مصر تدخل 2018 باستنفار أمني مشدد تحسباً لهجمات إرهابية

حكم يُمهد لإعدام 8 متهمين باغتيال ضابط شرطة... وحبس 10 من «حسم»

قوات الجيش والشرطة المصرية عززت من وجودها أمام الكنائس قبل ساعات من احتفالات «رأس السنة » (صورة وزعها المتحدث العسكري)
قوات الجيش والشرطة المصرية عززت من وجودها أمام الكنائس قبل ساعات من احتفالات «رأس السنة » (صورة وزعها المتحدث العسكري)
TT

مصر تدخل 2018 باستنفار أمني مشدد تحسباً لهجمات إرهابية

قوات الجيش والشرطة المصرية عززت من وجودها أمام الكنائس قبل ساعات من احتفالات «رأس السنة » (صورة وزعها المتحدث العسكري)
قوات الجيش والشرطة المصرية عززت من وجودها أمام الكنائس قبل ساعات من احتفالات «رأس السنة » (صورة وزعها المتحدث العسكري)

باستنفار أمني مشدد في كافة المحافظات، دخلت مصر أول أيام العام الجديد، وفرضت قوات الشرطة والجيش وجودها في محيط الكنائس والمنشآت الحكومية، أمس، تحسباً لهجمات إرهابية ليلة «رأس السنة»، وفي الوقت نفسه قررت المحكمة العسكرية إحالة 8 متهمين باغتيال ضابط شرطة إلى المفتي، تمهيداً لإعدامهم.
وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، العقيد تامر الرفاعي، إن قوات الجيش «كثفت أعمال التأمين للمنشآت الحيوية، والتصدي للمحاولات الإرهابية اليائسة التي تستهدف النيل من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة»، مؤكداً أن «عناصر القوات المسلحة والشرطة عززت من إجراءاتها الأمنية لتأمين وحماية المنشآت والمرافق ودور العبادة، تزامناً مع احتفالات عيد الميلاد المجيد».
ولفت إلى وجود «الدوريات الأمنية، والمجموعات القتالية المشتركة بالشوارع والميادين الرئيسية، للتصدي لأي محاولات للخروج عن القانون بجميع محافظات الجمهورية».
في شأن آخر، أحالت المحكمة العسكرية، أمس، 8 متهمين بقتل عقيد الشرطة وائل طاحون، ومجند شرطة في عام 2015، إلى مفتى البلاد لاستطلاع رأيه (غير مُلزم) في شأن إعدامهم، وقررت المحكمة تحديد جلسة 17 يناير (كانون الثاني) الجاري للنطق بالحكم.
من جهة أخرى أمر المستشار خالد ضياء، المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، الأحد، بحبس 10 متهمين بالانتماء إلى حركة «حسم» (تصنفها السلطات كجناح عسكري لجماعة الإخوان)، لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات معهم، بعد ضبطهم وبحوزتهم «أسلحة وعبوات ناسفة كانت مجهزة لتنفيذ هجمات إرهابية ضد منشآت عامة وأمنية وسياحية، بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد»، بحسب بيان وزارة الداخلية بعد ضبطهم أول من أمس.
وأسندت النيابة إلى المتهمين «الانتماء لجماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، واعتناق أفكار تكفير الحاكم، وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، والقتل العمد والشروع فيه، وإحراز أسلحة نارية وذخائر، وحيازة متفجرات ومفرقعات بقصد الإرهاب».
وفي سياق قضائي أيضاً، انتهت النيابة العامة في حلوان، من إجراء معاينة مسرح الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مارمينا (جنوب القاهرة)، يوم الجمعة الماضي، وأسفر عن سقوط 10 ضحايا، وأحالت جهات التحقيق أوراق القضية إلى نيابة أمن الدولة العليا المختصة بمباشرة قضايا الإرهاب، فيما أشارت معاينة النيابة إلى أن المتهم الرئيسي أطلق أكثر من 150 طلقة باتجاه الكنيسة، فيما طالت الأضرار منازل لسكان المنطقة ومحلا تجاريا (قُتل داخله شقيقان يملكانه).
من جهته قرر وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، تكريم المواطن صلاح الموجي، تقديراً «لموقفه المشرف والشجاع الذي ساهم وعضد من جهود رجال الشرطة في إلقاء القبض على الإرهابي الذي حاول الاعتداء على كنيسة مارمينا بحلوان».
وكان الموجي (سائق، عمره 50 سنة) الذي يقيم قرب الكنيسة المستهدفة، قد تمكن من الانقضاض على المتهم الرئيسي في الهجوم عقب إصابته بشكل جزئي، وأحكم الموجي من قبضته على المسلح وجرده من سلاحه، قبل أن ينضم إليه العشرات من المواطنين الذين كانوا قرب موقع الاشتباكات.
وقالت وزارة الداخلية، إن الدور الذي أداه الموجي «يُعد مثالاً وقدوة للمواطن المسؤول والمشارك في التصدي للعناصر التي تسعى إلى زعزعة أمن الوطن، ويؤكد مدى تلاحم المواطنين مع رجال الشرطة، ووعيهم بما يحاك ضد الوطن من مؤامرات».



10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.