عظماء الرياضة «تعلموا» تهنئة من يكسرون أرقامهم القياسية

شيرر أعرب عن سعادته بنجاح كين لكن ردود الفعل لم تكن دائما جيدة

آلان شيرر خسر رقمه القياسي  -  كين أصبح صاحب الرقم القياسي في التهديف خلال عام بالدوري الإنجليزي (رويترز)
آلان شيرر خسر رقمه القياسي - كين أصبح صاحب الرقم القياسي في التهديف خلال عام بالدوري الإنجليزي (رويترز)
TT

عظماء الرياضة «تعلموا» تهنئة من يكسرون أرقامهم القياسية

آلان شيرر خسر رقمه القياسي  -  كين أصبح صاحب الرقم القياسي في التهديف خلال عام بالدوري الإنجليزي (رويترز)
آلان شيرر خسر رقمه القياسي - كين أصبح صاحب الرقم القياسي في التهديف خلال عام بالدوري الإنجليزي (رويترز)

بعد يوم واحد من نجاح نجم توتنهام هوتسبر هاري كين في كسر الرقم القياسي المسجل باسم ألان شيرر بتسجيله أكبر عدد من الأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال عام ميلادي واحد، قام شيرر بتهنئة مهاجم توتنهام وعبر عن سعادته لكين بعد تحقيقه لهذا الإنجاز الرائع وتمنى له الاستمرار في النجاح. ولقد تحلى شيرر بهذه الروح الرياضية العالية، رغم أن هذا الرقم القياسي لم يعد مسجلا باسمه ولن يكون بمقدوره بعد الآن أن يتفاخر به، لكنه كتب مهنئا كين في تغريدة على حسابه الخاص على موقع «تويتر» يقول فيها «حسنا، أنت تستحق ذلك».
ويبدو أن هذا هو النموذج الرياضي المتبع خلال الفترة الأخيرة، فقبل عامين نجح لاعب الكريكيت جيمي أندرسون في كسر الرقم القياسي المسجل باسم إيان بوثام، والذي جاء رد فعله مماثلا لرد فعل شيرر، حيث كتب يقول: «إنه يسعد المشاهدين منذ أكثر من 12 عاما، وأنا سعيد للغاية بالنسبة له». صحيح أن بوثام ربما يكون حزينا في قرارة نفسه لأن الرقم لم يعد مسجلا باسمه، لكنه أظهر أنه يمتلك الشجاعة الكافية لتهنئة اللاعب الذي نجح في تدوين اسمه في سجلات اللعبة بدلا منه.
ومن الإنصاف أن نقول إن كل الرياضيين ليس لديهم نفس الروح الرياضية التي أظهرها شيرر بعد فقدانه الرقم القياسي المسجل باسمه، ففي عام 2000 أصبح الأميركي بيت سامبراس أكثر لاعب تنس يحصل على بطولات الجراند سلام الكبرى في التاريخ، بعد تغلبه على الأسترالي باتريك رافتر في بطولة ويمبلدون المفتوحة. وبعد المباراة، سُئل رافتر عن كيف سيستقبل مواطنه روي إيمرسون هذا الخبر بعد سحب الرقم القياسي منه، ورد قائلا: «إيمرسون شخص هادئ جدا، ولا أعتقد أنه سيلقي بالا لما حدث!».
وقد اتضح بعد ذلك أن ما قاله رافتر صحيح تماما، حيث قال إيمرسون: «أنا أشعر بأنني على ما يرام، ولا أشعر بأي شيء مختلف عما كنت أشعر به قبل كسر رقمي. إنه بطل حقيقي ويستحق أن يحتل مكانا في التاريخ». واتفق سامبراس مع الجملة الأخيرة لإيمرسون، قائلا: «عندما أعتزل اللعبة، ربما لن ترى لاعبا يهيمن على الرياضة مرة أخرى لسنوات وسنوات. أنا أشعر بأن ما حققته في لعبة التنس لم يحظ دائما بالتقدير المناسب».
وكان سامبراس يعني بكلماته «لسنوات وسنوات» هيمنته على لعبة التنس لأكثر من تسع سنوات، لكنه في الصيف التالي مباشرة أطيح به من بطولة ويمبلدون على يد لاعب سويسري شاب غير معروف آنذاك، لكنه وقبل مرور عقد من الزمان قد هيمن على لعبة التنس وتفوق على سامبراس، وكان هذا اللاعب هو روجر فيدرر. وعندما سُئل عام 2009. عما إذا كان روجر فيدرر قد أصبح الآن أفضل لاعب تنس على مر العصور، رد سامبراس قائلا: «يتعين علي أن أقر بذلك».
هذه هي إذن الروح السائدة فيما يتعلق بأكبر الإنجازات التي يحققها الرياضيون، فتلك الإنجازات لا يتم تحقيقها بسهولة ولا تهبط من السماء من دون أي مجهود، لكنها تتطلب مزيجا من العمل الجاد والتفاني والتضحية والتركيز والحظ الجيد، ولذا لا يكون التخلي عنها شيئا سهلا كما يتوقع البعض.
ربما يكون الشعور بالإحباط وخيبة الأمل أقل لو كان الرياضي الذي سحب منه الرقم القياسي ما زال شابا وقادرا على العطاء والمنافسة بالشكل الذي يسمح له باستعادة لقبه مرة أخرى. ومن المؤكد أن أعظم مثال لاستعادة الرقم القياسي في ألعاب القوى في أوروبا كان قد حدث في صيف عام 1981. أي بعد عام من كسر ستيف أوفيت للرقم القياسي المسجل باسم سيباستيان كو الذي ظل صامدا لمدة عامين. وفي 19 أغسطس (آب) نجح كو في استعادة الرقم القياسي مرة أخرى، وفي 26 أغسطس (آب) استعاد أوفيت الرقم القياسي لصالحه من جديد. وفي تلك الليلة، اتصل صحافي بكو في منزله لمعرفة شعوره، لكن والدة كو هي التي ردت على الهاتف، وقالت: «لا يوجد رد فعل على الإطلاق من جانب سيباستيان. لقد ذهب إلى الفراش». وبعد أقل من 48 ساعة، صنع كو التاريخ مرة أخرى، وكان أوفيت هو المطالب هذه المرة بأن يتحدث عن شعوره بعد خسارته للرقم القياسي الذي كان مسجلا باسمه.
ولو كان هناك شخص تفانى بشكل حقيقي في عمله من أجل كسر الرقم القياسي فإن هذا الرجل هو ديريك إبوتسون، وهو مثل كو من مقاطعة يوركشاير وعداء للمسافات المتوسطة. وسئل ذات مرة عما إذا كان أي شخص قد ألهمه للوصول إلى القمة في مسيرته الرياضية، فرد قائلا: «لا أحد في حقيقة الأمر. كان مصدر إلهامي هو التفكير في كسر الأرقام القياسية العالمية. كنت أريد دائما أن أكون حاملا لرقم قياسي عالمي، وكان لدي حافز كبير من داخلي. كنت أريد دائما أن أكون الأفضل في العالم».
وفي ظهيرة أحد الأيام في العاصمة البريطانية لندن في صيف عام 1957. نجح إيبوتسون في تحقيق الحلم الأكبر بالنسبة له، بعدما حفر اسمه في سجلات التاريخ كصاحب الرقم القياسي في السباق لمسافة ميل. وقد احتفظ إيبوتسون بهذا الرقم القياسي لمدة 13 شهرا. وفي الصيف التالي، جاء هيرب إيليوت، وهو رياضي من أستراليا وصديق جيد لإيبوتسون وهو الذي كتب في وقت لاحق مقدمة السيرة الذاتية لإيبوتسون - جاء للإقامة مع إيبوتسون أثناء التحضير للسباق في دبلن. ونجح إيليوت في كسر الرقم القياسي المسجل باسم إيبوتسون بثلاث ثوان. وعندما عاد إلى مسكن إيبوتسون وجد متعلقاته قد ألقيت على الرصيف بالخارج. وعندما سأل: «ما الذي وضع أشيائي هنا؟»، رد إيبوتسون قائلا: «هل تعتقد بأنك ستظل هنا بعدما كسرت الرقم القياسي المسجل باسمي؟».


