شباب مغاربة يبحثون عن الشهرة باختراع روايات حول اختطافهم وتعذيبهم

الأمن المغربي يحقق في أربع حالات تطبيقا لمذكرة لوزير العدل

شباب مغاربة يبحثون عن الشهرة باختراع روايات حول اختطافهم وتعذيبهم
TT

شباب مغاربة يبحثون عن الشهرة باختراع روايات حول اختطافهم وتعذيبهم

شباب مغاربة يبحثون عن الشهرة باختراع روايات حول اختطافهم وتعذيبهم

قررت النيابة العامة في الدار البيضاء متابعة أسامة حسني، أحد نشطاء حركة 20 فبراير الشبابية الاحتجاجية، بتهمة نشر أخبار كاذبة، بعد أن أكد تحقيق قضائي عدم صحة الأحداث التي رواها في شريط نشره الشهر الماضي على «يوتيوب»، والذي روى فيه قصة اختطافه وتعذيبه في اليوم الثاني من شهر مايو (أيار) الماضي.
وأقامت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الحجة على افتراءات حسني عبر الاستعانة بشركة الاتصالات لتحديد مكانه من خلال المكالمات التي أجراها خلال الفترة التي ادعى أنه كان خلالها مختطفا في مكان مجهول ويتعرض للتعذيب. واتضح من خلال البحث أنه كان موجودا في مقهى، وهو ما أكدته أشرطة الفيديو التي صورتها كاميرات المراقبة داخل المقهى.
وفي قضية مماثلة، أنكر عبد العالي جوات، أمين عام فرع التنظيم الشبابي لحزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي في الدار البيضاء، والناشط في حركة 20 فبراير، خلال التحقيق الذي أجرته معه الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الأسبوع الماضي، ما سبق أن ادعاه من تعرضه للاختطاف والتعذيب خلال وجوده في مدينة طنجة منتصف أبريل (نيسان) الماضي. ويجري التحقيق مع جوات بطلب من النيابة العامة في مدينة طنجة على إثر بيان صادر عن حزبه حول تعرضه للتعذيب وبيان آخر عن جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان (أصدوم)، واللذين نشرتهما بعض الصحف المحلية.
وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن الشرطة القضائية تحقق حاليا في حالتين أخريين، إحداهما تتعلق بادعاءات ناشطة في حركة 20 فبراير بطنجة، والتي تنتمي لحزب النهج الديمقراطي اليساري الراديكالي، وأخرى لناشطة يسارية أخرى من مدينة بني ملال.
وأضاف المصدر أن كل هذه الحالات تأكد أنها مجرد افتراءات.
وأضاف المصدر أن هذه التحقيقات فتحت تنفيذا لمذكرة صادرة عن وزير العدل المغربي، والتي أمرت ممثلي النيابة العامة في كل المدن المغربية بالتعامل بجدية مع كل ادعاءات التعرض للتعذيب أو الاختطاف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وأشار المصدر إلى أن هذه المذكرة صدرت في سياق نشر عدة أشرطة وبيانات من طرف المعتقلين في قضايا إرهابية في الأشهر الماضية والتي ادعوا فيها تعرضهم للتعذيب.
وحول الأسباب التي دفعت بالنشطاء اليساريين الشباب في حركة 20 فبراير إلى ادعاء التعرض للاختطاف والتعذيب، قال المصدر «الأرجح أن الأمر يتعلق بالبحث عن الشهرة والمكانة في التنظيمات التي ينتمون إليها.
فمعروف في هذه التنظيمات أن تاريخ الاعتقالات والاختطافات يضفي هالة خاصة على قادتها التاريخيين، الذين عاصروا سنوات الرصاص، وتداعيات الحرب الباردة». وأضاف المصدر أن مثل هذه الادعاءات ليست جديدة، لكن الجديد هو أن هناك مذكرة من وزير العدل تحتم على النيابة العامة فتح تحقيق في كل ادعاء بالتعرض للاختطاف أو التعذيب أو الاعتقال التعسفي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.