القدس تعرضت لحملة تهويد «غير مسبوقة» العام الماضي

القدس تعرضت لحملة تهويد «غير مسبوقة» العام الماضي
TT

القدس تعرضت لحملة تهويد «غير مسبوقة» العام الماضي

القدس تعرضت لحملة تهويد «غير مسبوقة» العام الماضي

أفاد التقرير السنوي لمركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس (الجمعة)، بأن المسجد الأقصى المبارك تعرض خلال عام 2017 لهجمة تهويدية إسرائيلية «غير مسبوقة»، من خلال محاولة سلطات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد من خلال وضع بوابات إلكترونية على مداخله والتي أفشلها المقدسيون من خلال الامتناع عن الصلاة داخل المسجد، والاعتصام بالآلاف على أبوابه حتى أزيلت فيما بعد.
ووثق المركز في تقريره السنوي «حصاد» حول الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة المقدسة خلال عام 2017 افتتاح كنيس يهودي أسفل أساسات مصلى قبة الصخرة المشرفة بعد 12 سنة من الحفر والتنقيب، وتكثف اقتحامات المسجد الأقصى، حيث سجل اقتحام نحو 28 ألفاً من المستوطنين والطلبة المتدينين خلال العام الماضي في ظل الاحتفالات بالأعياد اليهودية. وتواصلت عمليات المصادرة والتهويد للعقارات في أحياء سلوان والشيخ جراح خلال العام الماضي؛ ففي بلدة سلوان افتتح كنيس يهودي داخل عقار تمت السيطرة عليه عام 2015، وافتتحت السلطات الإسرائيلية ما يسمى مطاهر الهيكل «المغطس» على أرض القصور الأموية، وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: «إقامة مركز تاريخي يهودي في سلوان تحت اسم مركز (كيدم) الذي سيعرض فيه آثار وتاريخ ما يسمى (مدينة داود)». ولم تسلم المقابر الإسلامية في مدينة القدس من الاعتداءات، حيث أجرت سلطات الاحتلال أعمال حفر وتجريف في المقبرة اليوسيفية وأنشأت بنى تحتية لإقامة حديقة على مساحة من المقبرة والتي تم تسييجها، وهدمت جزءاً من سور مقبرة الشهداء، ومن مقبرة باب الرحمة الإسلامية التي تضم أضرحة صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وقال التقرير: إن جرافات الاحتلال هدمت 199 بيتاً ومنشأة للمواطنين المقدسيين خلال عام 2017، منها 95 بيتاَ و104 منشآت، وشملت عمليات الهدم معظم أحياء وبلدات المدينة المقدسة، وأدت إلى تشريد نحو 76 أسرة، من ضمنها 250 طفلاً. وأجبرت فلسطينيين على هدم بيوتهم (18 بيتاً و12 منشأة)؛ تجنباَ لدفع غرامات مالية باهظة، وهدمت روضة للأطفال في تجمع جبل البابا في بلدة العيزرية جنوب شرقي القدس المحتلة، وصادرت كل محتوياتها. كما وزّعت نحو 495 إخطاراَ بالهدم لبيوت ومنشآت المقدسيين.
في المقابل، صادقت سلطات الاحتلال خلال عام 2017 على بناء نحو 5500 وحدة استيطانية في مدينة القدس ومحيطها. وقررت ضم 250 دونماً تقع قرب مستوطنة «ارنونا» التي كانت حتى عدوان 1967 ضمن ما كان يسمى «المنطقة الحرام» قرب بلدة صور باهر، ونقل هذه الأراضي وضمها لما يسمى منطقة «سيادة» بلدية القدس.
وقال التقرير: إن قوات الاحتلال قتلت 12 مواطناَ مقدسياً، من بينهم سيدة، في سنة 2017، وذلك إما بمواجهات مع قوات الاحتلال أو قتلهم على حواجز الشرطة داخل المدينة المحتلة. كما تصاعدت المواجهات داخل المدينة العام الماضي، نتيجة قيام سلطات الاحتلال بتركيب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى فيما عرف بـ«معركة البوابات»، بالإضافة إلى إعلان الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«دولة إسرائيل». وشهدت مدينة القدس أعلى نسبة اعتقالات؛ إذ شملت 2436 مواطناً، ثلثهم من الأطفال. كما أبعدت شرطة الاحتلال عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة نحو 170 مواطناَ لفترات زمنية متفاوتة ودفع غرامات مالية، وسمح لليهود المتدينين ذوي اللباس الأسود باقتحام المسجد الأقصى، إضافة إلى الصعود إلى صحن قبة الصخرة للمرة الأولى منذ عام 1967، وسمح أيضاً لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى بعد منع استمر عاماً ونصف عام. وفي سابقه خطيرة، اقتحم المسجد الأقصى عضو الكنيست المتطرف، يهودا غليك، برفقة نجله؛ وذلك للاحتفال بعقد قرانه، في حين قام أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية برفع العلم الإسرائيلي في باحات المسجد.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.