تركيا تقصف مناطق للنظام بعد سقوط قذيفتين في أراضيها

TT

تركيا تقصف مناطق للنظام بعد سقوط قذيفتين في أراضيها

قصف الجيش التركي مناطق تابعة لسيطرة النظام السوري بعد سقوط قذيفتين في مناطق تابعة لولاية هاطاي جنوب تركيا على الحدود مع سوريا.
وقالت مصادر عسكرية تركية أمس إن قذيفتين مدفعيتين مصدرهما الأراضي السورية سقطتا أول من أمس على ريف ولاية هاطاي من منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري، قرب مخفر حدودي بمنطقة بلنغوز في قضاء يايلاداغي الحدودي مع سوريا.
وأضافت المصادر أن الوحدات العسكرية التركية ردت بالمثل على مصدر إطلاق القذيفتين اللتين سقطتا على أرض زراعية خالية ولم تسفرا عن قتلى أو جرحى.
ولا يزال النظام السوري يواصل هجماته على القرى الخاضعة لسيطرة المعارضة بالقرب من حدود هاطاي جنوب تركيا.
على صعيد آخر، أرسلت جمعيات خيرية ومنظمات إغاثية تركية 10 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب السورية التي تستقبل النازحين من ريف حماه الشرقي الذي يشهد اشتباكات ضارية وتتعرض مناطقه السكنية لغارات تشنها مقاتلات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري.
وانطلقت الشاحنات العشر أول من أمس من مركز الدعم اللوجيستي في منطقة ريحانلي بولاية هاطاي.
وأعلنت جمعية التضامن والتكافل الاجتماعي التركية أنها تواصل تقديم المساعدات للسوريين، وأنها بدأت بتكثيف جهودها فور بدء موجة النزوح باتجاه إدلب من محافظة حماة.
وجمع عدد من المنظمات الخيرية والإغاثية مواد غذائية ومياهاً للشرب، وأحذية شتوية وملابس ومعاطف، لتغطية احتياجات أكثر من 5700 شخص، بينهم ما يزيد على 2500 طفل وامرأة، نزحوا باتجاه محافظة إدلب، كما يجري إنشاء مخيم لإيواء النازحين في إدلب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.