الفساد في العراق... «حرب» الملفات المفتوحة

بعد حسم العبادي المعركة ضد «داعش»

الفساد في العراق... «حرب» الملفات المفتوحة
TT

الفساد في العراق... «حرب» الملفات المفتوحة

الفساد في العراق... «حرب» الملفات المفتوحة

ما إن أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الانتصار على تنظيم داعش أواخر العام الماضي حتى أعلن في الوقت نفسه أن حربه المفتوحة التالية ستكون الحرب على الفساد. ولأن المتبقي من عمر حكومته هو المدة الفاصلة عن موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة (الشهر الخامس من هذا العام)، وتشكيل الحكومة البديلة، فإنه وضع نفسه أمام استحقاق يحمل عدة تحديات. ولعل التحدي الأول والأهم بالنسبة للعبادي وخصومه معاً هو: هل ينجح العبادي في القضاء على الفساد مثلما نجح في القضاء على الإرهاب، وبالتالي، يضمن ببساطة الولاية الثانية له؟ أم ينجح خصومه في عرقلة خطواته لتحقيق هدف واحد أو ضرب عصفورين بحجر واحد هو منع العبادي من الولاية الثانية، ومن ثم، إبقاء ملفات الفساد التي تبلغ مئات مليارات الدولارات مفتوحة ومؤجلة إلى الدورة البرلمانية المقبلة والحكومة الجديدة؟
هذا يعني من وجهة نظر المراقبين والمواطنين العراقيين معاً أن الفساد تحول من آفة أو مافيات يمكن القضاء عليها من خلال تفعيل الملفات واتخاذ قرارات صعبة، إلى واقع حال يتعايش معه العراقيون، كون أي سلطة تبدو عاجزة عن استئصال شأفته، لأنه جزء من المنظومة السياسية العراقية التي بنيت على أسس المحاصصة العرقية والطائفية والحزبية.

على الرغم من تفاوت وجهات نظر المسؤولين العراقيين من نواب وقادة كتل بشأن ملفات الفساد وإمكانية نجاح الحكومة، وبالذات رئيس الوزراء حيدر العبادي، في القضاء على الفساد أو الحد منه، فإن الجميع يرى أنه لن تقوم للعراق قائمة دون القضاء على الفساد. وهذا، مع تطلع البلاد إلى مرحلة جديدة من إعادة البناء والإعمار والاستثمار في أعقاب توافر البيئة الآمنة، بالإضافة إلى ما باتت تشهده من انفتاح عربي وأجنبي غير مسبوق.
إجرائياً أعلن رئيس جهاز الادعاء العام في العراق القاضي موفق العبيدي، أن أول الملفات الخاصة بالفساد وصلت إلى الادعاء العام. وهي تتعلق بملفات الفساد وهدر المال العام في الوزارات، بعد التعميم الذي أصدره الجهاز للتبليغ عن المخالفات المالية في جميع دوائر الدولة، ولقد أحيلت إلى المحاكم المختصة.
العبيدي، في بيان له اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، قال: «نحن أخيراً وبمجرد أن دخل قانون الادعاء حيز التنفيذ أصدرنا إعماماً لكل مؤسسات الدولة بإشعارنا بما يرتبط بالمخالفات المالية أو الإدارية والوظيفية، لأن القانون صار يتيح لنا هذا الدور».
وأضاف: «ليس هذا فقط، بل إن الادعاء العام لا يكتفي بما تصل إليه من إشعارات، بل لديه وسائل مختلفة بما فيه ما يصل إليه أو يطرق سمعه من هنا وهناك. وهذا دور مستحدث نحن شرعنا به، وفي الفترة المقبلة سنعلن أبرز ما يتحقق من نتائج».
وأشار العبيدي إلى أن «الاستجابة ليس كما هو مؤمل، إلا أننا أخيراً صرنا نستقبل مجموعة من الملفات من بعض الوزارات، وأن الإعمام الذي أصدرناه نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كان مخصصاً لما يرتبط بالموارد المالية والوظيفية، وبعد شهر من هذا الإعمام بدأنا تلقي بعض الملفات كما قلت من بعض الوزارات».
العبادي من جهته كان أعلن الأسبوع الماضي بدء الحرب على الفساد. ففي كلمة له في تجمع جماهيري، قال رئيس الحكومة إن «الكثير ينتظر إجراءات محاربة الفساد، ولدينا ما نقوم به بحسب أدلة دقيقة، لكن هناك من يحاول خلط الأوراق». وأردف أن جهوده في هذا المجال ليست لـ«أغراض سياسية أو انتخابية». وهذه هي واحدة من الإشكاليات التي يواجهها العبادي، خصوصاً من الدائرة القريبة من أوساط ائتلاف «دولة القانون»، إذ تحوّل هذا الائتلاف إلى أجنحة أبرزها جناحان؛ أحدهما يقوده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والآخر جناح يقوده العبادي.

