أحمد الحريري: المشروع الإيراني لن ينتصر في الدول العربية

TT

أحمد الحريري: المشروع الإيراني لن ينتصر في الدول العربية

أكد الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري، أن «المنطقة العربية، وتحديداً في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان، كانت على مر التاريخ هدفاً للتمدد الإيراني»، مشدداً على أن «الدول العربية ستنتصر في نهاية المطاف لأن المشروع العربي يشبه المنطقة وليس المشروع الإيراني». وقال الحريري خلال جولة له إلى طرابلس في شمال لبنان، إن «أهم أسباب استسهال الإدارة الأميركية اتخاذ القرار بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، هي الفتنة التي زرعتها إيران في المنطقة العربية عبر ميليشياتها في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، التي كان من شأنها تغيير البوصلة وحرفها عن القضية الفلسطينية، رغم المتاجرة الإيرانية بها».
ورأى أحمد الحريري أن «ما فشل الكيان الصهيوني في تحقيقه لتقسيم العرب إلى دويلات طائفية، قامت به إيران بالوكالة عنه، لكن رغم الأيام الصعبة التي مرت وستمر، لن يكون هناك أي مكان لمشروع أقلوي مذهبي في منطقة فيها أكثرية عربية، وفي نهاية المطاف، سنرى نهاية لهذا النفق المظلم، وما بنيناه في الداخل من استراتيجية مع الرئيس سعد الحريري كان هدفها أن نبقى صامدين، حتى يظهر هذا الضوء في آخر النفق».
وأكد الأمين العام لـ«تيار المستقبل» «أننا استطعنا حماية البلد، من نزاع طائفي بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأن اغتياله جاء في لحظة كانت قد بدأت فيها الفتنة السنية - الشيعية في العراق»، مشيراً إلى «أن الهدف من اغتيال رفيق الحريري كان محاولة إلغاء نهجه القائم على الاعتدال، واستبداله بالتطرف، لأن خصمنا بطبيعته ونشأته وعقيدته متطرف، ولا يخدم إلا المتطرفين من أمثاله لتبرير خطابه الطائفي والمذهبي، ولتبرير وجود سلاحه، كما رأينا في كل الذرائع التي وضعها (حزب الله) لتبرير دخوله إلى سوريا، قبل أن يقوم في النهاية، وللأسف بنقل (داعش) في باصاته المكيفة. ولسنا نعلم ما إذا كانت هذه الباصات نفسها هي التي جاءت بهم». وأشار الحريري إلى «أن الانتخابات مجرد محطة في التواصل الذي نقوم به في (تيار المستقبل)، لأن العلاقات مع الناس هي الأساس، ونحن نقوم بجولات في كل لبنان، وقد أصبح لدينا تصور عن رأي الناس ومتطلباتهم، وعن تقييمنا للأخطاء في الماضي، والأمور التي بحاجة إلى تطوير لوضع خطة أساسية للمرحلة المقبلة أساسها بيتنا الداخلي، أي بيت المستقبل ومن ثم تكون تحالفاتنا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.