الاحتباس الحراري يزيد عدد المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي

توقعات بتخطي درجات الحرارة العالمية اتفاق باريس للمناخ

انطونيو غوتيريش يستمع إلى إيمانويل ماكرون خلال قمة المناخ (أ.ف.ب)
انطونيو غوتيريش يستمع إلى إيمانويل ماكرون خلال قمة المناخ (أ.ف.ب)
TT

الاحتباس الحراري يزيد عدد المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي

انطونيو غوتيريش يستمع إلى إيمانويل ماكرون خلال قمة المناخ (أ.ف.ب)
انطونيو غوتيريش يستمع إلى إيمانويل ماكرون خلال قمة المناخ (أ.ف.ب)

قال علماء إن الزيادة السريعة في الاحتباس الحراري عالمياً قد تؤدي إلى زيادة عدد المهاجرين الذين يصلون إلى الاتحاد الأوروبي لثلاثة أمثاله بحلول عام 2100، ليضاف إلى العوامل التي تجبر الناس على ترك أوطانهم كالحرب والاضطهاد.
وأفادت الدراسة، التي اعتبر بعض الباحثين أن توقعاتها مبالغ فيها، بأن عدد طلبات اللجوء من مواطني 103 دول اتجه نحو الزيادة في الفترة بين عامي 2000 و2014 عندما كانت درجات الحرارة في أوطانهم إما أعلى أو أقل عن المستوى المطلوب لزراعة الذرة.
وتوقعت الدراسة ارتفاع طلبات اللجوء إلى 1.01 مليون طلب سنوياً بحلول 2100 من متوسط 351 ألف طلب بين 2000 و2014، وذلك في حالة حدوث ارتفاع حاد في درجات الحرارة بشكل يضرب المحاصيل. وفي حالة حدوث ارتفاع أقل في الحرارة، فإن طلبات اللجوء قد تزيد بنسبة 28 في المائة.
وقال كبير الباحثين في الدراسة فولفرام شلينكر، أستاذ علم الاقتصاد بجامعة كولومبيا، لـ«رويترز»: «قد يحدث الكثير بحلول نهاية القرن، قد تصبح دول ديمقراطية أو ديكتاتورية»، في إشارة إلى العوامل المسببة للهجرة.
ونُشرت نتائج الدراسة في دورية «ساينس» وطلبتها المفوضية الأوروبية، واعتمدت الدراسة على اتجاهات مستوى الهجرة في القرن الحالي قبل الزيادة الكبيرة في عدد المهاجرين في 2015، نتيجة للحرب السورية.
وشكك بعض العلماء في هذه النتائج، وقال جان سيلبي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ساسكس، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «لا يزال الدليل المتعلق بآثار تغير المناخ على الهجرة واهياً جداً، قد تؤدي صدمة مناخية مفاجئة إلى تدمير محصول أما الزيادة التدريجية في درجات الحرارة على مر عقود فلن تفعل (لأن المزارعين سيغيرون نوع المحاصيل)».
وأفادت دراسة نشرت، منتصف الشهر الماضي، بأن من المرجح أن تقل حدة الاحتباس الحراري، عما كان متوقعاً في السابق بفضل اتباع الصين والهند سياسات مناخية أكثر صرامة ستعوض تقليص الولايات المتحدة لإجراءات مكافحة تغير المناخ في عهد الرئيس دونالد ترمب.
لكن الدراسة قالت إن متوسط درجات الحرارة في العالم لا يزال على مسار سيفضي لارتفاع أكبر بكثير من الهدف الرئيسي الذي تنص عليه اتفاقية باريس للمناخ المبرمة في 2015، وهو خفض زيادة الحرارة إلى «أقل بكثير» من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية.
وقال تقرير «كلايمت أكشن تراكر» الصادر عن ثلاث جماعات أوروبية بحثية مستقلة إن السياسات المتبعة حالياً تشير إلى أن درجات الحرارة في العالم تتجه نحو ارتفاع بواقع 3.4 درجة مئوية بحلول 2100 وهو أقل من تقدير قبل عام توقع ارتفاعا قدره 3.6 درجة.
وأضاف التقرير أنها «أول مرة تؤدي فيها سياسات على المستوى الوطني إلى تراجع واضح في درجات الحرارة المتوقعة في نهاية القرن منذ بدأ (كلايمت أكشن تراكر) مهمته في 2009».
وقال إن الصين تتجه نحو تحقيق ما يفوق تعهدها ضمن اتفاقية باريس بالحد من انبعاثات الكربون لأقصى درجة بحلول 2030. وأضاف أن الهند تحرز تقدماً أيضاً في الحد من زيادة الانبعاثات الناجمة عن زيادة استخدام الفحم.
وتقول لجنة علمية تابعة للأمم المتحدة إن ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم بثلاث درجات مئوية قد يؤدي لفقدان شعاب مرجانية مدارية وكتل جليدية جبلية وتراجع الجليد على سطح المحيط القطبي في الصيف، وربما ذوبان نهائي للجليد في غرينلاند، وهو ما سيزيد منسوب البحار في العالم.
ويشكك ترمب في أن السبب الرئيسي لتغير المناخ هو انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بسبب أنشطة البشر. وقال ترمب في يونيو (حزيران) الماضي إنه سيركز على الترويج لوظائف في صناعات تستخدم الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة.
وقال بيل هير من «كلايمت أناليتكس»، وهي واحدة من الجماعات المشاركة في البحث، لـ«رويترز» «تراجعت الزيادة في الانبعاثات بالصين والهند لكنها لا تزال ترتفع، أهم خطوة الآن لوقف زيادة الانبعاثات العالمية هي الوقف التدريجي لتشغيل المصانع التي تعمل بالفحم في كثير من الدول».
وأفاد تقرير آخر بأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يتسبب فيها الإنسان تتجه لتسجيل زيادة قدرها اثنان في المائة في 2017، مما يوجه ضربة للآمال في أن الانبعاثات بلغت بالفعل ذروة لن تتخطاها. وأرجع التقرير الزيادة بالأساس إلى زيادة قدرها 3.5 في المائة للانبعاثات في الصين في 2017.


