منع وزير خارجية جوبا من دخول أبيي المتنازع عليها

بعثة قوات حفظ السلام في المنطقة لم تدرج اسمه على قائمة المسافرين

TT

منع وزير خارجية جوبا من دخول أبيي المتنازع عليها

منعت بعثة قوات حفظ السلام في منطقة أبيي الغنية بالنفط، والمتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، وزير خارجية جنوب السودان دينق آلور، ووفده المرافق من السفر إلى المنطقة لحضور مراسم تشيع جنازة سفير بلاده لدى سويسرا.
واحتجّ وزير خارجية جنوب السودان على منعه من السفر إلى منطقة أبيي لحضور تشييع جنازة السفير الراحل كول آلور كول الذي سيدفَن في المنطقة المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، وقال إن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في منطقة أبيي لم تدرج اسمه على قائمة المسافرين في الطائرة التابعة لها، والتي تقلّ الجثمان إلى منطقة أبيي، مبرزاً أن قرار البعثة غير مبرر، وهو ما أثار غضب قيادات المجتمع المحلي.
وأوضح آلور أن البعثة الأممية لم تعطِ أي تفسير لقرارها الذي وصفه بالغريب، وقال بهذا الخصوص «لن أقوم بمهمة سياسية، بل سأحضر الدفن، ومن المؤسف أنني لم أتمكن من الذهاب إلى المنطقة»، مشدداً على أنه ينتظر من البعثة الأممية تفسيراً لقرارها منعه من السفر.
لكن مصادر في جوبا قالت إن البعثة أبدت تخوفها من أن يثير سفر وزير الخارجية دينق آلور إلى المنطقة مشكلة من طرف قيادة السودان وجنوب السودان باعتبار أن سفر كبار المسؤولين في الدولتين يستوجب موافقة واعتماد حكومتَي الخرطوم وجوبا، مبرزة أن حكومتَي السودان وجنوب السودان «لم تبديا أي اهتمام بزيارة دينق آلور إلى المنطقة».
من جانبه، قال كوال آلور، رئيس إدارية منطقة أبيي من جانب جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط»، إن قائد قوات حفظ السلام الأممية في أبيي (اليونسفا) رفض ترحيل وفد حكومي على متن طائرتها المتجهة إلى المنطقة، مشيراً إلى أن الوفد الحكومي الذي كان برئاسة وزير الخارجية دينق آلور ضم أيضاً 16 من السفراء، وأوضح أن ترتيبات السفر إلى المنطقة تمت بين الحكومة وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) في جوبا، وأن إدارة (اليونسفا) كان من المفترض أن تقوم بمهمة ترحيل الوفد من مدينة واو إلى منطقة أبيي.
بدوره، قال مسؤول إدارية منطقة أبيي، إن قائد قوات الأمم المتحدة في المنطقة أخطر الوفد بأن بعثته ليس من مهمتها ترحيل مسؤولين من حكومة جنوب السودان إلى المنطقة، مبرزاً أن «هذا قرار غريب خصوصاً أن الوزير دينق آلور أبلغني أنه تحدث مع وزير خارجية السودان إبراهيم غندور الذي وافق مبدئياً على دخول الوفد الحكومي إلى منطقة أبيي».
من جهته، كشف المتحدث باسم خارجية جنوب السودان، ميوين ماكول، أن وزارته استدعت سفير السودان لدى جوبا أول من أمس، للاستفسار منه عما إذا كانت بلاده تقف وراء منع وزير الخارجية دينق آلور من دخول منطقة أبيي، وقال إن السفير السوداني نفى ذلك بشدة.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».