«النداء» يعزز صفوفه بـ5 وزراء استعداداً للانتخابات التونسية

TT

«النداء» يعزز صفوفه بـ5 وزراء استعداداً للانتخابات التونسية

عزّز «حزب النداء» متزعم الائتلاف الحكومي في تونس، صفوفه بخمسة وزراء استعدادا للانتخابات البلدية المقررة العام الحالي، واعتبر في المقابل «حركة النهضة» بمثابة «المنافس الرئيسي» له خلال المحطات الانتخابية المقبلة، رغم أن الحزبين يعدان حتى الآن حليفين أساسيين ويسيطران على المشهد السياسي في البلاد.
وقال المدير التنفيذي لـ«حزب النداء» حافظ قائد السبسي إثر اجتماع حزبي عقد في الضاحية الشمالية للعاصمة مساء أول من أمس إن الأبواب مفتوحة للعودة أمام كوادر الحزب الذين غادروه بسبب انقسامات سياسية سابقة واختلافات في تقييم الوضع السياسي خاصة ما يتعلق بتحالف «حزب النداء» مع «النهضة»، على غرار المنصف السلامي وأنس الحطاب وزهرة إدريس.
وضمت قائمة الوزراء المنضمين حديثا إلى «حزب النداء» مبروك كرشيد وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية، ومحمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية، وحاتم بن سالم وزير التربية، وخالد قدور وزير الطاقة والمناجم، ومحمد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية. وأشار السبسي الابن إلى أنّ الحزب سيتقدّم للانتخابات البلدية المقررة في 6 مايو (أيار) المقبل بقوائم انتخابية مفتوحة أمام الكفاءات دفاعا عن مشروعه الوطني العصري المدني في منافسة رئيسية للمشروع الذي يمثله حزب «حركة النهضة».
وكان حزب «النهضة» قد فتح بدوره نحو 50 في المائة من قوائمه للانتخابات البلدية أمام الكفاءات المستقلة وهو ما ينبئ بمنافسة حادة بين الحليفين السياسيين الأساسيين اللذين سيطرا على المشهد السياسي منذ انتخابات سنة 2014. وشهد «حزب النداء» خلال الأشهر الماضية، التحاق عدد من رجال الأعمال والشخصيات السياسية، على غرار ماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة ومحسن حسن وزير التجارة السابق (قيادي سابق في حزب الاتحاد الوطني الحر)، وهي «تعزيزات» موجهة بالخصوص لخوض الانتخابات البلدية لتنفيذ آلية الحكم المحلي لأول مرة في تونس.
من ناحية أخرى، دعا رضا بلحاج رئيس حركة «تونس أولا» المنشق عن «حزب النداء» إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني مصغرة تكون محايدة ولا تشارك في انتخابات 2019. بهدف الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها وتجاوز عجز حكومة الوحدة الوطنية عن التعامل الإيجابي مع الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي لم تجد حلولا ناجعة، على حد تعبيره. كما دعا إلى حوار وطني في أقرب الآجال لإبعاد شبح المحاصصة الحزبية وتقاسم الغنائم بين الأحزاب السياسية والابتعاد كليا عن شبهة التوريث السياسي في إشارة إلى إمكانية سيطرة حافظ قائد السبسي على السلطة بعد والده. وأكد بلحاج في اجتماع حضرته قواعد الحزب في مدينة قبلي (جنوب تونس) أمس أن منظومة الحكم الحالية تعيش أزمة شاملة وأن انسحاب أطراف سياسية موقعة على وثيقة قرطاج المشكلة لحكومة الوحدة الوطنية على غرار «الحزب الجمهوري» و«حزب آفاق تونس»، وتململ نقابتي العمال ورجال الأعمال يؤكد الصعوبات التي تعرفها حكومة الوحدة الوطنية بعد أقل من سنة ونصف من تشكيلها.
وكان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد أشرف يوم الجمعة الماضي على اجتماع ضم 11 ممثلاً للأطراف السياسية والاجتماعية الموقعة على «وثيقة قرطاج»، وتركز الاهتمام حول قانون المالية والزيادات الجديدة في الأسعار الذي ترفضه نقابة العمال ومجمع رجال الأعمال، وانسحاب مجموعة من الأحزاب من الحزام السياسي الداعم لحكومة الوحدة الوطنية التي يقودها يوسف الشاهد منذ أغسطس (آب) 2016.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.