تحرير مواقع استراتيجية في البيضاء من قبضة الميليشيات

إطلاق فاشل لصاروخ انقلابي يحوله على منطقة مأهولة بالسكان في صنعاء

جنود من الجيش اليمني لدى رفعهم العلم في مواقع متقدمة بنهم شرق صنعاء أمس (إ.ب.أ)
جنود من الجيش اليمني لدى رفعهم العلم في مواقع متقدمة بنهم شرق صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

تحرير مواقع استراتيجية في البيضاء من قبضة الميليشيات

جنود من الجيش اليمني لدى رفعهم العلم في مواقع متقدمة بنهم شرق صنعاء أمس (إ.ب.أ)
جنود من الجيش اليمني لدى رفعهم العلم في مواقع متقدمة بنهم شرق صنعاء أمس (إ.ب.أ)

تمكنت قوات الجيش الوطني، أمس (الاثنين)، من تحرير مواقع استراتيجية من قبضة الحوثيين في محافظة البيضاء (268 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة صنعاء). ونقل موقع الجيش «سبتمبر نت» عن مصدر ميداني قوله إن معارك عنيفة دارت بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والميليشيا الحوثية من جهة أخرى، في مديرية قيفة.
وحررت قوات الجيش الوطني والمقاومة، خلال المعارك، موقع الثعالب الاستراتيجي، وسط فرار جماعي للميليشيا الحوثية. وخلفت المعارك، وفقاً لما أورده المصدر، قتلى وجرحى من الميليشيا الحوثية «من بين القتلى قائد عناصر الميليشيات الحوثية بمناطق الزوب، أحسن علي حسن فارع»، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وفي غضون ذلك، دارت معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية والميليشيا الحوثية في منطقة الشواهرة، إثر هجوم لرجال المقاومة على مواقع الميليشيا في الجفجف، القريب من قرية المنابهة، حسب المصدر ذاته.
وأشار المصدر إلى أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الميليشيا الحوثية، علاوة على تدمير دوريتين قتاليين.
إلى ذلك، ذكر مصدر أن «الميليشيا الحوثية فجرت، لليوم الثاني على التوالي، الكثير من الطرقات بمحافظة البيضاء، حيث فجرت عبارات الطرق بمديريتي الزاهر وذي ناعم، خوفاً من تقدم قوات الجيش الوطني».
وكانت قوات الجيش الوطني قد أعلنت، مطلع الشهر الحالي، تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد مسلحي الحوثي، تمكنت من خلالها من تحرير مديرية بيحان، بمحافظة شبوة المحاذية لمحافظة البيضاء، وتمكنت من التقدم نحو مديريات البيضاء.
وعلى ضوء التطورات، وصل نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، إلى محافظة مأرب، يرافقه مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق الركن محمد علي المقدشي، للاطلاع على المستجدات العسكرية في الجبهات، وجهود تطبيع الأوضاع، بحسب ما أكده المركز الإعلامي للقوات المسلحة الذي قال إن «الأحمر سيلتقي بقادة المناطق والوحدات العسكرية والمسؤولين المحليين لمناقشة التطورات والانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش الوطني في مختلف الجبهات».
وفي نهم، اتسعت رقعة المواجهات بين الجيش الوطني والانقلابين في المناطق الفاصلة بين نهم وأرحب، في الوقت الذي اتخذت فيه الميليشيات من السكان دروعاً بشرية تلجأ لها للهروب من غارات التحالف، إضافة إلى وضع أطقمها العسكرية في الأسواق ومحطات الوقود، مما سبب الهلع والخوف في نفوس المواطنين الذين اضطروا للنزوح من منازلهم خشية من قصف غارات التحالف.
إلى ذلك، شنت وحدات من قوات الجيش الوطني، مساء الأحد، هجومها على مواقع الميليشيات الانقلابية في المحور الغربي لجبهة بمريس، بمحافظة الضالع، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الانقلابيين، بينهم قيادات حوثية. وقالت المصادر العسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن «العملية العسكرية المباغتة التي نفذتها قوات الجيش الوطني استهدفت موقع مرمق، الواقع في محيط جبل ناصة بمديرية رويس، وقتل على أثره عدد من الانقلابيين، إضافة إلى مقتل القيادي الميداني في صفوف الميليشيات الحوثية المدعو علي أحمد عبد الله السفياني، وجميع مرافقيه في الموقع».
في الأثناء، نقلت قناة {العربية} على شريط أخبارها العاجلة أمس أن {صاروخا فشلت الميليشيات في إطلاقه سقط على منطقة مأهولة بالسكان في صنعاء}، وهي المرة الثانية خلال 48 ساعة التي يفشل فيها الانقلابيون في إطلاق صاروخ باتجاه القوات اليمنية.



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.