عريضة دولية لتجنيد مليون توقيع لإطلاق سراح الفلسطينية عهد التميمي

صورة أرشيفية لعهد التميمي وهي تعض على يد جندي إسرائيلي محاولة مع آخرين إطلاق صبي فلسطيني اعتقله الجندي أثناء مظاهرة في قرية النبي صالح برام الله (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لعهد التميمي وهي تعض على يد جندي إسرائيلي محاولة مع آخرين إطلاق صبي فلسطيني اعتقله الجندي أثناء مظاهرة في قرية النبي صالح برام الله (أ.ف.ب)
TT

عريضة دولية لتجنيد مليون توقيع لإطلاق سراح الفلسطينية عهد التميمي

صورة أرشيفية لعهد التميمي وهي تعض على يد جندي إسرائيلي محاولة مع آخرين إطلاق صبي فلسطيني اعتقله الجندي أثناء مظاهرة في قرية النبي صالح برام الله (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لعهد التميمي وهي تعض على يد جندي إسرائيلي محاولة مع آخرين إطلاق صبي فلسطيني اعتقله الجندي أثناء مظاهرة في قرية النبي صالح برام الله (أ.ف.ب)

أطلق نشطاء عبر موقع العرائض والحملات العالمي «آفاز»، حملة لجمع مليون توقيع إلكتروني لمطالبة قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق سراح الطفلة عهد التميمي التي مددت السلطات اعتقالها.
وقال مدشنو الحملة عبر موقع «آفاز»، أمس، في بيانهم: «نحن الموقعون أدناه، مواطنون من أنحاء العالم كافة، نطالب بإطلاق سراح التميمي وكافة الأطفال الأسرى من سجون الاحتلال». وجاء في البيان: «إننا نقف معها وبجانبها، ونؤكد أنها ليست وحدها، ونقول للاحتلال إننا لن نسمح له بإذلال أطفالنا بعد اليوم، ونؤكد أنه يجب على كافة قادة العالم محاسبة جنود الاحتلال ووضع حد لاعتقال وتعذيب الأطفال الفلسطينيين».
والطفلة الشقراء، عهد التميمي، أظهرت ومنذ سنوات حياتها الأولى شجاعتها في مواجهة جنود الاحتلال، لقناعتها بأن الاحتلال لن يزول إلا بالمقاومة، وتم تصويرها مرات عديدة وهي تصرخ في وجه الجنود، وصفعت مرة أحدهم. وقد تم تكريمها بجائزة للشجاعة في إسطنبول التركية، قبل سنوات. وقال النشطاء في بيانهم إن «قوات الاحتلال اقتحمت بيت الطفلة عهد وسحبوها من سريرها واعتقلوها وهي طفلة مثل أطفال فلسطين كافة في معتقلات الاحتلال، وستواجه الإذلال وسوء المعاملة إن لم نتحرك الآن لإطلاق سراحها. كلنا نعرف عهد لأنها منذ أن كانت بنت 7 سنوات لم تترك الميدان دفاعًا عن فلسطين، حان الوقت الآن لندافع نحن عن عهد، لنبني معاً أكبر عريضة من أجل إطلاق سراح عهد وتحرير الأطفال الأسرى كافة». وأكدوا في ختام بيانهم: «إذا وقع عدد كافٍ منا على هذه العريضة، فإننا سنسلمها لقادة دول العالم كافة، كما سنسلمها لمحامي عهد لكي يوصل رسائلنا لها ونرفع بذلك معنوياتها داخل الأسر». ووقع على العريضة حتى الآن نحو 125 ألف شخص، ودعا مدشنوها للتوقيع على العريضة للوصول إلى مليون شخص، وقالوا: «أضف اسمك لتعرف عهد أن مليون شخص من حول العالم يقفون معها».
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت فجر الثلاثاء الماضي، قرية النبي صالح، بقوة هائلة نقلت على 20 سيارة عسكرية محصنة. فضربت حصاراً على القرية، وحصاراً آخر على منزل عائلة الفتاة التميمي، لتقوم بعد عملية التفتيش وضرب أفراد العائلة باعتقالها. ثم حضروا بعد يومين واعتقلوا والدتها وابنة عمها واستدعوا والدها للتحقيق. وقررت محكمة إسرائيلية عسكرية تمديد اعتقالها حتى غد الاثنين، حيث ستنظر في طلب النيابة توجيه لائحة اتهام ضدهم، بدعوى الاعتداء على جنود الاحتلال وعرقلة مهامهم.
