خامنئي يحذر كبار المسؤولين من {لعب دور المعارضة}

انتقد هجمات أحمدي نجاد ضد القضاء الإيراني

صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقائه بأعضاء «اللجنة التنسيقية للدعاية الإيرانية» في طهران أمس
صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقائه بأعضاء «اللجنة التنسيقية للدعاية الإيرانية» في طهران أمس
TT

خامنئي يحذر كبار المسؤولين من {لعب دور المعارضة}

صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقائه بأعضاء «اللجنة التنسيقية للدعاية الإيرانية» في طهران أمس
صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقائه بأعضاء «اللجنة التنسيقية للدعاية الإيرانية» في طهران أمس

وجه المرشد الإيراني علي خامنئي تحذيرا شديد اللهجة، أمس، إلى مسؤولين كبار يقومون بـ«دور المعارضة» للنظام الإيراني، كما انتقد بشدة مواقف الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، واتهمه بنشر «سخافات» ضد أجهزة الدولة الإيرانية.
واختار المرشد الإيراني علي خامنئي الوقوف إلى جانب رئيس القضاء صادق لاريجاني في معركته الدائرة مع الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وشبه ضمنيا سلوك الأخير في مهاجمة أجهزة النظام بـ«طفل يمسك الحجارة ويضرب الزجاج» وتابع: «ليس فنا أن نهاجم هذا الجهاز وذاك الجهاز دون أي اعتبار». ومن دون التطرق إلى اسم أحمدي نجاد أضاف: «لا يمكن أن يكون شخص لفترة عقد المسؤول الأول في البلاد، لكن في العقد التالي يتحول إلى معارض» متهما إياه بنشر «السخافات» ضد أجهزة النظام، حسب ما نقلت عنه وكالات أنباء إيرانية.
ولم يفرق خامنئي في تحذيره بين مسؤولين سابقين وحاليين، وخاطب الفريقين بشكل مباشرة قائلا: «لا يحق لأحد بيده كل البلد أن يلعب دور المعارضة. يجب أن يكونوا في موقف المساءلة»، محذرا المسؤولين من «القيام بمهمة الأعداء» في الداخل الإيراني.
وإشارة خامنئي للمسؤولين الحاليين تعد تحذيرا ضمنيا إلى شخص الرئيس حسن روحاني الذي واجه اتهامات بتقمص دور المعارضة بينما يعد المسؤول التنفيذي الأول في البلاد. كانت أبرز تلك الاتهامات لروحاني وردت على لسان منافسيه في الانتخابات الرئاسية الماضية؛ المحافظين إبراهيم رئيسي وعمدة طهران السابق محمد باقر قاليباف.
في 28 من أبريل (نيسان) الماضي وخلال المناظرة التلفزيونية الثانية، اتهم إبراهيم رئيسي، منافسه حسن روحاني بتقمص دور المعارضة. في المكان نفسه عدّ رئيسي لعب دور المعارضة من الحكومات الإيرانية هروبا إلى الأمام خشية المساءلة. في 8 يوليو (تموز) الماضي، أي بعد أسابيع من فوز روحاني بالانتخابات الرئاسية، قال عمدة طهران السابق محمد باقر قاليباف، في تعليق على مواقف الرئيس الإيراني، إن الأزمة في إيران حديث كبار المسؤولين الإيرانيين عبر المنابر الرسمية في هيئة المعارضة.
ورأى خامنئي في الموجة الجديدة من الخلافات الداخلية التي تمثلت خلال الأيام القليلة الماضية في تلاسن حاد بين جماعة أحمدي نجاد والجهاز القضائي، أن غايتها «إحباط» الإيرانيين، خصوصا جيل الشباب. وقال في خطاب أمام حشد من المسؤولين في منظمة الدعاية الإيرانية إنهم «يقومون بعمل الأعداء لكي يصعدوا أو يهبطوا بفلان (تيار) أو فلان (شخص)» متهما المسؤولين الذين يقومون بدور المعارضة للنظام بالتسبب في «فرح الأعداء» الذين «يملكون آلاف المدفعيات لبث الأكاذيب بهدف سلب ثقة الإيرانيين بالنظام».
وتناقلت وسائل إعلام الحكومية خلال الأيام الماضية تفاصيل الحرب الكلامية بين المسؤولين الإيرانيين، خصوصا المواجهة بين أحمدي نجاد وكبار المسؤولين في السلطة القضائية.
ويأتي أحدث موقف من المرشد الإيراني عن الخلافات الداخلية، في وقت خيم فيه التلاسن بين الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد والسلطة القضائية على المشهد السياسي الإيراني وأصبح حديث الشارع بلا منازع.
وأعلن خامنئي عن رفضه، أمس، التحول إلى مجال لتبادل «الاتهامات والسخافات» بين كبار المسؤولين و«تكرار كلام الأعداء». كذلك حاول سحب بساط «الثورية» من تحت أقدام أحمدي نجاد عندما استشهد بموقف للخميني قال فيه إن «المعيار هو الوضع الراهن للأشخاص»، لافتا إلى الفرق بين الثورية والتظاهر بها.