مقالات ذات صلة

«أبطال أفريقيا»: الترجي يهزم ديوليبا برباعية والجيش الملكي يتجاوز الرجاء

رياضة عربية قصي متشة لاعب الترجي الشاب تألق وسجل هدفا في ديوليبا (نادي الترجي)

«أبطال أفريقيا»: الترجي يهزم ديوليبا برباعية والجيش الملكي يتجاوز الرجاء

فاز فريق الترجي التونسي على ضيفه ديوليبا المالي بأربعة أهداف نظيفة، ضمن منافسات الجولة الأولى بالمجموعة الرابعة لدوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عربية روجيرو ميكالي مدرب منتخب مصر للشباب (منتخب مصر)

ميكالي: أسعى لبناء جيل جديد لكرة القدم المصرية

يسعى البرازيلي روجيرو ميكالي، مدرب منتخب مصر للشباب، لبناء جيل جديد بعدما قاد الفريق لبلوغ كأس أمم أفريقيا لكرة القدم دون 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية جماهير الزمالك وجهت هتافات مسيئة في مواجهة النادي المصري (نادي الزمالك)

إيقاف طاهر لاعب الأهلي... وتغريم الزمالك بسبب الهتافات

قررت رابطة الأندية المصرية المحترفة لكرة القدم، الثلاثاء، إيقاف طاهر محمد طاهر مهاجم الأهلي مباراة واحدة، وتوقيع غرامة مالية كبيرة على الزمالك.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة سعودية العضوية الذهبية للاتحاد السعودي لكرة القدم بميثاق برنامج الواعدين (الشرق الأوسط)

اتحاد القدم السعودي يفوز بذهبية ميثاق الواعدين

أصبح الاتحاد السعودي لكرة القدم، الاتحاد العاشر الذي يحصل على عضوية المستوى الذهبي بموجب ميثاق الواعدين في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)
رياضة عربية الوحدات تأهل لثمن نهائي دوري أبطال آسيا 2 (نادي الوحدات)

«أبطال آسيا 2»: الوحدات إلى ثمن النهائي

بلغ الوحدات الأردني الدور ثمن النهائي لدوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم بتعادله مع سباهان أصفهان الإيراني 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».