تقرير يكشف استخدام مستوطنين الترغيب والترهيب لنهب عقارات فلسطينية

TT

تقرير يكشف استخدام مستوطنين الترغيب والترهيب لنهب عقارات فلسطينية

كشف تقرير إسرائيلي نُشر أمس الجمعة، أن إحدى أنشط جمعيات الاستيطان اليهودية العاملة في القدس، وتعرف باسم «عطيرت كوهنيم»، اتبعت أساليب ترغيب وترهيب مختلفة مع الفلسطينيين لحملهم على التنازل عن عقارات (أراضٍ وبيوت وممتلكات)، بينها عرض فتيات دعارة وتهديد بنشر فضائح. وأوضح التقرير أن هذه الأساليب نفعت في بعض الأحيان، وفشلت في أحيان أخرى، لكن الجمعية المذكورة لم تتخل عنها، وتستمر في استخدامها حتى اليوم.
وجمعية «عطيرت كوهنيم» تأسست في نهاية السبعينات بغرض تهويد القدس العربية المحتلة عام 1967. وقد بدأت نشاطها في البلدة القديمة من القدس، وتحديداً في الحي الإسلامي، ونجحت في تجريد 80 عائلة فلسطينية من عقاراتها (بيوت أو حوانيت)، ثم انتقلت إلى الحي المسيحي، وراحت تمارس الضغوط، وتبرم الصفقات مع البطريركية الأرثوذكسية للحصول على عقارات هائلة العدد والقيمة، ثم اتسع نشاطها ليشمل حي سلوان وبقية أحياء القدس الشرقية ومدينة يافا. ويمول نشاطها عدد من الممولين الأميركيين اليهود، وفي مقدمهم أرنون موسكوفتش. لكن رئيس هذه الجمعية، ماتي دان، عرف أيضاً كيف يحصل على أموال حكومية بطرق ملتوية.
وبحسب مراسل صحيفة «هآرتس»، نير حسون، فإن أحد التسجيلات التي وثّقت طرق عمل الجمعية المذكورة وصلت إلى يديه، وتبيّن أنها تعرض على الأشخاص المستهدفين فتيات ومغريات أخرى. ويوضح أن التسجيلات تُظهر مسؤولين في الجمعية، وهم يعرضون خدمات جنسية (شريطة ألا تكون الفتيات يهوديات)، ويتحدثون عن طرق للضغط على البائعين الفلسطينيين، مثل أن يوضحوا لهم أنهم إذا قاموا بوضع عقبات، فإن إجراء المفاوضات نفسها سيتم الكشف عنه ما سيعرضهم للخطر.
ويقول حسون: «في إحدى الحالات وصف المحامي (في الجمعية) كيف يجب أن يتم الحديث مع أبناء عائلة صاحب العقار: الآن هناك طريقتان أمامكم، إما أن تغلقوا المكان وتنقلوه إلينا، وإما أن تذهبوا إلى المحكمة، وهذا الأمر سيكون فضيحة لكم. فأنتم تعرفون بأن الوالد (أو الزوج أو الأخ أو الأخت) قدّم هذه الخدمة لليهود. هناك طريقتان للقيام بذلك، إما بهدوء وإما بضجة. من الأفضل لكم أن يتم بهدوء». ويشير حسون إلى طرق عدة لإخفاء آثار الصفقات مثل استخدام وسطاء وهميين، وشركات مسجلة في الضرائب خارج البلاد.
ويكشف حسون عن استخدام وسائل إغراء أو تهديد أخرى، مثل إدخال شركات وهمية، حيث تبين أن رجال «عطيرت كوهنيم» يملكون أكثر من 10 شركات وهمية مسجلة ضريبياً في الخارج، ويتعهدون بتدبير حلول لمشكلات أخرى يعانيها البائع الفلسطيني مثل مسائل غير محلولة مع ضريبة الدخل أو ضريبة البلدية. وفي عدة حالات اتبعت أساليب النصب والاحتيال، خصوصاً مع من تم إسقاطهم. فهم في مرحلة معينة يخفضون السعر المتفق عليه بشكل حاد ويهددون: «إذا لم تتنازل عن العقار بالسعر الجديد فسنقوم بنشر موضوع الاتفاق».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».