لصوص القانون

أحمد الجبوري، عضو البرلمان العراقي وأمين عام حزب الشعب، قال لـ«الشرق الأوسط» في لقاء معه: «النجاح سيكون أصعب، وهو ما يعني أن المهمة التي يتولاها العبادي لن تكون سهلة لسبب بسيط؛ أنه يتعين عليه فتح ملفات تخص الحزب الذي ينتمي إليه». وبيّن الجبوري أن «هذا هو التحدي الأكبر أمامه، ففي حال نجح في محاربة الفساد داخل حزبه (حزب الدعوة، حيث يشغل العبادي منصب رئيس المكتب السياسي) فإن المهمة تسهل عليه أمام الآخرين، كما أنه سينال دعماً أكبر من كل القوى والجهات السياسية».
من جانبها، ترى ماجدة التميمي، عضو لجنة النزاهة في البرلمان العراقي، أن «الفساد وصل إلى مرحلة ديناصور بعدما كان نملة»، منذ غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لإزاحة نظام صدام حسين عام 2003. وتقول التميمي إنه «من المؤكد أن الموضوع صعب وأشرس من الحرب على (داعش)». وتتفق مع الجبوري بأن «كل الأحزاب لديها فاسدون ولا أتصور وجود حزب دون فاسدين، هناك نسب تتراوح حول طبيعة الاستحواذ على السلطة». ثم تضيف: «إذا كان الفاسدون من داخل حزبك، فالحرب ستكون شعواء وتحتاج إلى دعم دولي وداخلي من الأحزاب نفسها لمكافحته».
أما الدكتور صلاح العرباوي، عضو المكتب السياسي لـ«تيار الحكمة» - الذي يتزعمه عمار الحكيم - فأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الفساد أصبح منظومة خطيرة تهدد كيان الدولة. وبالتالي، فعلى من يريد محاربة الفساد أن يبدأ بـ(لصوص القانون)، أي أولئك الذين يسرقون بشكل محترف وتحت عباءة القانون». ويستطرد العرباوي: «الإشكالية هنا تتمثل في أنه حتى لو تم فتح ملفات هؤلاء، فإن النتيجة ستكون هي وجود السرقة لكن عدم وجود السارق». وعليه، يرى العرباوي أن «محاربة الفساد تحتاج إلى إرادة وقوة عاليتين، وينبغي أن تكون البداية من الذات الشخصية والحزبية». وبذلك يتفق العرباوي مع الجبوري في تحميل العبادي مهمة خطيرة، وهي أن البداية من الحزب الذي يحتل فيه موقعاً متقدماً، بينما تؤمن ماجدة التميمي بأن «كل الأحزاب والقوى السياسية متهمة بالفساد». كذلك يعتقد العرباوي أنه «كان بإمكان الحكومة أن تعلن النصر على العدوّين (داعش والفساد)، لكنها تأخرت في محاربة الثاني»، متمنياً لها «التوفيق في حربها المقبلة وسنكون داعمين لهذا المسار».
غير أن الإشكالية الكبرى في قضية الفساد في العراق تتمثل في نوعين من أنواع الفساد؛ الأول هو الفساد المألوف القائم على الاختلاس وإساءة الائتمان، والثاني هو الفساد «المُشرعَن» الذي يتمثل في الرواتب والامتيازات العالية التي لا تزال تتمتع بها الطبقة السياسية العراقية وكبار الموظفين من درجة مدير عام وما فوقه، رغم مشروع الإصلاح الذي أطلقه العبادي خلال شهر أغسطس (آب) 2015 إثر المظاهرات التي كانت قد اندلعت خلال شهر يوليو (تموز) من ذلك العام، ولا تزال مستمرة حتى اليوم كل جمعة في ساحة التحرير ببغداد وعدد من المحافظات.
جدير بالذكر أن هذه المظاهرات ترفع عدة شعارات، كان ولا يزال أهمها الشعار الشهير «باسم الدين باقونا (أي سرقونا) الحرامية»، في إشارة واضحة إلى الأحزاب الإسلامية التي تهيمن على السلطة في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين على يد الأميركان عام 2003.

