أسوأ أفلام السنة‬

> حصاد عام 2017 الذي نشرته هذه الصحيفة قبل بضعة أيام، لم يتضمن أسوأ أفلام السنة. فكما أن هناك أفضل أفلام السنة، هناك أيضاً أسوأ ما تم تحقيقه من أفلام وهي تستحق أن تُذكر أسوة بسواها.‬
‬> لكن أين تبدأ؟ ما صفات الفيلم الرديء؟ هل هو الفيلم الذي يخفق في سرد حكايته، أو هو الفيلم الذي لا ضرورة له؟ ثم، وبوجود كل تلك الحساسيات الشخصية، هل يستحق الأمر تأليف قائمة قد تعود على الناقد بمزيد من العداءات؟‬
‬> هذه النقطة الأخيرة مثيرة بحد ذاتها. معظم من في «مجال» السينما يكنّ لك الصداقة، وربما الإعجاب إذا لم تقترب من أحد أفلامه بسوء. خسرت بضع صداقات في الوسط السينمائي لأني قلت رأيي بصراحة. وبما أن النقد علم وليس رأياً، فإن وسيلة الرد كانت تتحاشى نقاط الخلاف، وتهاجم الفحوى بأسره.‬
‬> والملاحظ أن مشكلة الناقد مع محيطه لا تتضمن السينمائيين الذين صرفوا أنفسهم للأفلام الجماهيرية. أولئك يتركون الناقد يقول عن أفلامهم ما يريد. في اليوم التالي قد يكون من بين المدعوين لسهرة أو للعبة بلياردو. الذين يتخذون موقفاً عدائياً، وأحياناً هجومياً، هم المخرجون الذين أرادوا تقديم أعمال جادة. ‬
‬> ليس أن الناقد لا يخطئ، لكن المخرج أو سواه في هذا الحقل من الحياة وفي كل حقل آخر، يخطئ أيضاً. الفارق بين خطأ وآخر أن بعضنا يسارع لمراجعة نفسه، ويعترف بخطئه حالما يدركه. بينما تضع الغالبية أعمالها داخل حصن منيع فهي لا يمكن أن تكون أخطأت، وأعمالها من ذواتها، وبالتالي ليست على أي خطأ.‬
‬> ثم هناك ملاحظة مهمّة حول هذا الموضوع: إذا ما كتب ناقد أجنبي رأياً سلبياً في مجلة مثل «فاراياتي» أو «ذا هوليوود ريبورتر» أو «سكرين» (أمهات المجلات التي تواكب الإنتاجات والأحداث حول العالم)، لم يبادر المخرج لممارسة أي رد فعل. لو كان الناقد عربياً، ثار في وجهه وإن كان النقدان العربي والأجنبي اتفقا على النقاط ذاتها.‬
‬> بعد كل هذا، ما أسوأ أفلام السنة العربية والأجنبية الماضية؟ لن أقول لكن بعضها ورد في حينه، وهذا يكفي إلى أن يأتي الزمن الذي يتعافى فيه بعض المبدعين من وهم الاعتقاد أنهم أنجزوا أعمالهم بشهادات استحسان ختموها بأنفسهم.‬

‬م. ر‬