تيمور جنبلاط لن يدخل البرلمان إلا بكتلة وازنة

النائب سعد: هناك إصرار على ضم نواب من مختلف الطوائف

لقاء أخير لتيمور جنبلاط بوفود شعبية ومناطقية (الأنباء)
لقاء أخير لتيمور جنبلاط بوفود شعبية ومناطقية (الأنباء)
TT

تيمور جنبلاط لن يدخل البرلمان إلا بكتلة وازنة

لقاء أخير لتيمور جنبلاط بوفود شعبية ومناطقية (الأنباء)
لقاء أخير لتيمور جنبلاط بوفود شعبية ومناطقية (الأنباء)

قال «عضو اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد، إن تيمور وليد جنبلاط «لن يدخل المجلس النيابي إلا كما دخله والده وليد جنبلاط، بكتلة نيابية وازنة تضم نواباً من مختلف الطوائف والمذاهب اللبنانية التي تشكل نسيج الجبل، ونسيج حضورنا السياسي في مناطق وجودنا».
وتابع سعد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «على هذا الأساس نحن لا ننظر إلى الانتخابات النيابية من جانب الربح والخسارة، بقدر ما ننظر إليها من منطلق وطني»، مشيراً إلى أن النائب وليد جنبلاط «يشدد دائماً على وحدة الجبل، وعلى عدم عزل أي فريق أو مكون سياسي لبناني، وكان موقفه واضحاً من عزل (القوات اللبنانية) و(الكتائب) أو أي حزب سياسي وازن».
وأمل سعد في أن يتم الوصول إلى تسوية جامعة في الجبل، تتمثل فيها سائر القوى الوازنة، دون أن يتبادر إلى ذهن بعض القوى أن بإمكانها محاصرة وليد جنبلاط أو إقصائه عن المقاعد غير الدرزية: «لأن ما نريده هو تمثيل كل الأفرقاء في الجبل، وليس الإقصاء أو الحصار».
وبحسب قانون الانتخاب الجديد، جمعت دائرة الشوف مع دائرة عالية، وهما منطقتان يتمتع بهما «الحزب التقدمي الاشتراكي» بأكثرية شعبية، ويعتبران مركز نفوذه. وكان عضو كتلة جنبلاط النائب أكرم شهيب، قال الأسبوع الماضي، إن «المكسب هذه المرة أننا والشوف في موقع واحد، يعني حظنا وحظكم جيد، سنصوت هذه المرة لتيمور وليد جنبلاط، والانتخابات مع أهميتها، لن تكون سببا للابتعاد أو الخصام مع أي فريق سياسي».
ويفعّل «الحزب التقدمي الاشتراكي» كما سائر الأحزاب اللبنانية، الماكينات الانتخابية، بدءاً من مطلع العام الجديد. وحول التحالفات الانتخابية، قال سعد: «بعضها يعتبر من الثوابت الأساسية، مثل تحالفنا مع تيار المستقبل، وهو تحالف استراتيجي ومبني على تفاهمات وطنية وتاريخية، وعلى مسار طويل من العمل المشترك»، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة «قد تبلور ماهية بعض التحالفات مع القوى السياسية الأخرى التي سيعلنها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وهو بالتالي من سيعلن أسماء مرشحي اللقاء الديمقراطي في الجبل والمناطق الأخرى».
ويدخل لبنان في أجواء الانتخابات النيابية بدءاً من شهر يناير (كانون الثاني) الجاري، استعدادا للانتخابات المزمع عقدها في 6 مايو (أيار) المقبل. وفيما قالت مصادر «الشرق الأوسط» إن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع سيعلن بعض الترشيحات في دائرة عالية - الشوف، أشارت في الوقت نفسه إلى أن جنبلاط سيعلن أسماء مرشحيه، بعد أن تتكون لديه بعض المعطيات حول التحالفات.
وأشارت المصادر إلى أن «معظم القوى السياسية تحجم في هذه الظروف عن الحديث عن تحالفاتها، ربطا بما يجري في الداخل اللبناني من تصعيد سياسي بين الأطراف يمكن أن يؤثر على صورة التحالفات»، في إشارة إلى خلاف رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ميشال عون ونبيه بري، واهتزاز تفاهم معراب بين «التيار الوطني الحر»، و«القوات اللبنانية».
وأعرب وزير لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأن أحداث المنطقة وتطوراتها لها تأثيراتها على الداخل اللبناني؛ لكنه أكد أن الانتخابات النيابية ستكون في موعدها المحدد، مشيراً إلى أن ذلك «مطلب داخلي، وأيضا من المجتمع الدولي الذي يواكب ويراقب المسار اللبناني برمته». وأكد أن هناك «تمنيات من معظم عواصم القرار بأن تحصل الانتخابات في موعدها دون أي تمديد أو تأجيل»، لافتاً إلى أن «ما نسمعه من السفراء الغربيين المعتمدين في لبنان يؤكد ذلك، كذلك نسمعه من خلال جولاتنا في الخارج».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.