اليمين الإسرائيلي يعارض تعيين مسلم قاضياً في المحكمة العليا

TT

اليمين الإسرائيلي يعارض تعيين مسلم قاضياً في المحكمة العليا

أعلنت مصادر مقربة من وزيرة القضاء الإسرائيلية، إييلت شكيد، وهي من تيار اليمين المتطرف، أنها تعارض اقتراحات الجهاز القضائي بتعيين قاض عربي ثان في محكمة العدل العليا وتسعى إلى تعيين قاض من التيار اليميني بدلاً منه.
وادعت هذه المصادر أن معارضتها ليست لشخص القاضي أو انتمائه الديني، بل بدافع «التوازن الضروري في تمثيل الجمهور». لكن هذا الادعاء لا يُقبل في أروقة القضاء الذي تشير أوساطه إلى أن المرشح للمنصب هو القاضي خالد كبوب، وإذا تم تعيينه سيكون أول قاض عربي مسلم في المحكمة.
ومعروف أن المحكمة الإسرائيلية العليا تضم 15 قاضياً. وفي كل تاريخها لم تعيّن قاضياً مسلماً سوى في مرة واحدة سنة 1999 عندما انضم إلى عضويتها المرحوم عبد الرحمن الزعبي، لكن تعيينه كان مؤقتاً ولمدة تسعة أشهر فقط. وفي سنة 2003، عين القاضي سليم جبران، ابن مدينة حيفا، للمحكمة العليا، وبقي في المنصب حتى سن التقاعد في 2017، وعيّن مكانه القاضي جورج قرا من يافا. وكلاهما عربيان مسيحيان. وفي الشهر الماضي، في ضوء الحاجة إلى زيادة قاضيين في المحكمة العليا، قررت نقابة المحامين ترشيح القاضي كبوب ووافقت رئيسة المحكمة العليا على الاقتراح وتبنته، مؤكدة أن العرب في إسرائيل يشكلون 18 في المائة من السكان ويحق لهم التمثيل بقاضيين، أحدهما مسلم. لكن اليمين الإسرائيلي لا يؤيد هذا التوجه ويسعى إلى إجهاض التعيين.
والقاضي كبوب هو ابن مدينة يافا. ويتخصص في القضايا الاقتصادية والتجارية. وهو اليوم قاضي المحكمة المركزية في تل أبيب - يافا. ويحاضر في جامعة تل أبيب. ويعتبر أحد القضاة المميزين في مجاله. ولكي يعين قاضياً في المحكمة العليا، يجب أن يحظى بتأييد 7 من مجموع 9 أعضاء في لجنة تعيين القضاة. وهذه اللجنة تضم 4 سياسيين وقاضيين من العليا وممثلين اثنين من نقابة المحامين وممثلاً واحداً عن الجمهور.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».