وبعد انتهاء فترته الرئاسية، شهدت العلاقات بين خامنئي وأحمدي نجاد تراجعا. ومع فتح أبواب تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية ضرب أحمدي نجاد توصية خامنئي بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية عرض الحائط، لكن لجنة صيانة الدستور استعبدته من سباق الانتخابات الرئاسية. في أغسطس (آب) الماضي، أنعش خامنئي آمال أحمدي نجاد في العودة إلى الساحة السياسية الإيرانية عندما أعاد انتخابه ضمن تشكيلة مجلس تشخيص مصلحة النظام، وذلك بعدما أقصى الرئيس المثير للجدل من الانتخابات.
ويعد خطاب خامنئي الأكثر حدة ضد أحمدي نجاد منذ صعوده في السياسة الإيرانية، خصوصا بعد تراجع دوره وتوجيه تهم بالتجاوزات الإدارية والفساد ضده وضد مساعديه.
وحظي أحمدي نجاد بدعم أكبر من المرشد الإيراني عندما كان رئيسا للجمهورية مقارنة بآخرين تقلدوا منصب رئيس الجمهورية. كما قام خامنئي بدور لافت في تولي أحمدي نجاد ولاية رئاسية ثانية. وعقب احتجاجات 2009 كانت مواقف خامنئي فصل الخطاب في دعم حكومة نجاد، وقال خلال إحدى خطب جمعة طهران إن هناك خلافات كبيرة بين المسؤولين الإيرانيين حول السياسة الخارجية والقضايا الاجتماعية والثقافية، «لكن رأي الرئيس الإيراني (أحمدي نجاد) أقرب» إليه.
وخلال الأسبوعين الماضيين، هاجم أحمدي نجاد، رئيس القضاء بشدة وطالبه بتقديم استقالته لافتقاره إلى الشروط المطلوبة وفقدان الشرعية. جاء ذلك بعد فترة وجيزة من توجيه خطاب مفتوح إلى خامنئي يطالبه بإحالة ملفه القضائي وملف مقربين منه إلى الرئيس السابق للقضاء والرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، محمود هاشمي شاهرودي.
يوم الاثنين الماضي نشر أحمدي نجاد بيانا يوضح فيه 29 إشكالا أساسيا في القضاء الإيراني؛ منها 19 تخص سلوك القضاء. واتهم أحمدي نجاد القضاء بالانحياز إلى تيارات بعينها بهدف التأثير على المعادلات السياسية.
ردا على ذلك، قال خامنئي أمس: «هؤلاء ليسوا متقين، لا تقوى لمن يقوم بعمل الأعداء في الداخل. هؤلاء دينهم مسيس، بدلا من أن تكون سياستهم دينية، التسيّس أصبح دينا لهم».
وأدى التلاسن بين الجانبين إلى تبادل التشكيك بالصحة العقلية، وكانت المبادرة من المتحدث باسم السلطة القضائية، غلام حسين محسني أجئي خلال مؤتمر صحافي الأحد الماضي، أثار فيه شكوكا حول الصحة العقلية لأحمدي نجاد، الذي شغل منصب رئيس الجمهورية في إيران بين عامي 2005 و2014. وفي المقابل، لم يتأخر الرد من الجماعة «النجادية»؛ إذ وصف مستشار نجاد الإعلامي، على أكبر جوانفكر، المسؤول القضائي بـ«ناقص العقل»، بينما شبه مساعده التنفيذي حميد بقائي، مساعد رئيس القضاء، بقائد الشرطة النازية، هاينريش هيلمر.
وقبل هجوم خامنئي كان خطيب جمعة طهران طالب الجمعة الماضي بتحكيم بين الجهاز القضائي وأحمدي نجاد. لكن المقترح اصطدم برفض المدعي العام حسين علي منتظري معلنا عدم تأثر القضاء بأي ضغوط في متابعة ملفات المسؤولين.
وقال أحمدي نجاد الاثنين الماضي مخاطبا كبار مسؤولي النظام: «أي شخص في موقع وأي منصب كان، إذا لم يُرِده الشعب، فهو غاصب... أي إجراء يقوم به فهو تجاوز. أي تصرف بأموال بيت المال، يجب أن يكون في موضع المساءلة».
ونهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال المدعي العام حسين علي منتظري مخاطبا أحمدي نجاد: «8 أعوام كانت إدارة البلد على عاتقك، والآن تحولت إلى معارض للجهاز القضائي... في فترة الرئاسية الثانية هذا الشخص ارتكب مجموعة من انتهاكات القوانين». ومع ذلك، حاول خامنئي أن يمسك العصا من الوسط وتقديم دوره القيادي عندما قال: «كل المديرين في الجمهورية الإيرانية من البداية وحتى اليوم، قدموا خدمات مهمة... وألحقوا أضرارا بالطبع... يجب أن نقدر خدمات المسؤولين في الحكومة والقضاء والبرلمان في أي فترة زمنية مهما كانت، كما يجب نقد الأضرار، لكن يجب أن يكون نقدا منصفا ومسؤولا، وليس عبر التهم».



إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
TT

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري أعلنت مسؤوليته جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وزير شؤون اللاجئين والعودة بالوكالة في حركة «طالبان» الأفغانية خليل الرحمن حقاني يحمل مسبحة أثناء جلوسه بالمنطقة المتضررة من الزلزال في ولاية باكتيكا بأفغانستان 23 يونيو 2022 (رويترز)

ويعدّ حقاني أبرز ضحية تُقتل في هجوم في البلاد منذ استولت «طالبان» على السلطة قبل ثلاث سنوات.

ولقي حتفه الأربعاء، في انفجار عند وزارة شؤون اللاجئين في العاصمة كابل إلى جانب ضحايا آخرين عدة. ولم يعلن المسؤولون عن أحدث حصيلة للقتلى والمصابين.

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود فصيلاً قوياً داخل «طالبان». وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليهما.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني (إ.ب.أ)

ووفق بيان نقلته وكالة أنباء «أعماق»، قالت الجماعة التابعة لـ«داعش» إن أحد مقاتليها نفَّذ التفجير الانتحاري. وانتظر المقاتل حتى غادر حقاني مكتبه ثم فجَّر العبوة الناسفة، بحسب البيان.

وتقام جنازة الوزير عصر الخميس، في مقاطعة جاردا سيراي بإقليم باكتيا بشرق البلاد، وهو مركز عائلة حقاني.

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بين من أدانوا الهجوم على الوزارة.

وقالت عبر منصة «إكس»: «لا يوجد مكان للإرهاب في المسعى الرامي إلى تحقيق الاستقرار». وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

شقيق مؤسس «شبكة حقاني»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته هو شقيق جلال الدين، مؤسس «شبكة حقاني» التي تنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001.

يقف أفراد أمن «طالبان» في استنفار وحراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 بعد مقتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين (إ.ب.أ)

وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية».

وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، بحسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم (داعش - ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في حكومة «طالبان» (إ.ب.أ)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.