حزب بوتين يريد «نصراً مطلقاً» في الانتخابات الرئاسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام مؤتمر حزب روسيا الموحدة في موسكو أمس (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام مؤتمر حزب روسيا الموحدة في موسكو أمس (أ.ب)
TT

حزب بوتين يريد «نصراً مطلقاً» في الانتخابات الرئاسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام مؤتمر حزب روسيا الموحدة في موسكو أمس (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام مؤتمر حزب روسيا الموحدة في موسكو أمس (أ.ب)

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت، إلى «احترام» المعارضة «المسؤولة»، وذلك قبل أقل من ثلاثة أشهر على الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) بروسيا التي ترشح لها لولاية رابعة.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، أن بوتين قال أثناء مؤتمر لحزب روسيا الموحدة الحاكم الذي دعم بشكل واسع ترشحه للانتخابات: «يجب أن تعامل المعارضة المسؤولة والقادرة على الفعل، باحترام». وأضاف: «المعارضة (المسؤولة) لا تعني فقط الرغبة والإرادة لإلحاق هزيمة بالنظام أو اتهامه بكل الخطايا المميتة. نحن نعرف المشكلات التي تواجه البلاد». وتابع: «أن تكون مسؤولا يعني أن تملك خطة واضحة تتضمن أعمالا إيجابية»، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
أما ديمتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي وزعيم حزب روسيا الموحدة الحاكم، فقال في كلمته أمام مؤتمر الحزب أمس، إنه يريد أن يحقق الرئيس فلاديمير بوتين «نصراً مطلقاً» في انتخابات الرئاسة في مارس 2018. وقال ميدفيديف إن حزب روسيا الموحدة سيمنح بوتين «كل الدعم الممكن» الآن وفي المستقبل. وتابع أن الحزب هو حزب بوتين وقاعدته السياسية الرئيسية.
وكان بوتين قدم نفسه خلال مؤتمره الصحافي السنوي في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، باعتباره الضامن الوحيد للاستقرار في مواجهة معارضة هامشية. وقال حينها: «أتريدون أن نعيش بين ميدان وآخر؟ تريدون أن نشهد محاولات انقلاب؟»، مشيرا كمثال إلى أوكرانيا التي شهدت منعطفا باتجاه الغرب في 2014، إثر حركة ميدان التي تشهد اليوم نزاعا مع انفصاليين مؤيدين لروسيا في شرق البلاد.
وبوتين الذي أصبح رئيسا في عام 2000 شبه متأكد من الفوز في مارس (آذار) 2018، ومن منافسيه زعيم حزب اليمين المتطرف فلاديمير جيرنوفسكي، ومرشح الحزب الشيوعي الروسي بافيل غرودينين، والمرشحة الليبرالية الصحافية كسينا سوبتشاك، في حين لن يكون بإمكان المعارض أليكسي نافالني على الأرجح الترشح بسبب صدور أحكام قضائية بحقه، كما لاحظت وكالة الصحافة الفرنسية التي لفتت في الوقت ذاته إلى أن أنصاره ينوون تسميته اليوم الأحد مرشحا.
وذكرت وكالة «رويترز»، من جهتها، أن فلاديمير بوتين شارك في مباراة هوكي في الميدان الأحمر بموسكو مع وزير دفاعه سيرغي شويغو في ساعة متقدمة من مساء أمس الأول (الجمعة). ونشر المكتب الصحافي في الكرملين خبرا عن المباراة، لكنه لم يفصح عن عدد الأهداف التي تمكن الزعيم الروسي من إحرازها.
وتأسس اتحاد الهوكي الليلي - الذي شارك بوتين في إحدى مبارياته - في 2011 عندما كان بوتين يشغل منصب رئيس الوزراء، وجاء الاسم من التوقيت الذي تقام فيه المباريات، وعادة ما تجري في وقت متقدم من الليل بسبب جدول أعمال الرئيس.
وتضم الفرق عادة مجموعة من الساسة الروس وممثلين لصفوة المجتمع ولاعبين شهيرين سابقين من الاتحاد السوفياتي وروسيا، بحسب ما أوضحت «رويترز». وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن الجائرة الرئيسية التي تقدم للفريق الفائز منحة حكومية خاصة للمنطقة التي يمثلها هذا الفريق.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.