مصر: حبس مسؤولين حكوميين وأجانب بتهمة الاتجار في البشر

TT

مصر: حبس مسؤولين حكوميين وأجانب بتهمة الاتجار في البشر

قررت السلطات المصرية أمس حبس 75 شخصاً، بينهم مسؤولون في جهات حكومية، ومواطنون مصريون وأجانب، وذلك على ذمة التحقيقات بتهم مختلفة، من بينها «الاتجار في البشر والتزوير والرشوة».
وقالت هيئة الرقابة الإدارية في مصر، إن تحريات أجرتها على مدى 14 شهرا كشفت عن تورط متهمين في ارتكاب جرائم، من بينها «الرشوة، والتربح من الوظيفة العامة، وتزوير المستندات الرسمية». في حين تحفظت مصادر عن «التعرض لهوية المسؤولين بالجهات الحكومية ومناصبهم، أو جنسيات الأجانب الذين تم توقيفهم».
وسبق أن وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هيئة الرقابة الإدارية بأهمية مواصلة العمل على مختلف المحاور الخاصة بمكافحة الفساد، ومتابعة الجهاز الإداري للدولة، واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها الإسهام في تحقيق عملية التنمية الشاملة، وتوفير مناخ يتميز بالنزاهة والشفافية.
وأكدت المصادر ذاتها أن الملفات التي تتابعها هيئة الرقابة الإدارية، تتركز حول مكافحة الفساد، والتصدي لكل أشكاله في مختلف أجهزة الدولة، وذلك في إطار العمل على تدعيم مؤسسات الدولة، والارتقاء بدورها وتعظيم الاستفادة منها، فضلاً عن إسهامها في مرحلة البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي، التي تتطلب مضاعفة الجهود والعمل الدؤوب، وفقاً لأعلى معدلات الكفاءة والنزاهة.
وأكد بيان هيئة الرقابة الإدارية، التي حصلت «الشرق الأوسط»، نسخة منه، أمس، أنه بالعرض على النائب العام المستشار نبيل صادق، أصدر قراراً بضبط جميع المتهمين، وتفتيش أماكن ارتكاب تلك الجرائم المحددة بالتحريات، حيث تمكن 250 عضواً من تشكيلات هيئة الرقابة الإدارية ‏من مداهمة تلك الأوكار، وضبط المتهمين كافة في محافظات القاهرة والجيزة والغربية والإسكندرية والدقهلية وكفر الشيخ.
‏وأضاف البيان أن «أعمال التفتيش أسفرت عن حجز كميات كبيرة من المضبوطات المؤكدة لارتكاب الجرائم، ومنها عملات دول أجنبية، وطوابع بريد، ودمغات حكومية لمصر ودول مختلفة بلغت قيمتها ملايين الجنيهات، وتوكيلات خاصة ورسمية على بياض، ‏مستوفاة أختام الشهر العقاري ومعدة للاستخدام، وعشرات ‏الأختام المصطنعة لشعار الجمهورية لجهات ووزارات ‏الخارجية والتعليم العالي والصحة، ومحافظة القاهرة والشهر العقاري... بالإضافة إلى آلاف الشهادات الدراسية على بياض ‏ممهورة بأختام مراكز تعليم خاصة غير مرخص لها، مع أختام وزارة التعليم العالي وشهادات دراسية منسوب صدورها لجامعات (القاهرة وعين شمس والإسكندرية)، وبعض الجامعات الأجنبية والخاصة بمصر ‏والخارج، وشهادات ميلاد ووثائق سفر مزورة وأجهزة لاسلكية، فضلاً عن عشرات المعدات المستخدمة في أعمال التزوير، تشمل أجهزة حاسب آلي، وطابعات ملونة، وأحبارا، ورزما من الأوراق ‏المستخدمة في تصنيع الإيصالات الحكومية والشهادات، وآلات تثقيب وتقطيع ومعدات تصنيع الأختام».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.