عملية مرتقبة للجيش التركي أبعد من عفرين

الهلال الأحمر في الغوطة الشرقية... ومساعدات أممية لإدلب

TT

عملية مرتقبة للجيش التركي أبعد من عفرين

تضاربت التقارير بشأن عملية عسكرية يحتمل أن ينفذها الجيش التركي قريباً لتطهير مدينة عفرين السورية من وحدات حماية الشعب الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري).
وقالت صحيفة «يني شفق» القريبة من الحكومة التركية، أمس، إن العملية التي سينفذها الجيش التركي بمشاركة فصائل من الجيش السوري الحر، ستتوسع لتشمل مناطق أخرى على مساحة نحو 170 كيلومترا، وستبدأ من عفرين ودير بلوط وقلعة سمعان غربا، وستمتد شرقا إلى بلدات زوفيان ودوير وفيلا.
ولفتت الصحيفة إلى أن عملية عفرين سيشارك فيها نحو 20 ألفا من الجيش التركي، إضافة إلى 15 ألفا من عناصر الجيش السوري الحر بهدف تطهير 4 آلاف و500 كيلومتر في المنطقة.
في الوقت نفسه، أشارت تقارير إلى أن روسيا تحاول إخراج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين وتل رفعت حيث يوجد لها نقاط عسكرية هناك، من أجل تسليمهما إلى النظام السوري، في حين سيدافع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عن مكاسبه في عفرين، ولذلك فإنه على استعداد للدخول في مواجهات مع الجيش التركي.
في المقابل، توقعت صحيفة «قرار» التركية تنفيذ عملية عفرين في إطار مختلف عن عملية درع الفرات، وستستهدف تطهير نقاط معينة، وليس تطهير الساحة بشكل كامل على غرار ما جرى في عملية درع الفرات، وذلك بعد أن أصبحت المدينة محاصرة من جميع أطرافها.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا كانت تخطط لإنشاء 12 نقطة تفتيش في محافظة إدلب السورية، بموجب اتفاق مناطق خفض التصعيد مع روسيا وإيران، لكن تم إنشاء 3 منها إلى الآن، وجميعها تقع على حدود موازية مع عفرين، وتوقعت أن تكون إدلب نقطة انتقال ومصدر استخبارات، فضلاً عن كونها مجرد عملية عسكرية، لذلك لن تجري هذه العملية دون تأكيد صحة جميع الخطوات قبل اتخاذها، فيما تستمر القوات المسلحة التركية في إدارة هذه المرحلة من خلال الالتزام بالخطة المعدة سلفا، وسيطبق النموذج نفسه في عفرين.
في غضون ذلك، تواصل القوات التركية قصف مناطق في عفرين، كما تواصل الطائرات التركية من دون طيار تحليقها فوق منطقة عفرين. وبحسب مصادر إعلامية، قامت بقصف منطقة قسطل جندو التابعة لمنطقة شرا وقرية تل خير التابعة لمنطقة بلبلة.
كما يواصل الجيش التركي تعزيز وحداته على الحدود السورية مقابل عفرين، حيث يتوقع أن تبدأ العملية العسكرية هناك في منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل.
في سياق موازٍ، بدأت تركيا استعداداتها لتنفيذ اتفاقها مع روسيا الذي يقضي بنقل نحو 500 شخص من الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى تركيا لتقديم العلاج والخدمات الطبية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأحد الماضي، إن بلاده تعمل مع روسيا في سبيل إجلاء نحو 500 شخص من الغوطة الشرقية المحاصرة بينهم 170 من الأطفال والنساء بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وأشار إلى أنه ناقش الموضوع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وتريد أنقرة نقل من يحتاجون للمساعدة إلى تركيا لتوفير العلاج والرعاية لهم. وقال إردوغان إن رئيسي أركان الجيش في روسيا وتركيا، سيناقشان الخطوات اللازمة في العمليات التي سيشارك فيها أيضا الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة مجلس الوزراء التركي.
وأرسلت تركيا بعض موظفي الهلال الأحمر إلى الغوطة الشرقية بعد أن انتشرت صور الطفل «كريم» الذي فقد إحدى عينيه لتقديم مساعدات لأسرته.
إلى ذلك، أرسلت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، 8 شاحنات محملة بمساعدات إنسانية إلى مدينة إدلب شمال غربي سوريا، عبر معبر «جيلفا غوزو» (باب الهوى) الحدودي مع سوريا.
ومن المقرر أن يتم توزيع المساعدات المُرسلة على المحتاجين في مدينة إدلب وريفها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.