كيف تحول سوانزي من ناد يحتذى به إلى فريق تعمه الفوضى؟

المدرب كليمنت دفع ثمن رحيل أفضل لاعبيه والفشل في إيجاد البديل

كليمنت دفع ثمن الفشل الإداري في سوانزي (رويترز)  -   هاو جينكينز رئيس سوانزي
كليمنت دفع ثمن الفشل الإداري في سوانزي (رويترز) - هاو جينكينز رئيس سوانزي
TT

كيف تحول سوانزي من ناد يحتذى به إلى فريق تعمه الفوضى؟

كليمنت دفع ثمن الفشل الإداري في سوانزي (رويترز)  -   هاو جينكينز رئيس سوانزي
كليمنت دفع ثمن الفشل الإداري في سوانزي (رويترز) - هاو جينكينز رئيس سوانزي

كيف تحول سوانزي سيتي الإنجليزي من ناد يسعى الجميع للسير على خطاه قبل سنوات قليلة إلى ناد يعج بالمشاكل والفوضى، سواء داخل الملعب أو خارجه؟.
للعام الثالث على التوالي يصارع الفريق من أجل تجنب الهبوط لدوري الدرجة الأولى، ويتذيل حاليا جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الجاري. وبات النادي ينتقل من أزمة لأخرى ويستعين بمدير فني تلو الآخر، لكنه عاجز عن إيقاف هذا التدهور الواضح والمستمر.
في الواقع، يجب أن يخضع كل من هم في قمة الهرم الإداري بالنادي للمحاسبة، وليس المدرب بول كليمنت وحده، بعدما أصبح ثالث مدير فني يقيله النادي في غضون 14 شهرا، وهو ما يعكس بكل وضوح الحالة المتدنية التي وصل إليها سوانزي. وتقع المسؤولية كاملة على رئيس النادي هاو جينكينز، الذي كان وراء اتخاذ الكثير من القرارات السيئة دون أن يُحاسب على ذلك، كما يجب أن توجه الكثير من الأسئلة لمن يملك حصة الأغلبية في النادي – ستيف كابلان وجاسون ليفين - اللذين شهدت فترة تواجدهما بالنادي على مدى 18 شهرا الكثير من المشكلات والأخبار السيئة.
ربما يدرك ملاك النادي الأميركيون الآن أن غيابهم عن سوانزي قد يكون جيدا فقط لو كان الشخص الذي يدير النادي على أساس يومي لديه خبرة كبيرة في عالم كرة القدم وقادر على اتخاذ القرارات الصحيحة. لكن طريقة سوانزي السيئة في التعاقد مع المديرين الفنيين، وكذلك في إبرام الصفقات مع لاعبين جدد لتدعيم صفوف الفريق، قد أظهرت عكس ذلك، وهذا هو السبب في أن إقالة كليمنت بعد تراجع النتائج لن تحل أي شيء على المدى الطويل.
صحيح أن كليمنت لم يساعد نفسه كثيرا، وخاصة في ظل اعتماده على خطط تكتيكية تتسم بالحذر الشديد، لكن الحقيقة هي أن بذور هذا الموسم السيئ للغاية قد زرعت خلال فترة الانتقالات الصيفية الكارثية التي شهدت ارتباكا واضحا فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الجدد والتخلي عن لاعبين بالفريق.
لقد تخلى سوانزي سيتي عن غيلفي سيغوردسون، الذي كان أفضل لاعبي الفريق على الإطلاق، مقابل 45 مليون جنيه إسترليني إلى إيفرتون، ولم ينجح في إيجاد البديل المناسب، رغم أن الفريق كان يعلم على مدى أشهر أن اللاعب الأيسلندي سوف يرحل.
وانتظر النادي حتى اليوم الأخير من فترة الانتقالات لكي يتعاقد مع ويلفريد بوني، رغم أنه يعرف جيدا أن اللاعب لم يشارك في 90 دقيقة كاملة مع أي ناد على مدى عام كامل، ولذا كان في حاجة إلى فترة إعداد قوية قبل الموسم حتى يستعيد لياقته البدنية والذهنية.
وعلاوة على ذلك، تعاقد النادي مع سام كلوكاس من دون أن يكون لديه أدنى فكرة عن المكان الذي سيلعب به وما الذي يمكن أن يضيفه لخط وسط يضم الكثير من اللاعبين الذين لديهم قدرات مماثلة.
وانتقل فرناندو يورنتي إلى نادي توتنهام هوتسبر، وكان سوانزي سيتي سعيدا وهو يدخل الموسم الجديد وليس لديه سوى مهاجمين اثنين فقط، وترك تامي أبراهام، ذلك الشاب البالغ من العمر 20 عاما الذي يلعب على سبيل الإعارة، لكي يقود الخط الأمامي للفريق، لأن بوني كان مصابا.
وسمح النادي لكايل ناوتون، الذي يمثل نقطة ضعف واضحة في مركز الظهير الأيمن، في الاستمرار من دون أن يدعم هذا المركز بلاعب قادر على زيادة المنافسة من أجل حجز مكان في التشكيلة الأساسية للفريق.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: كيف يمكن لأي شخص أن يعتقد أن واين روتليدج وناثان داير والهولندي لوتشيانو نارسينغ يمكن الاعتماد عليهم لتقديم القوة اللازمة للفريق على أطراف الملعب؟
ورغم أن كليمنت كان مشاركا في اتخاذ القرارات في فترة الانتقالات الصيفية الكارثية، فإنه لم يضع بصماته الخاصة سوى على صفقتين فقط من هذه التعاقدات: كانت الصفقة الأولى هي ضم أبراهام، الذي فشل في أن يكون على مستوى اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز رغم بدايته الجيدة، والثاني هو ريناتو سانشيز، الذي لم يقدم هو الآخر الأداء المنتظر منه، بعدما كان كثيرون يعتقدون أنه سيكون صفقة قوية للغاية ونقلة نوعية في فئة اللاعبين الذين ينضمون للنادي بعد قدومه من نادي بايرن ميونيخ الألماني.
وكان من المألوف طوال الموسم أن نرى كليمنت وهو يقف بجوار خط التماس ويضع إحدى يديه على عينيه، في مشهد يعكس إحباطه الشديد من أداء الفريق خلال هذه الفترة العصيبة. لقد حاول كليمينت تغيير أكثر من طريقة تكتيكية وتغيير اللاعبين أنفسهم، لكن المحصلة النهائية ظلت كما هي ولم تتغير. وربما كان يتعين على كليمنت أن يصل إلى النتيجة التي توصل إليها معظم جمهور سوانزي سيتي والتي تتلخص في أن الفريق الذي يدربه ليس قويا بالدرجة التي تمكنه من منافسة باقي الفرق في مسابقة مثل الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعلاوة على ذلك، لم تكن الفوضى تقتصر على ما يحدث داخل الملعب فقط، لكن كانت هناك حالة من الغليان بين أنصار النادي، الذين كانوا يشعرون بغضب شديد بسبب بيع أعضاء مجلس الإدارة لأسهمهم في النادي العام الماضي، وكانوا يطالبون برحيلهم قائلين: «أيها الأوغاد الطماعون، أخرجوا من نادينا». ولذا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه مرة أخرى هو: أي مدير فني يستطيع العمل والنجاح في مثل هذه الأجواء؟.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.