوفين على الفقراء والمشردين. وهي في الواقع «عصابة» دراجات نارية يرتدي أفرادها الجلد الأسود والحديد، لكنها لا تقبل سوى الحلاقين من قادة الدراجات النارية في عضويتها. وتضم الأخوية 111 حلاقة وحلاقاً، بحسب تصريح نيدرماير.
قدم حلاقو الدراجات النارية خدمات حلاقة الشعر والذقن في برلين لـ150 مشرداً يوم الأحد الماضي خلال ساعتين. واتخذوا من دير الفرانسيسكيين في شارع فولانك صالوناً لا يبخل بالعطور والزينة بعد الحلاقة على الزبائن.
ويعود اختيار هذا الدير، ومن بعده سيزاولون حلاقتهم في المنظمات الكنسية الخيرية الأخرى، إلى أنها مركز يتجمع فيه المشردون يومياً بحثاً عن حساء ساخن وسرير دافئ يقيهم التجلد في الشارع مساء.
أحد أعضاء الأخوية هي نيكول نيستين التي اضطرت إلى غلق صالونها ببرلين بسبب المرض والتقاعد المبكر. لكن نيستين تشارك بنشاط في حلاقة النساء والرجال، وتقول إنها تحاول قلبياً أن ترسم البسمة على وجه البؤساء في هذا الشتاء القارس.
وتضيف نيستين: «إنها تمتلك قلباً نابضاً بالعطف على الفقراء يطغي على دقاته ضجيج محرك دراجتها النارية».



مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
TT

مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)

أظهرت دراسة أميركية أن مزيجاً من دواءي «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين» يُوفّر تحكماً أفضل في الألم وبديلاً أكثر أماناً بعد جراحات الأسنان مقارنةً بالأدوية الأفيونية.

وأوضح باحثون في جامعة «روتجرز» أن هذه النتائج قد تُغيّر الطريقة التي يُعالج بها أطباء الأسنان الألم بعد العمليات الجراحية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «الجمعية الأميركية لطب الأسنان».

وبعد جراحات الأسنان مثل خلع أضراس العقل أو جراحة اللثة، عادةً ما يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الألم والتهيج الناتج عن الإجراء. وتشمل المسكنات الشائعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل «الإيبوبروفين»، التي تُساعد في تقليل الألم والتورم. وفي بعض الحالات، قد تُوصَف مسكنات أقوى من الأدوية الأفيونية، مثل عقار «الهيدروكودون»، لفترات قصيرة إذا كان الألم شديداً.

للمقارنة بين مسكنات الألم الأفيونية وغير الأفيونية، أجرى الباحثون تجربة على أكثر من 1800 مريض خضعوا لجراحة إزالة أضراس العقل المطمورة، وهي عملية شائعة تسبّب ألماً يتراوح بين المعتدل والشديد.

وتلقى نصفهم دواء «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين»، في حين تلقّى النصف الآخر مزيجاً من «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين». وقيَّم المرضى مستويات الألم وجودة النوم وغيرها من النتائج خلال الأسبوع التالي للجراحة.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا مزيجاً من «الإيبوبروفين» و«الأسيتامينوفين» شعروا بألم أقل، ونوم أفضل، ورضا أعلى مقارنةً بالذين تلقوا «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين». كما أظهرت النتائج أن المزيج غير الأفيوني وفّر تخفيفاً للألم بشكل أفضل خلال فترة الألم الشديد في أول يومين بعد الجراحة. كما أبلغ المرضى الذين تناولوا الأدوية غير الأفيونية عن نوم أفضل في الليلة الأولى وتداخُل أقل مع أنشطتهم اليومية خلال فترة التعافي.

وفقاً للباحثين، تتماشى هذه النتائج مع توصيات الجمعية الأميركية لطب الأسنان، التي تدعو لتجنُّب الأدوية الأفيونية بوصفها خياراً أول لعلاج الألم، لأنها تزيد من خطر الإدمان وتُسبّب آثاراً جانبية خطيرة مثل التّسمم.

وأضافوا أن هذه الدراسة تأتي في وقت تُعَد فيه الأدوية الأفيونية أحد أسباب أزمة الإدمان والوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، التي تودي بحياة أكثر من 80 ألف شخص سنوياً، حيث أصدر أطباء الأسنان وحدهم أكثر من 8.9 مليون وصفة طبية للأفيونات في عام 2022، وغالباً ما يكون الشباب الذين يخضعون لإجراءات مثل إزالة ضرس العقل أول من يتعرضون لهذه الأدوية.

ووصفت الدكتورة سيسيل فيلدمان، الباحثة الرئيسية للدراسة وعميدة كلية طب الأسنان في جامعة «روتجرز»، النتائج بـ«العلامة الفارقة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «نحن واثقون أن الأفيونات لا ينبغي وصفها بشكل روتيني، وأن وصف المزيج غير الأفيوني سيحقّق فوائد أكبر للمرضى».

واختتمت قائلة: إن «هذه الدراسات لا تُساعد فقط على تحسين الرعاية الحالية لمرضى الأسنان، ولكنها تُسهم أيضاً في تدريب أطباء الأسنان المستقبليين بجامعة (روتجرز)، حيث نُحدثُ مناهجنا باستمرار في ضوء العلم».