منع وزير خارجية جوبا من دخول أبيي المتنازع عليهاhttps://aawsat.com/home/article/1134496/%D9%85%D9%86%D8%B9-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%D8%A7
منعت بعثة قوات حفظ السلام في منطقة أبيي الغنية بالنفط، والمتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، وزير خارجية جنوب السودان دينق آلور، ووفده المرافق من السفر إلى المنطقة لحضور مراسم تشيع جنازة سفير بلاده لدى سويسرا. واحتجّ وزير خارجية جنوب السودان على منعه من السفر إلى منطقة أبيي لحضور تشييع جنازة السفير الراحل كول آلور كول الذي سيدفَن في المنطقة المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، وقال إن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في منطقة أبيي لم تدرج اسمه على قائمة المسافرين في الطائرة التابعة لها، والتي تقلّ الجثمان إلى منطقة أبيي، مبرزاً أن قرار البعثة غير مبرر، وهو ما أثار غضب قيادات المجتمع المحلي. وأوضح آلور أن البعثة الأممية لم تعطِ أي تفسير لقرارها الذي وصفه بالغريب، وقال بهذا الخصوص «لن أقوم بمهمة سياسية، بل سأحضر الدفن، ومن المؤسف أنني لم أتمكن من الذهاب إلى المنطقة»، مشدداً على أنه ينتظر من البعثة الأممية تفسيراً لقرارها منعه من السفر. لكن مصادر في جوبا قالت إن البعثة أبدت تخوفها من أن يثير سفر وزير الخارجية دينق آلور إلى المنطقة مشكلة من طرف قيادة السودان وجنوب السودان باعتبار أن سفر كبار المسؤولين في الدولتين يستوجب موافقة واعتماد حكومتَي الخرطوم وجوبا، مبرزة أن حكومتَي السودان وجنوب السودان «لم تبديا أي اهتمام بزيارة دينق آلور إلى المنطقة». من جانبه، قال كوال آلور، رئيس إدارية منطقة أبيي من جانب جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط»، إن قائد قوات حفظ السلام الأممية في أبيي (اليونسفا) رفض ترحيل وفد حكومي على متن طائرتها المتجهة إلى المنطقة، مشيراً إلى أن الوفد الحكومي الذي كان برئاسة وزير الخارجية دينق آلور ضم أيضاً 16 من السفراء، وأوضح أن ترتيبات السفر إلى المنطقة تمت بين الحكومة وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) في جوبا، وأن إدارة (اليونسفا) كان من المفترض أن تقوم بمهمة ترحيل الوفد من مدينة واو إلى منطقة أبيي. بدوره، قال مسؤول إدارية منطقة أبيي، إن قائد قوات الأمم المتحدة في المنطقة أخطر الوفد بأن بعثته ليس من مهمتها ترحيل مسؤولين من حكومة جنوب السودان إلى المنطقة، مبرزاً أن «هذا قرار غريب خصوصاً أن الوزير دينق آلور أبلغني أنه تحدث مع وزير خارجية السودان إبراهيم غندور الذي وافق مبدئياً على دخول الوفد الحكومي إلى منطقة أبيي». من جهته، كشف المتحدث باسم خارجية جنوب السودان، ميوين ماكول، أن وزارته استدعت سفير السودان لدى جوبا أول من أمس، للاستفسار منه عما إذا كانت بلاده تقف وراء منع وزير الخارجية دينق آلور من دخول منطقة أبيي، وقال إن السفير السوداني نفى ذلك بشدة.
الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.
وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.
وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.
وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.
انتهاكات مروّعة
وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».
ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.
وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.
ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.
وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.
وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.
وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.
إقبال على الهجرة
يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.
لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.
وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».
وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.
وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.
ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.