الصومال: الجيش الأميركي ينفي شن غارة على «الشباب»

انزعاج من الجدار الكيني العازل

الصومال: الجيش الأميركي ينفي شن غارة على «الشباب»
TT

الصومال: الجيش الأميركي ينفي شن غارة على «الشباب»

الصومال: الجيش الأميركي ينفي شن غارة على «الشباب»

نفى مصدر عسكري أميركي شن غارات جوية جديدة على مواقع «للجماعات الإرهابية» في الصومال، مع بدء العام الميلادي الجديد، للحد من خطورة حركة الشباب المسؤولة عن تزايد الهجمات المميتة في عدة دول من بينها كينيا.
وتعبيرا عن القلق الصومالي الرسمي حيال استمرار كينيا في بناء جدار عازل، عقد أمس، وزير الداخلية الصومالي عبدي جحا اجتماعا مع الإدارة المحلية والسكان في منطقة بلد حواء التابعة لإقليم غذو لمناقشة تداعيات التحركات الكينية على الحدود مع الصومال التي أثارت ضجة في أوساط المحليين هناك.
وقال جحا إن الاجتماع ناقش تداعيات بناء الجدار، ومتابعة الأوضاع هناك، مشيرا إلى أنه زار على رأس وفد حكومي صومالي رفيع المستوى المنطقة التي يشيد فيها، مضيفا: «سنبحث بشكل دقيق حول القضايا المتعلقة بالجدار حيث سيتم حل المشكلات القائمة عن طريق الحوار والتفاهم».
وأوضح أنه أقنع السكان المحليين في منطقة بلد حواء بالجهود الكبيرة التي تبذلها حكومته لوقف البناء، وأن لديها أملا في حل هذه القضية.
وشهدت منطقة بلد حواء مؤخرا مظاهرات كبيرة من قبل السكان المحليين احتجاجا على بناء الجدار الكيني على الحدود مع الصومال، وفقا لما بثته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية أمس.
وكانت لجنة الدفاع في البرلمان الصومالي قد بحثت في اجتماع لها قبل يومين في العاصمة مقديشو، الجدار الذي تقيمه دولة كينيا على الحدود التي تتقاسمها مع الصومال، حيث أعلنت أنها ستكلف لجنة خاصة لمتابعة هذه التطورات وزيارة المنطقة الحدودية.
من جهة أخرى، نفى مسؤول في قيادة القوات الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» لـ«الشرق الأوسط» شن غارات أميركية جديدة على مواقع لحركة الشباب خلال اليومين الماضيين. وقال المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه: «لم نتبن أي هجوم جوي جديد، حتى اللحظة لا معلومات متاحة عن عملية جوية حديثة طرأت مؤخرا في الصومال».
وكانت قيادة «أفريكوم» قد أعلنت في بيانين منفصلين عبر موقعها الإلكتروني الرسمي الأحد الماضي، أن الجيش الأميركي قتل أربعة إرهابيين على بعد نحو 25 كلم غرب مقديشو مساء السبت الماضي، ودمر شحنة متفجرة محلية الصنع محمولة على مركبة ومنعها من الاستخدام ضد السكان في مقديشو.
وقالت القيادة إن ما يقرب من 13 إرهابيا قتلوا الأسبوع الماضي أيضا في جنوب الصومال حيث كثفت واشنطن ضرباتها الجوية لاقتلاع مسلحي الشباب في الدولة التي تقع في منطقة القرن الأفريقي، مضيفة أن «القوات الأميركية سوف تواصل استخدام كل الإجراءات الملائمة المخولة لها لحماية الولايات المتحدة وشريكاتها ومصالحها ومنع وجود ملاذ آمن للجماعات الإرهابية».
وتابعت أن «هذا يتضمن شراكة مع قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام وقوات الأمن الوطني الصومالية في عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب واستهداف الإرهابيين ومعسكرات تدريبهم وملاذاتهم الآمنة في أنحاء الصومال والمنطقة».
ونفذت القوات الأميركية سلسلة من ضربات الطائرات غير المأهولة في الأشهر الأخيرة في الصومال التي تستهدف مقاتلي تنظيم داعش وحركة الشباب، حيث تستعد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي «أميصوم» لمغادرة الصومال.
كما كثفت قوات «أميصوم» والقوات الصومالية العمليات العسكرية ضد المتمردين وأخرجتهم من قواعدهم في منطقة شابيل السفلى والمتوسطة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».