عباس وبيريس والبابا يصلون من أجل السلام في الفاتيكان اليوم

ستقام في الحدائق بعد اعتراض الحاخامات على صلوات يهودية وسط رموز مسيحية

محمود عباس
محمود عباس
TT

عباس وبيريس والبابا يصلون من أجل السلام في الفاتيكان اليوم

محمود عباس
محمود عباس

يصلي الرئيسان، الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي شيمون بيريس، إلى جانب البابا فرنسيس في الفاتيكان اليوم (الأحد) من أجل إقامة السلام في الشرق الأوسط.
ويفترض أن يصل الرئيسان اليوم إلى الفاتيكان تلبية لدعوة البابا لهما، الشهر الماضي عندما كان في زيارة إلى كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية. وقال الفاتيكان إن البابا فرنسيس يأمل أن تساعد الصلاة على إحلال السلام عبر «إنهاء المفاوضات التي لا تنتهي».
وسيصلي عباس وبيريس كل بلغته مع رجال دين مسلمين ومسيحيين ويهود، وسيحضر البطريرك المسكوني برثولوميو الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسية المراسم كذلك.
وقال الأب بيير باتيستا بيتزابالا وهو مسؤول كنسي عن المواقع الكاثوليكية في الأراضي المقدسة وأحد أهم منظمي الحدث: «هذه لحظة نبتهل فيها إلى الله ليمن علينا بالسلام. هذه لحظة توقف عن ممارسة السياسة».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في الفاتيكان: «هذه أيضا دعوة للساسة كي يتوقفوا وينظروا للسماء. الكل يريد حدوث شيء ما، تغيير شيء ما. الكل تعب من هذه المفاوضات الدائمة التي لا تنتهي».
وسيمضي عباس وبيريس ساعتين في حدائق الفاتيكان من أجل الصلاة والتأمل كذلك، قبل أن يغرسوا شجرة زيتون في الحدائق رمزا للسلام.
واختيرت الحدائق بعدما كان يفترض أن تؤدى الصلاة في بيت البابا في الفاتيكان، لكن اعتراض الحاخام الرئيسي في إسرائيل، يتسحاق يوسف، على إقامة الصلاة في مكان يحوي رموزا دينية مسيحية، غيّر الأمر.
ولا تحوي حدائق الفاتيكان أي رموز دينية ولا تستخدم مكانا للصلاة عادة. وسيتلو رجال دين مسلمون آيات من القران الكريم تتحدث عن السلام، وسيقرأ رجال دين مسيحيون آيات من العهد الجديد، بينما يقرأ حاخامات آيات من التوراة، في حدث غير مسبوق في الفاتيكان، وقد يرفع الآذان وتدق الأجراس في أن واحد.
وحرص الفاتيكان على القول بأن هذه البادرة لا تعد تدخلا في الشأن السياسي. وقال الأب بيتزابالا: «البابا لا يريد الخوض في القضايا السياسية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتي نعرف جميعنا أدق تفاصيله من الألف إلى الياء».
وكان البابا استغل وجوده في ساحة كنيسة المهد في بيت لحم ووجه دعوة مفتوحة على الهواء، لعباس وبيريس من أجل الصلاة للسلام. وفورا استجاب الرئيس الفلسطيني وقرر أن يقبل الدعوة ثم تبعه بيريس.
ويفترض أن يتوجه عباس اليوم (الأحد) إلى الفاتيكان مباشرة، بعد حضوره مراسم تنصيب الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي.
وفي إسرائيل وافقت الحكومة الإسرائيلية، أول من أمس، على سفر بيريس إلى حفل الفاتيكان بعد أيام من الجدل.
وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي، جلعاد أردان، إنه صوت لصالح سفر بيريس احتراما له وللبابا، لكنه يعتقد أن بيريس سيكون «بحاجة إلى دراسة سفره من جديد، بسبب انضمام عباس لحماس»، في إشارة إلى اتفاق المصالحة الذي عقدته السلطة الفلسطينية مع الحركة الإسلامية في قطاع غزة. وأضاف: «قبل الصلاة، على بيريس أن يعبر عن تحفظه من الانضمام إلى تنظيم الإرهاب والقتل هذا، وعليه أن يوضح لماذا لا يجعل هذا استمرار المفاوضات السياسية ممكنا».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».