الحبس 3 سنوات لمرسي و19 آخرين بعد إدانتهم بإهانة القضاء المصري

TT

الحبس 3 سنوات لمرسي و19 آخرين بعد إدانتهم بإهانة القضاء المصري

عاقبت محكمة جنايات القاهرة، أمس، الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، و19 متهماً آخرين، بالحبس مع الشغل 3 سنوات، لإدانتهم بإهانة السلطة القضائية والإساءة إلى القضاة.
وجاء ضمن قائمة المدانين في القضية، رئيس مجلس الشعب السابق سعد الكتاتني، والقاضي السابق محمود الخضيري، والمحامي عصام سلطان، والنائب البرلماني السابق والقيادي بجماعة الإخوان محمد البلتاجي، والداعية الإخواني المقيم في قطر يوسف القرضاوي، وغيرهم.
وقررت المحاكمة تغريم النائب البرلماني السابق والمحامي محمود السقا، وأستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي، والنائب البرلماني السابق توفيق عكاشة، والمحامي أمير سالم، والناشط السياسي علاء عبد الفتاح، غرامة قدرها 30 ألف جنيه في التهم المنسوبة إليهم، وإلزام مرسي بأن يؤدي مليون جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت للمستشار علي النمر في الدعوى المدنية المقامة منه.
وكانت هيئة التحقيق في القضية، التي شكلتها محكمة استئناف القاهرة، أحالت المتهمين للمحاكمة، لاتهامهم بإهانة وسب القضاء والقضاة، في أحاديث تلفزيونية وإذاعية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية.
كما نسبت هيئة التحقيق للمتهمين التأثير على القضاة المنوط بهم الفصل في دعوى مطروحة أمامهم، وعلى الشهود الذين قد يطلبون للإدلاء بشهادتهم، فضلاً عن اتهام الرئيس الأسبق محمد مرسي بسب وقذف موظف عام، ووصفه في خطاب رئاسي عام 2013 بكونه «قاضياً مزوراً وما زال يجلس على منصة القضاء».
وفي شأن آخر قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، أمس، بالسجن المشدد 7 سنوات لمتهم في إعادة محاكمته في القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية مدينة نصر الثانية». وأسندت النيابة العامة للمتهمين مجموعة من التهم، منها الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، والشروع في قتل مجندين شرطة، وتعطيل مؤسسات الدولة عن ممارسة أعمالها، وتعريض حياة المواطنين للخطر.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.