سفينة محملة بالوقود تصل إلى ميناء الحديدة

وزير يمني يدعو الأمم المتحدة للانتقال من تشخيص المشاكل إلى المعالجة الميدانية

جانب من ميناء الحديدة في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)
جانب من ميناء الحديدة في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)
TT

سفينة محملة بالوقود تصل إلى ميناء الحديدة

جانب من ميناء الحديدة في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)
جانب من ميناء الحديدة في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)

أفاد مصدر رسمي بقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن بأنه ورد إلى خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بقيادة التحالف، طلب تصريح دخول سفينة تحمل اسم «بهيا داناس» (BAHIA DANAS) تحمل على متنها 13.808 أطنان مترية من الوقود إلى ميناء الحديدة.
وذكر المصدر أن السفينة قد وصلت فعلاً إلى الميناء الساعة الـ8 و48 دقيقة من صباح (أمس) بتوقيت السعودية، مؤكداً حرص قوات التحالف على استمرار ودعم الأعمال الإنسانية والإغاثية.
إلى ذلك، أوضح الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في العاصمة الروسية موسكو أمس، أن المركز قدم منذ إنشائه 257 مشروعاً نفذها من خلال 119 شريكاً محلياً وأممياً بتكلفة إجمالية تجاوزت 895 مليون دولار كان لليمن منها الحظ الأوفر، حيث بلغت المشروعات المخصصة لليمن 166 مشروعاً نفذت في كافة المحافظات اليمنية، بالتعاون مع الشركاء المحليين ومنظمات الأمم المتحدة المتخصصة.
جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مقر وكالة الأنباء الروسية بالعاصمة موسكو، بحضور سفير السعودية لدى روسيا الدكتور رائد قرملي، وسفير اليمن في موسكو، وعدد من مراسلي وسائل الإعلام والمهتمين بالشأن الإنساني والحقوقي، وأكد فيه الربيعة أن بلاده تمد يد الخير للإنسانية دون تمييز، وأغاثت المنكوبين في قارات العالم، وأن المركز ملتزم بالقانون الدولي الإنساني، وكذلك آليات العمل مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، موضحاً «الدور المتميز للمملكة ممثلة بالمركز في المجال الإنساني والتزامها بالعمل الحيادي وتطبيق القانون الإنساني الدولي الذي يتماشى مع الشريعة الإسلامية السمحة التي تحث على المحافظة على كرامة الإنسان ورفع معاناته».
وأكد المستشار أن جهود المركز الإنسانية والإغاثية وصلت إلى جميع المحافظات اليمنية دون استثناء، بما فيها المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، مشيراً إلى أن المعوقات التي يضعها الانقلابيون أمام أعمال الإغاثة والمتمثلة في حصار المدن وعدم السماح بدخول المواد الإغاثية والطبية الضرورية أو مصادرتها، لم ولن تثني المركز عن سعيه على إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المحافظات اليمنية للتخفيف من معاناتهم.
وأهاب بالمنظمات الإنسانية الدولية والمجتمع الدولي ألا يغفلوا المناطق التي تحاصرها الميليشيات الحوثية في الداخل اليمني، والتي تؤوي ملايين البشر الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ كالمحاصرين داخل مدينة تعز وغيرها من المناطق، ولا بد للمجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية والإنسانية أن تتخذ كافة السبل لتخفيف المعاناة ورفع الظلم.
وتطرق الربيعة لوباء الكوليرا، حيث قال «إن الوباء مستوطن باليمن لعدة سنوات نظراً لتهالك البنى التحتية الصحية وضعف معايير الصحة العامة، ولقد ازدادت الحالات بشكل أكبر في الأشهر الماضية، ولكن ومع الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات المعنية بدعم كبير من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ارتفعت معدلات الشفاء إلى أكثر من 99.7 في المائة مما دفع كثيراً من المنظمات العاملة على الأرض لإغلاق مراكز علاج الكوليرا التابعة لها في بعض المناطق».
وأكد أن جميع المنافذ اليمنية مفتوحة لاستقبال المساعدات الإنسانية والإغاثية والتجارية، وأن مينائي الحديدة والصليف يستقبلان جميع السفن التجارية والوقود والمساعدات الإنسانية.
وأضاف: «نحن كمركز ننسق مع الشركاء الأمميين والدوليين والمحليين لضمان دخول وتوزيع المساعدات لكافة المحتاجين في أنحاء اليمن».
من جانب آخر، أكد عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية اليمني، رئيس لجنة الإغاثة العليا، أن الحكومة اليمنية بالتنسيق مع التحالف ناقشت مبدأ «لا مركزية العمل الإغاثي»، وأن كافة الاستعدادات انتهت لتهيئة كافة المنافذ لإدخال المساعدات لكافة الأراضي اليمنية.
وبيَّن فتح لـ«الشرق الأوسط» أن تلك البدائل تعمل على كفاءة استخدام أموال المساعدات الإغاثية، وتحقق الأهداف المرجوة لعمليات المساعدات الإنسانية.
وأشار الوزير اليمني إلى أن اللجنة العليا للإغاثة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يتبعان مبدأ اللامركزية في العمل الإغاثي الذي من شأنه تحقيق الإنجازات الفعالة لأهداف العملية الإغاثية بصورة كاملة، موضحاً أن مبدأ اللامركزية ينجز الاستفادة من كافة المنافذ المتاحة للعمل الإغاثي، وليس كما تريد منظمات الأمم المتحدة بالتركيز على منفذين رئيسين، وهما منفذا ميناء الحديدة ومطار عدن.
وأضاف: «نحن مع بقاء هذين المنفذين لكن هناك منافذ أخرى من الممكن الاستفادة منها لتطبيق مبدأ لامركزية العمل الإغاثي كميناء المكلا، ومطار الريان (المكلا) الذي سيفتتح قريباً، بالإضافة إلى ميناء جازان السعودي».
وأكد فتح أن اتباع مبدأ وصول المساعدات الإنسانية عبر 5 مراكز إغاثية في اليمن تشمل صنعاء وعدن وحضرموت والحديدة ومأرب، يمنع تقطع وصول المساعدات الإنسانية، ويمنع نهبها من قبل الميليشيات الحوثية.
ولفت إلى أن مبدأ اللامركزية في عمل المساعدات الإنسانية لا تنتهجه المنظمات الأممية، مبدياً أسفه على رفضها هذا المبدأ، وأنها تختلق أعذاراً لا أساس لها من الصحة.
وتطرق إلى ما أكده الدكتور عبد الله الربيعة من أن جميع المنافذ اليمنية مفتوحة لاستقبال المساعدات الإنسانية والإغاثية والتجارية، موضحاً أن جميع المنافذ المتاحة في الوقت الراهن كافية لضمان إدخال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تأمين وصولها إلى مستحقيها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.