تركيا تطالب فرنسا بإعادة بلاط مسروق من قبر السلطان سليم الثاني

تسعى تركيا لاستعادة آثار عثمانية مسروقة سبق عرضها في متحف اللوفر في باريس. وطلبت وزارة الثقافة والسياحة التركية رسمياً من فرنسا أن تعيد البلاط الصيني الذي سرق من قبر السلطان سليم الثاني في آيا صوفيا خلال فترة الترميم عام 1890.
وأشارت مصادر وزارة الثقافة والسياحة التركية إلى أن الطبيب الفرنسي ألبيرت دورينغي قام بسرقة قرابة 60 قطعة بلاط إزنيقية عام 1895، وتم استبدالها ببلاط مُقلد أثناء ترميم قبر السلطان سليم الثاني في آيا صوفيا، ليتم عرض البلاط المسروق لاحقاً في متحف اللوفر في باريس.
وكان دورينغي يعمل طبيب أسنان للسلطان عبد الحميد الثاني، وجلب البلاط إلى فرنسا بحجة أنه بحاجة إلى تنظيف، لكن البلاط الذي عاد لاحقاً كان مقلداً وليس حقيقياً.
وقال خير الله جنكيز مدير متحف «آيا صوفيا» لوكالة «الأناضول» التركية، إنه يمكن التعرف بسهولة على البلاط المقلد الذي أضيف على الجانب الأيسر من باب مدخل القبر من خلال الأختام التي تشير إلى أن هذا البلاط صنع في مدينة سيفرس بفرنسا.
وأضاف أن الفرق بين البلاط الأصلي والمقلد يتضح من الفرق بين الصفائح، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف البلاط المقلد خلال أعمال ترميم القبر مرة أخرى في بدايات عام 2000، على الرغم من أنه في البداية كان من الصعب تمييز التقليد عن الحقيقي، وكذلك معرفة الوقت الحقيقي للسرقة.
وتابع أن «لون البلاط المقلد يتلاشى مع مرور الزمن، لكن البلاط الحقيقي لا يزال كما هو منذ 400 عام، وهذا هو في الواقع أفضل مثال على جودة بلاط إزنيق في القرن السادس عشر»، مشيراً إلى الأصالة في إنتاج البلاط في منطقة إزنيق غرب تركيا، التي تعرف بإنتاجها المتميز من السيراميك المزخرف.
وأوضح خير الله أنه تم عرض البلاط الحقيقي في قسم الأعمال الإسلامية في متحف اللوفر، الأكثر شهرة في فرنسا، لكن تمت إزالته الآن، لافتاً إلى أن المسؤولين الأتراك اجتمعوا مع وزارة الثقافة والسياحة الفرنسية للمطالبة بإعادة البلاط، لكن لم تتلق تركيا رداً إيجابياً حتى الآن، وانتقدت تركيا من جهتها متحف اللوفر لعرضه البلاط، واعتبرت ذلك «سرقة فنية».
وبني قبر السلطان سليم الثاني من قبل المهندس المعماري الأشهر في العهد العثماني «سنان»، واستكمل بعد 3 سنوات من وفاة السلطان سليم الثاني عام 1577.
والقبر ذو الشكل الثماني، مغطى بالرخام وبلاط السيراميك الأزرق، والأخضر، والأحمر، والأرجواني، الذي يزين الجانبين من باب المدخل.
وفي عام 1925 تم إغلاق القبر الذي يحتوي على 42 تابوتاً للسلطان وأفراد عائلته بغرض الصيانة.
على صعيد آخر، كانت قوات الأمن التركية ضبطت، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مخطوطة أثرية نادرة للتوراة يعتقد أن عمرها سبعة قرون، منحوتة على جلد الغزال وبخط ذهبي في ولاية موغلا، جنوب غربي البلاد.
وذكرت مصادر أمنية أن قوات الدرك تلقت معلومات استخبارية تفيد بوجود مهربي آثار يريدون بيع مخطوطة للتوراة، حيث تقمص أفراد من الأمن صفة المشترين، وتواصلوا مع المهربين.
وأشارت المصادر إلى أن أفراد الأمن توصلوا إلى اتفاق مع المهربين لشراء المخطوطة بـ7.5 مليون ليرة تركية (أكثر من مليوني دولار)، وتم الاتفاق مع المهربين على تسليم المبلغ، وأخذ المخطوطة في منطقة ساحلية بقضاء «سيد كمر» التابع للولاية، حيث أوقفت قوات الأمن أربعة مهربين، وصادرت المخطوطة.