مؤشرات اليابان تؤكد تحسن الاقتصاد بأفضل من المتوقع

TT

مؤشرات اليابان تؤكد تحسن الاقتصاد بأفضل من المتوقع

أكدت نتائج مؤشرات جديدة، نشرت أمس (الثلاثاء)، تحسن اقتصاد اليابان، صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في العالم، مشيرة إلى تسارع لم يكن متوقعاً في التضخم، وارتفاع أكبر مما كان منتظراً في استهلاك العائلات، إضافة إلى تراجع جديد في معدل البطالة إلى مستوى غير مسبوق منذ 24 عاماً.
وقالت وزارة الشؤون الداخلية في إحصاءات إن معدل ارتفاع الأسعار في هذا البلد، ومع استبعاد أسعار الأغذية الطازجة، بلغ 0.9 في المائة على مستوى سنوي خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو المستوى الأعلى لمعدل التضخم منذ بداية العام، وجاء على نحو غير متوقع.
وكان ارتفاع أسعار البنزين والمرافق العامة القوة الرئيسية وراء تلك الزيادة المفاجئة لمعدل ارتفاع الأسعار. وكان الخبراء الاقتصاديون في وكالة «بلومبيرغ» للأخبار المالية يتوقعون بقاء التضخم عند المعدل الذي سجله في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عند مستوى 0.8 في المائة فقط.
وارتفع المؤشر الكلي لأسعار المستهلك، بما في ذلك أسعار الأغذية الطازجة، بنسبة 0.6 في المائة على مستوى سنوي خلال نوفمبر، مقابل ارتفاع بلغ 0.2 في المائة خلال أكتوبر، بينما ارتفع مؤشر الأسعار الأساسي، الذي لا يشمل الأغذية والطاقة الأشد تقلباً، بنسبة 0.3 في المائة خلال الشهر الماضي، بعد ارتفاع بنسبة 0.2 في المائة خلال أكتوبر الماضي.
ورغم ارتفاع الأسعار في اليابان للشهر الحادي عشر على التوالي، فإن التضخم ما زال أقل من مستوى 2 في المائة، التي حددها البنك المركزي الياباني كهدف. ويوم الخميس الماضي، أبقى البنك على سياسته النقدية «المتساهلة جداً»، بهدف تحفيز الاستثمار والقروض للشركات والعائلات، وهو يأمل أن يتحقق هذا المعدل في العام المالي 2019 - 2020.
وفي الوقت نفسه، نشط استهلاك العائلات في نوفمبر، ليرتفع بنسبة 1.7 في المائة على مدى عام، وفق المعطيات الواقعية، بعدما بقي على حاله في أكتوبر بسبب الأحوال الجوية السيئة على وجه الخصوص.
وسجل معدل الاستهلاك بذلك ثاني ارتفاع سنوي كبير، بعد تحقيق نسبة 2.3 في المائة في شهر يونيو (حزيران) الماضي. وهذه الزيادة الجديدة جاءت أكبر بكثير مما كان يتوقعه اقتصاديو «بلومبيرغ»، الذين أشاروا إلى نسبة مقدرة بنحو 0.5 في المائة فقط.
والنبأ السار الآخر هو انخفاض معدل البطالة في اليابان في نوفمبر الماضي إلى مستوى 2.7 في المائة فقط من القوة العاملة، وهو أدنى مستوى يسجل منذ نوفمبر عام 1993. وكانت هذه النسبة تبلغ قبل ذلك 2.8 في المائة منذ يونيو الماضي.
وتحسن توافر فرص العمل في البلاد إلى نسبة 1.56 في المائة خلال الشهر الماضي، مقارنة بنسبة سابقة بلغت 1.55 في المائة في أكتوبر، في أعلى مستوى للمؤشر منذ يناير (كانون الثاني) عام 1974، وفقاً لما ذكرته وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية باليابان؛ ويعني هذا توفر 156 وظيفة لكل 100 باحث عن عمل.
وبفضل سياسة مصرفها المركزي، وتحسن الوضع العالمي الذي يحفز صادرات صناعاتها، واقتراب دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في 2020، تشهد اليابان حالياً أطول فترة من النمو المتواصل منذ تحقيق ذلك خلال الفترة ما بين 1999 و2001، التي استمرت 7 فصول حتى الآن.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».