إنما للدعم حدود

القوى السياسية المختلفة ترى أن الحرب على الفساد يجب أن تكون حرب الجميع، لكن مسؤولية التصدي المباشر لها إنما هي مسؤولية الحكومة ورئيسها الذي يملك كل السلطات والصلاحيات بيده. ومن ثم، فالدعم الذي يحظى به يبقى مهماً كان مشروطاً لجهة نجاحه في قصقصة أجنحة كبار الفاسدين. وفي هذا السياق يقول صلاح الجبوري رئيس كتلة «تحالف القوى العراقية» في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن «المهم أن تكون هناك خطوات عملية في مجال محاربة الفساد لأننا نعتقد أن أحد أسباب ظهور داعش هو الفساد في المؤسسات». ويتابع الجبوري: «الفساد في المحافظات الغربية التي احتلها تنظيم داعش كان في المؤسسات الأمنية ثم استشرى في كل مفاصل الدولة». ثم يشرح أن «تحالف القوى يدعم خطوات العبادي في محاربته الفساد، لكننا نرى أن الفترة المتبقية من عمر الحكومة والبرلمان ليست كافية لفتح ملفات كثيرة... مع أننا نرى من الضروري فتح الملفات التي تعتبر ملفات رأي عام، مثل ملف أجهزة كشف المتفجرات أو التسليح وجولات التراخيص وملف العملة والبطاقة التموينية والاتصالات والبنوك. إننا نرى أن فتح مثل هذه الملفات يمكن أن يؤسس لقاعدة صحيحة في مجال محاربة الفساد بشكل حقيقي وواقعي في العراق».
في السياق ذاته، تقول النائبة ماجدة التميمي إنها أنجزت كثيراً من ملفات الفساد المتعلقة ببعض الوزارات، وإنها «تعمل على استكمال التقارير الخاصة بتلك الملفات ستقدم إلى هيئة النزاهة». غير أن التميمي تتحفظ عن ذكر الوزارات المتهمة بالفساد حالياً، لأنه «في حال الكشف المسبق فإن الجهة المتهمة بالفساد يمكن أن تحتاط للأمر... وهو ما حصل كثيراً إلى الحد الذي تم فيه تهريب فاسدين أو تسهيل أمر سفرهم خارج البلاد».
أما أردلان نور الدين، النائب الكردي في لجنة النزاهة، فيرى من جانبه أن «العبادي لم يتعاون كثيراً مع لجنة النزاهة البرلمانية، وبالتالي، فإنه يبدو كمن يتخذ الحرب على الفساد على سبيل الدعاية الانتخابية». ويضيف نور الدين: «سبق للجنة النزاهة أن طلبت من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أكثر من مرة تقديم الدعم والمساعدة لهم دون جدوى، مع أن أكثر من 40 ألف ملف فساد أحيل إلى لجنة النزاهة خلال الدورة البرلمانية الحالية». وتابع: «العبادي لن ينجح في هذه الخطوة، لأن رئيس الوزراء يستخدم هذه الملفات كورقة في مواجهة خصومه، وخصوصاً داخل كتلة التحالف الوطني الشيعي، علماً أن العبادي يدرك جيداً أنه لن يفلح في مهامه».



تطوّر العلاقات السعودية ـ الصينية... شراكة استراتيجية على مختلف الأصعدة

الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين في مارس 2017 (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين في مارس 2017 (أ.ف.ب)
TT

تطوّر العلاقات السعودية ـ الصينية... شراكة استراتيجية على مختلف الأصعدة

الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين في مارس 2017 (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبلاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين في مارس 2017 (أ.ف.ب)

عقدت أخيراً في الرياض الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارة الخارجية السعودية ووزارة الخارجية الصينية، وترأس الجانب السعودي نائب وزير الخارجية وليد الخريجي، وترأس الجانب الصيني نظيره نائب الوزير دنغ لي. وبحث الجانبان تطوير العلاقات الثنائية، مع مناقشة المستجدات التي تهم الرياض وبكين. يذكر أن العلاقات السعودية الصينية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، إذ تعززت الشراكة بين البلدين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والثقافية. وتعود العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية إلى عام 1990، عندما افتتحت سفارتا البلدين رسمياً في العاصمتين بكين والرياض. مع أن علاقات التعاون والتبادل التجاري بين البلدين بدأت قبل عقود. وعام 1979، وقّع أول اتفاق تجاري بينهما، واضعاً الأساس لعلاقات قوية مستمرة حتى يومنا هذا.