عهد التميمي، ولدت في قرية النبي صالح في 30 مارس (آذار) من سنة 2001 لعائلة فلسطينية مثقفة ومناضلة. والدها باسم التميمي (50 عاماً)، كان ابن ثلاثة شهور عندما احتلت إسرائيل قريته، ويعتبر من جيل الأطفال الذي فتح عينيه على مشاهدة الجنود الإسرائيليين وهم يقتحمون البيوت ويعيثون الفساد والرعب فيها. انضم إلى حركة فتح وصار جزءاً من معركة الكفاح ضد الاحتلال. درس الاقتصاد في جامعة بيرزيت في رام الله، ثم حصل على ماجستير القانون الدولي من جامعة برشلونة الإسبانية. اعتقلته القوات الإسرائيلية للمرة الأولى في العام 1988 إبّان الانتفاضة الأولى، ثم أعيد اعتقاله العام 1993. تعرض أثناء اعتقاله للتعذيب الشديد بـ«أسلوب الهزّ» فتسبب له ذلك بشلل نصفي في قدمه ويده. استشهدت أخت باسم عام 1993 أثناء حضورها محكمة لابنها جرّاء اعتداء مجندة إسرائيلية عليها، ما سبّب لها شللاً أودى بحياتها على الفور.
أما والدتها ناريمان التميمي، فهي من مواليد السعودية العام 1977، حصلت على شهادة الثانوية العامة في مدينة رام الله؛ تعرّضت للاعتقال ست مرات، آخرها في الأسبوع الماضي. تعرضت هي أيضاً للضرب من قبل الجنود الإسرائيليين بسبب توثيقها بالكاميرا لممارسات الاحتلال واعتداءاته على المواطنين في قرية النبي صالح. يوجد للعائلة ثلاثة أبناء هم وعد ومحمد وسلام وبنت واحدة هي عهد. منذ طفولتها الأولى لفتت الأنظار بمشاركتها والديها في المسيرات النضالية. وبرزت بشجاعتها في تحدي جنود الاحتلال، ليس لأنها لا تخاف، بل لأنها تعلمت في بيتها ألا حياة مع الاحتلال، ولا يمكن أن يزول هذا الاحتلال إلا بالمقاومة.
عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، تم تصويرها وهي تصرخ في وجه جندي إسرائيلي فلفتت النظر بشكل خاص، وتساءلوا من هي هذه الطفلة الجميلة الشقراء ذات العينين الزرقاوين. من أين تستمد هذه الجرأة لمواجهة الجندي. وقد تكريمها بجائزة «حنظلة للشجاعة» من بلدية باشاك شهير في إسطنبول التركية، واستقبلها رجب طيب إردوغان (وكان رئيساً للوزراء حينها) وعقيلته في ولاية أورفا.
وبعد ثلاث سنوات برزت مرة أخرى، إذ خرج شقيقها محمد، البالغ من العمر حينها 12 عاماً، مع الأولاد للمشاركة في المظاهرة الأسبوعية في القرية ضد جدار العزل. رفع ذراعه كما لو كان ينوي رشق حجر، فقفز عليه جندي. بكى الطفل، فهاجمت النساء، بما في ذلك الأم ناريمان، الجندي. وقامت عهد، التي كانت تبلغ 14 عاماً من العمر وتبدو أصغر من ذلك، بعضّ الجندي في يده. وقد تم تصوير حادثة العض في عام 2015 بالفيديو وبثه. واهتمت حركات حقوق الإنسان بنشر الصور الصعبة الصادمة، وفي حينه أثارت نقاشاً مريراً في إسرائيل حول ثمن الاحتلال. ورأى الفلسطينيون في عهد بطلة. وأصبحت رمزاً للنضال ضد الاحتلال. وقد استضافها الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة في رام الله. وفي 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عادت عهد التميمي (وعمرها 17 عاماً) لتصدّر صفحات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي لتصديها للجنود. فقد كانت غاضبة جداً إذ إن ابن عمها الطفل محمد التميمي أصيب برصاصة من جنود الاحتلال، وسرت إشاعة بأنه استشهد. فهاجمت جندياً إسرائيلياً، وصفعته على وجهه.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.