وزير الصحة السوداني لـ«الشرق الأوسط»: رفع العقوبات فتح لنا نافذة لاقتناء التكنولوجيا

وزير الصحة السوداني لـ«الشرق الأوسط»: رفع العقوبات فتح لنا نافذة لاقتناء التكنولوجيا
TT

وزير الصحة السوداني لـ«الشرق الأوسط»: رفع العقوبات فتح لنا نافذة لاقتناء التكنولوجيا

وزير الصحة السوداني لـ«الشرق الأوسط»: رفع العقوبات فتح لنا نافذة لاقتناء التكنولوجيا

كشف وزير الصحة السوداني، بحر إدريس أبو قردة، أن وزارته كانت الأكثر تأثراً بالعقوبات، منوهاً إلى بدء تنفيذ استراتيجية لاستغلال الفرص التي كانت غير متاحة أثناء العقوبات، من أجل تعظيم الخدمة الصحية، وجعل القطاع الصحي جاذباً للاستثمار، مشيراً إلى أن الخرطوم والرياض عالجتا مسألة «معايرة الأطباء الدولية»، والاعتراف ببعض التخصصات كطب الأسرة والمجتمع بشكل نهائي.
وأكد أبو قردة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن رفع العقوبات الأميركية عن بلاده فتح نافذة لاقتناء تكنولوجيا الصحة. وأضاف: «أثناء فترة العقوبات، فقدنا فرصة الاستفادة من عدة برامج، منها برنامج الرئيس الأميركي لمكافحة الإيدز في العالم»، ملمحاً إلى وجود فرص جديدة تلوح في الأفق، ستجذب المهتمين بالقطاع على صعيد المنظمات العالمية والاستثمار الأجنبي، لتطوير القطاع في المرحلة المقبلة. وقال أبو قردة «أصبح لدينا إمكانية للاستمرار في تصنيع واستيراد الأدوية، وجلب التكنولوجيا والتدريب المتقدم، للكوادر السودانية، وتصنيع واستيراد الأجهزة الطبية المتقدمة».
وزاد: «على المستوى السياسي، بعد رفع العقوبات، هناك فرصة أكبر لبناء علاقات استراتيجية مع أميركا، رغم وجود السودان فيما يسمى بقائمة الإرهاب الأميركية، التي تحتاج لجهد للخروج منها».
من ناحية أخرى، توقع وزير الصحة السوداني أن تشهد المرحلة المقبلة توطين الأمصال واللقاحات على مستوى دول منظمة التعاون الإسلامي، من حيث الأسعار والكميات، لوقوع بعضها في حزام الأوبئة، من بينها الحمى الصفراء والكوليرا، مشيراً إلى أن «الإيبولا» تعدّ تحدياً صحياً دولياً. وقال إن «تقنية وتوطين اللقاحات معقدة ومكلفة جداً، وتمتلكها شركات معينة، ولذلك تم تكوين لجنة للحصول على التقنية وإعداد استراتيجية لتوطين الأمصال لدول المنظمة». وتابع أبو قردة: «اتفقنا في دول منظمة التعاون الإسلامي على التدريب المكثف للكوادر، وغيرها من المجالات».
وعلى صعيد التعاون السوداني - السعودي، أوضح أبو قردة أن «هناك اتفاقية موقعة بين البلدين منذ عامين، تشتمل على 4 محاور رئيسية، تعنى بتأهيل الكوادر بين البلدين، وتكوين لجنة مشتركة ابتداء من العام الحالي، وسيتم مخاطبة الاحتياجات الحقيقية للمملكة، سواء أكان أطباء أو كوادر صحية، بإعداد الآلاف سنوياً». ويشمل التعاون الصحي بين البلدين، وفق أبو قردة، «تدريب الأطباء، وبرنامج انتداب الاستشاري الزائر للاستشاريين الكبار كمدربين وممتحنين خارجيين»، مؤكداً أن البلدين عالجا مسألة معايرة الأطباء الدولية، والاعتراف ببعض التخصصات كطب الأسرة والمجتمع بشكل نهائي.
وعن انتخاب السودان رئيساً للشبكة العالمية للصحة التي يقع عليها عبء رسم السياسات الكلية للصحة، قال أبو قردة «يمثل ذلك انتصاراً جديداً للسودان، ويدلل على عافية علاقاته الدولية واستعادة دوره الطليعي في المنظومة الدولية»، وقال إن هذا الاختيار «جاء خلال الاجتماع العالمي الذي نظمته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الحكومة التايلاندية بالعاصمة بانكوك، بمشاركة 60 دولة من الدول الأعضاء بالمنظمة». وأضاف وزير الصحة السوداني: «تم اختياري رئيساً لهذه الشبكة، كما تم تشكيل المكتب التنفيذي لها، ويضم ست دول هي السودان وتايلاند وأستراليا وفنلندا وممثلين عن منظمة الصحة العالمية والمركز العالمي للصحة بجنيف». ووفق أبو قردة، فإن الشبكة الآلية التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية لرسم السياسات الكلية للصحة، تأتي «في إطار المشروع الذي تقدم به السودان في العام 2015 لوضع الصحة في كل السياسات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغطية الشاملة بخدمات الرعاية الصحية الأساسية للوصول لهذه الأهداف بالسرعة المطلوبة».
إلى ذلك، أكد أبو قردة، وهو رئيس حزب التحرير والعدالة، أن حزبه راض تمام الرضا عن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتوفير الثقة لمستحقات الأحزاب السياسية في انتخابات 2020، وقال: «حاربنا الحكومة على مدى 9 أعوام، ولكن بعد اعترافها بقضيتنا جلسنا إلى بعض وحصل الوفاق، لمعالجة جذور المشكلة، سواء على صعيد التنمية أو المشاركة السياسية العادلة في إدارة شؤون البلاد، أو الآثار التي تترتب على موضوع اللاجئين والنازحين وقضايا الصلح والتعويضات وغيرها من القضايا حيث ناقشناها بشفافية».
أما مسألة التطبيق على أرض الواقع، يعتقد أبو قردة أنها مسألة نسبية، والتحدي هو كيفية تطبيق هذه الاتفاقات وإنزالها على أرض الواقع، وهذا برأيه «لا يأتي بالحرب أو السلاح، إنما يأتي بالممارسة المسؤولة من قبل الأطراف المعنية، وهذه مسؤولية عامة لكافة الأطراف». وقال: «على المستوى الشخصي لا أرى هناك مماطلة في تنفيذ هذه التوصيات، ولكن أشعر بالتأخير، غير أن هذا التأخير له ظروفه وأسبابه الخارجة عن الإرادة أحياناً... بل العكس أعتقد أن هناك فرصة كبيرة جداً أمامنا لتنفيذ الاتفاقات المبرمة، بشكل متأن وأفضل... هذا الأمر يمنحنا وقتاً كافياً لتفعيل آليات تنفيذ التوصيات مرة أخرى».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.