 

تُعدّ الصين اليوم الشريك التجاري الأكبر للمملكة العربية السعودية، وانعكست العلاقات المتنامية بين البلدين بشكل كبير على التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما؛ إذ أسهمت في وصول حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 100 مليار دولار أميركي في عام 2023. تستورد الصين النفط الخام من السعودية بشكل رئيسي، وتعدّ المملكة أكبر مورد للنفط إلى الصين، إذ تصدر ما يقرب من 1.7 مليون برميل يومياً. ولقد تجاوزت الاستثمارات الصينية في المملكة حاجز الـ55 مليار دولار. وبحسب تقرير لـ«edgemiddleeast»، ضخّت الصين 16.8 مليار دولار في المملكة في 2023 مقابل 1.5 مليار دولار ضختها خلال عام 2022، استناداً إلى بيانات بنك الإمارات دبي الوطني، وهي تغطي مشاريع في البنية التحتية والطاقة والصناعات البتروكيماوية. وفي المقابل، استثمرت المملكة في عدد من المشاريع داخل الصين، منها الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا والنقل. واستضافت الرياض أيضاً في شهر يونيو (حزيران) من هذا العام «مؤتمر الأعمال العربي الصيني» الذي استقطب أكثر من 3600 مشارك. وبعد أسبوعين فقط، أرسلت السعودية وفداً كبيراً بقيادة وزير الاقتصاد السعودي إلى مؤتمر «دافوس الصيفي» في الصين. وبالإضافة إلى هذا الزخم الحاصل، دعت الصين المملكة العربية السعودية كضيف شرف إلى «معرض لانتشو الصيني للاستثمار والتجارة» الذي أقيم من 7 إلى 10 يوليو (تموز) من هذا العام. وكانت وزارة الاستثمار السعودية حثّت الشركات على المشاركة بفاعلية في المعرض، والجناح السعودي المعنون «استثمر في السعودية». كذلك وقّعت السعودية والصين اتفاقيات متعددة لتعزيز التعاون في قطاع الطاقة، بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة. وتسعى المملكة لتحقيق «رؤية 2030» التي تهدف إلى تقليص الاعتماد على النفط وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، في حين تسعى الصين إلى تأمين إمدادات الطاقة اللازمة لتنميتها الاقتصادية. وبالفعل، جرى أخيراً توقيع اتفاقية بين شركة «تي سي إل تشونغ هوان» لتكنولوجيا الطاقة المتجددة الصينية، وشركة توطين للطاقة المتجددة، وشركة «رؤية للصناعة» السعوديتين، لتأسيس شركة باستثمار مشترك، من شأنها دفع توطين إنتاج الرقائق الكهروضوئية في المملكة العربية السعودية. ووفقاً للاتفاقية، يبلغ إجمالي حجم الاستثمار في المشروع المشترك نحو 2.08 مليار دولار. التعاون السياسي والدبلوماسي تتعاون المملكة والصين على مستوى عالٍ في القضايا الدولية والإقليمية. وتستند العلاقات السياسية بين البلدين إلى احترام السيادة الوطنية والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية. كذلك تتبادل الدولتان الدعم في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، ولقد لعبت الصين دوراً محوَرياً في الوساطة بين السعودية وإيران، ما أدى إلى تحقيق نوع من التوافق بين البلدين، أسهم في توطيد الاستقرار، وقلّل من حدة التوترات، وعزّز من الأمن الإقليمي. الزيارات الرسمية والقمم المعروف أنه في مارس (آذار) 2017، قام الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة رسمية للصين حيث التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ. وخلال الزيارة، وُقّعت 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم، تضمنت التعاون في مجالات الطاقة والاستثمارات والعلوم والتكنولوجيا. وفي وقت سابق، كان خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز قد زار الصين رسمياً عام 2006، كانت تلك الزيارة بمثابة نقطة تحوّل في تعزيز العلاقات الثنائية، وشملت مباحثات مع القيادة الصينية وشهدت توقيع اتفاقيات عدة في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار. كما زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الصين في فبراير (شباط) 2019 كجزء من جولته الآسيوية. خلال هذه الزيارة، وقّعت 35 اتفاقية تعاون بين البلدين بقيمة تجاوزت 28 مليار دولار، وشملت مجالات النفط والطاقة المتجددة والبتروكيماويات والنقل. بعدها، في ديسمبر (كانون الأول) 2022، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة تاريخية إلى الرياض، حيث شارك في «قمة الرياض»، التي جمعت قادة دول مجلس التعاون الخليجي والصين. وتركّزت هذه القمة على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والأمنية بين الجانبين، وخلالها وقّع العديد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا. من الزيارات البارزة الأخرى، زيارة وزير الخارجية الصيني إلى السعودية في مارس (آذار) 2021، حيث نوقش التعاون في مكافحة جائحة «كوفيد 19» وتعزيز العلاقات الاقتصادية،