المخابرات الإسرائيلية تحذر من خطف يهود بسبب قانون إعدام منفذي الهجمات

وزيران يقترحان تقييد عدد المشاركين في الجنازات وتحديد مكان الدفن

فلسطينيون خلال مظاهرة للتنديد بمصادقة الكنيست الأولية على قانون الإعدام بحق فلسطينيين (أ.ف.ب)
فلسطينيون خلال مظاهرة للتنديد بمصادقة الكنيست الأولية على قانون الإعدام بحق فلسطينيين (أ.ف.ب)
TT

المخابرات الإسرائيلية تحذر من خطف يهود بسبب قانون إعدام منفذي الهجمات

فلسطينيون خلال مظاهرة للتنديد بمصادقة الكنيست الأولية على قانون الإعدام بحق فلسطينيين (أ.ف.ب)
فلسطينيون خلال مظاهرة للتنديد بمصادقة الكنيست الأولية على قانون الإعدام بحق فلسطينيين (أ.ف.ب)

كشفت مصادر في المخابرات الإسرائيلية، أمس (الخميس)، أن قيادتها كانت قد أبدت معارضةً شديدةً للقانون الذي صادق عليه الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، في القراءة التمهيدية، أول من أمس (الأربعاء)، ويتيح فرض حكم الإعدام على المسلحين الفلسطينيين المدانين بتنفيذ عمليات، وأنها حذرت من تبعات القانون على مستوى الأمن القومي لإسرائيل ولليهود بشكل عام. وحذرت حتى من أن يتسبب القانون في تنفيذ عمليات اغتيال للمواطنين اليهود في أوروبا وبقية دول العالم.
وقالت المصادر إن «الشاباك» كان قد أجرى، في الأسابيع الأخيرة، نقاشات معمقة حول الموضوع، بمشاركة خبراء محليين ودوليين، وتوصل إلى استنتاجات قاطعة بأنه قانون زائد وغير ضروري. وعرض وجهة نظره هذه أمام القيادة السياسية، أكان ذلك على مستوى رئيسها أو المجلس الوزاري الأمني المصغر أو جلسة الحكومة بكامل أعضائها. وأوضح أنه يعارض عقوبة الإعدام. كما أبلغ رئيس «الشاباك» نداف ارجمان هذا الموقف لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والأمن.
ومن بين أسباب رفض «الشاباك» للقانون، تقييمه بأن عقوبة الإعدام ستؤدي إلى موجة من عمليات خطف اليهود في العالم الإسلامي والعالم الغربي لأغراض المساومة. وكان «الشاباك» قد تحفَّظ على عقوبة الإعدام في وقت سابق، أيضاً. ففي عام 2011، عارض «الشاباك» الأصوات التي ارتفعت في الجيش، برئاسة قائد المنطقة الوسطى الجنرال أفي مزراحي، مطالبة بفرض عقوبة الإعدام على أمجد عوض، الذي أُدِين بقتل خمسة أفراد من أسرة واحدة في مستوطنة إيتمار في ذلك العام. عارضه أيضاً المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت، الذي قال إنه يعطي وزناً كبيراً لموقف الأجهزة الأمنية قبل اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة.
وكشفت مصادر سياسية، أمس، أن عدداً من الوزراء في الحكومة أيضاً عارضوا القانون، في مقدمتهم يوفال شتاينتس، وزير الشؤون الاستراتيجية. ودعا شتاينتس الوزراء، خلال جلسة الحكومة الاستثنائية، أول من أمس، إلى معارضة القانون، وقال إن الحكومة لم تتخذ قراراً يلزم الائتلاف على دعم مشروع القانون. وطالب شتاينتس بإجراء نقاش عميق يشمل وجهة نظر الجهازين الأمني والقانوني، قبل أن يقرر الوزراء المصادقة على القانون. ورداً على ذلك ضرب ليبرمان على الطاولة بقوة قائلاً: «كفاك كذباً ونفاقاً»، وغادر الاجتماع.
يُشار إلى أن القانون العسكري يسمح بالفعل بفرض عقوبة الإعدام على «شخص أُدِين بارتكاب جريمة قتل كجزء من عمل إرهابي، شريطةَ أن يصادق القضاة عل القرار بالإجماع. لكن الصيغة التي اقترحها (يسرائيل بيتينو) تنصّ على أنه يجوز للمحكمة العسكرية أيضاً، الحكم بعقوبة الإعدام بأغلبية عادية من القضاة. وينص مشروع القانون على أنه لن يكون من الممكن تخفيف الحكم الصادر بحق شخص حكم عليه بالإعدام في قرار حكم نهائي. ولا يطلب الاقتراح من النائب العام العسكري المطالبة بفرض عقوبة الإعدام في هذه الحالات، ويبقي القرار لتقديرات المدعين العسكريين في كل حالة. ويشمل مشروع القانون، الذي طرحه «يسرائيل بيتينو»، المصادقة على بند آخر لم يدرج في اتفاق الائتلاف، يسمح للمحاكم المدنية داخل إسرائيل، وليس للمحاكم العسكرية فقط، فرض الحكم بالإعدام.
وقد رد الفلسطينيون بحدة على سن القانون، وهددوا بمقاطعة المحاكم الإسرائيلية. وأعلنت سفارة الاتحاد الأوروبي في تل أبيب، أن «عقوبة الإعدام تتعارض مع كرامة الإنسان». ونشرت السفارة تغريدة في هذه المسألة على حسابها في «تويتر»، بعد المصادقة على القانون في القراءة التمهيدية. وكتبت أن «عقوبة الإعدام ترسخ معاملة غير إنسانية ومهينة، ولا تنطوي على عامل ردع مثبت، ويسمح للأخطاء القضائية بأن تصبح قاتلة ولا رجعة فيها».
وفي خضم هذا النقاش انتقل وزراء اليمين الحاكم في إسرائيل إلى مشروع قانون آخر، وهذه المرة بغرض «المراهنة على جثامين الشهداء الفلسطينيين»، وتقييد عدد المشاركين في جنازاتهم. وهو المشروع الذي طرحه كل من وزيرة القضاء، أييلت شكيد، ووزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، وبموجبه يسمح للشرطة بالامتناع عن إعادة جثث الشهداء الفلسطينيين إلى عائلاتهم. ويسعى الوزيران إلى تشريع صلاحية الشرطة باحتجاز الجثامين من أجل تحديد شروط دفنها. ويأتي هذا في أعقاب قرار صادر عن المحكمة العليا، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ينص على أنه لا يجوز لدولة إسرائيل احتجاز الجثث لغرض المساومة عليها في المفاوضات، نظراً لعدم وجود قانون محدد وصريح يسمح لها بذلك. ونشر أردان وشكيد مذكرة لتعديل قانون محاربة الإرهاب، تحدد أنه يمكن للشرطة أن تأمر بتأخير تسليم جثث المخربين إلى أن يتم ضمان تنفيذ شروط دفنها من قبل المسؤولين عن الجنازة. كما يمكن للشرطة تفعيل صلاحيتها في حال «وجود تخوف ملموس من المسّ بحياة البشر خلال الجنازة أو التحريض على الإرهاب أو تنفيذ عمل إرهابي، أو التحريض خلال الجنازة». ووفقاً لمذكرة، يسمح القانون للشرطة بتقييد مسار الجنازة وتاريخها وعدد المشاركين فيها وهوياتهم - بما في ذلك منع مشاركة شخص معين - وكذلك وضع قائمة بالبنود المحظورة خلال الحدث. وفي حالات خاصة، يجوز للشرطة أيضاً أن تحدد مكان الدفن.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.