مسلحو «داعش» يفتحون جبهة في الموصل

النجيفي يحمل الحكومة العراقية المسؤولية ويطالبها بـ«إدارة الأزمة»

مسلحو «داعش» يفتحون جبهة في الموصل
TT

مسلحو «داعش» يفتحون جبهة في الموصل

مسلحو «داعش» يفتحون جبهة في الموصل

حمّل رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الحكومة العراقية مسؤولية انفلات الوضع الأمني في المحافظات الغربية من البلاد، وذلك على خلفية محاولة اقتحام مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في قضاء سامراء بمحافظة صلاح الدين أول من أمس الخميس، فضلا عن تدهور الوضع الأمني في محافظة نينوى شمالي البلاد. وقال النجيفي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «اختراق المدن الكبرى مسؤولية جسيمة تتحملها الحكومة الاتحادية، لذا يجب أخذ كل التدابير والإجراءات لهذه العملية والتحضير لها بالشكل الذي يتناسب وحجم خطورتها» داعيا الحكومة إلى أن «تدير الأزمة بمسؤولية، وبطريقة تقلل من فرص الإخفاق والفشل والذي قد يسبب حالة من التصدع الأمني والمجتمعي ويحول الأزمة إلى حرب أهلية». كما دعا النجيفي القوى السياسية إلى «التوحد في الجهود والنيات، ومحاربة أية فتنة طائفية تحدث جراء هذه العمليات، مع الإصرار على التصدي لكل القوى الإرهابية والظلامية التي تحاول جر العراق إلى أتون حرب أهلية مدمرة». وكان مسلحو تنظيم «داعش» قد فتحوا أمس الجمعة جبهة في محافظة نينوى، وذلك بهدف السيطرة على عدة أحياء شرقي مدينة الموصل (405 كم شمال بغداد). وقال مصدر أمني هناك في تصريح صحافي إن «اشتباكات مسلحة اندلعت صباح أمس بين قوات الجيش ومجاميع مسلحة تنتمي إلى تنظيم (داعش) تحاول السيطرة على مناطق التحرير والزهراء والانتصار وسومر، شرقي وجنوب شرقي الموصل».
في سياق ذلك شهدت محافظة نينوى أمس الجمعة مقتل وإصابة 55 شخصا على الأقل بينهم أطفال ونساء بانفجاريين انتحاريين بسيارتين مفخختين داخل الموفقية الشبكية التابعة لناحية برطلة. وقال مصدر أمني هناك في بيان صحافي إن «سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان اثنان انفجرتا داخل قرية الموفقية الشبكية التابعة لناحية برطلة، (20 كم شرقي الموصل)، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 48 آخرين بينهم نساء وأطفال، وإلحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من المنازل».
وأكدت مصادر من الجيش ومصادر أمنية أن المسلحين انتشروا بأعداد كبيرة في غرب المدينة في ساعة مبكرة أمس، وقتلوا أربعة من شرطة مكافحة الشغب وثلاثة جنود في اشتباكات منفصلة.
وقالت مصادر أمنية إن خمسة مفجرين انتحاريين هاجموا مخزن أسلحة في جنوب الموصل. ونجح بعضهم في تفجير ستراتهم الناسفة ليقتلوا 11 جنديا قبل إطلاق النار عليهم.
من جانبه، قال محمد إبراهيم عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى إن «الجيش قتل 105 من المسلحين ودمر 20 من سياراتهم المزودة بأسلحة آلية مما منعهم من السيطرة على الأرض»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه دعا ائتلاف «متحدون للإصلاح»، الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي القيادات السياسية إلى حوار شامل لبحث كل الملفات التي لم تجد لها حلا منذ سنوات وفتح الملف الأمني بين كل الشركاء وبروح الفريق الواحد لإيجاد معالجات شاملة. وقال الاتحاد في بيان له أمس الجمعة إن «سياسة ترحيل الأزمات المتفاقمة والاعتماد على الحسم العسكري وسيلة وحيدة في الحل، وتغييب الحوار السياسي والاستهانة بالدم العراقي المراق، لن ينتج إلا مشكلات متلاحقة تظهر هنا وهناك وبشكل متتابع، حيث يستغل الإرهابيون هشاشة قدراتنا العسكرية والإحباط المجتمعي لينفذوا من خلالها أجنداتهم الشريرة. وما يحصل في سامراء هو نموذج إضافي لما كنا نحذر منه». وأضاف البيان إن «قائمة متحدون للإصلاح، وهي إذ تقدر خطورة الأوضاع الأمنية في سامراء وغيرها من مدننا التي تشهد اضطرابات أمنية واسعة، فإنها تدعو جماهيرها إلى اليقظة وعدم الانجرار إلى ما يخطط له أعداء وطننا من دفعهم لمحرقة حرب أهلية جديدة، وتدعو كل العراقيين إلى التعامل مع الأمر بمنتهى الحكمة وحس المسؤولية الوطنية العالي». ودعا البيان «القيادات السياسية إلى حوار شامل لبحث كل الملفات التي لم تجد لها حلا منذ سنوات، وفتح الملف الأمني بين كل الشركاء وبروح الفريق الواحد لإيجاد معالجات شاملة».
في السياق ذاته، عدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن «ما يحصل في عموم البلاد من أعمال عنف وأزمات سببها الإخفاق الحكومي الشامل بسبب التفرد في القرارات وعدم مشاركة الآخرين في تحمل المسؤولية». وقال عضو البرلمان العراقي عن القائمة الوطنية وعضو لجنة الأمن والدفاع حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «استمرار تدهور الأوضاع الأمنية لهو أمر يتطلب وقفة جادة لحماية أرواح العراقيين، نظرا لعجز الحكومة عن توفير الأمن لمواطنيها». وأشار إلى أن «الحكومة الحالية فشلت في الملف الأمني، ومن غير المعقول أن تستمر تصرفات الحكومة على أساس الفعل وردة الفعل وأن تستمر طريقة الابتعاد عن نهج إدارة الدولة المبنية على المهنية والأسس الصحيحة في إدارة الملف الأمني».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.