مقالات ذات صلة

مدن خليجية تسجِّل درجات حرارة تحت الصفر

يوميات الشرق الثلوج تغطي جبل اللوز في منطقة تبوك السعودية خلال موسم شتاء سابق (أ.ف.ب)

مدن خليجية تسجِّل درجات حرارة تحت الصفر

شهد عدد من المناطق في دول الخليج والعالم العربي انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة خلال الأسبوع الحالي، وسجّل بعض تلك المناطق انخفاضاً لما دون الصفر المئوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق بلدان عربية على موعد مع عاصفة قطبية (أ.ف.ب)

«آدم» لبنان و«جلمود» الأردن... دوامة قطبية تضرب دولاً عربية وسط تحذيرات

تشهد عدة دول عربية أحوالاً جوية غير مستقرة هذا الأسبوع، وسط حالة من القلق وتحذيرات رسمية تدعو إلى توخي الحيطة والحذر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ معظم القتلى في كنتاكي غرقوا عندما حوصروا في سياراتهم بسبب مياه الفيضانات (أ.ب)

ارتفاع حصيلة العواصف العاتية في الولايات المتحدة إلى 14 قتيلا

ارتفعت حصيلة العواصف العاتية في وسط الولايات المتّحدة وشرقها إلى 14 قتيلا على الأقلّ بعد أن شهدت المنطقة فيضانات ورياحا هوجاء ودرجات حرارة جليدية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية كنتاكي يطالب بإنقاذ مئات الأشخاص الذين حوصروا جراء الفيضانات (أ.ف.ب)

مقتل 9 أشخاص على الأقل بينهم 8 في كنتاكي في أحدث موجة من الطقس الشتوي

لقي 9 أشخاص على الأقل حتفهم في أحدث موجة من الطقس القاسي الذي ضرب الولايات المتحدة، بينهم 8 أشخاص في ولاية كنتاكي.

«الشرق الأوسط» (كنتاكي)
بيئة رجل يشرب المياه تحت درجات الحرارة المرتفعة في البرازيل (أ.ف.ب)

تحذيرات من دخول العالم «عصراً مناخياً جديداً» من الاحترار

في عام 2024 شهد العالم احتراراً تخطّى 1.5 درجة مئوية، وقد أكدت دراستان نُشرتا الاثنين أن تجاوز هذه العتبة التي حددها «اتفاق باريس للمناخ» وارد على المدى البعيد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

نشاط الخدمات في اليابان يسجل أسرع نمو في 6 أشهر

الجماهير تشاهد سباقاً للقوارب السريعة في نهر بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
الجماهير تشاهد سباقاً للقوارب السريعة في نهر بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

نشاط الخدمات في اليابان يسجل أسرع نمو في 6 أشهر

الجماهير تشاهد سباقاً للقوارب السريعة في نهر بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
الجماهير تشاهد سباقاً للقوارب السريعة في نهر بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

أظهر مسح للقطاع الخاص، الأربعاء، أن نشاط الخدمات في اليابان سجل في فبراير (شباط) الماضي، أسرع نمو في ستة أشهر، بدعم من المبيعات القوية وأعمال التصدير الجديدة.

وكان قطاع الخدمات القوة الدافعة وراء النمو الاقتصادي الأخير في البلاد، مما ساعد في تعويض التراجع في التصنيع الناجم عن ضعف الطلب العالمي.

وأظهر المسح الذي أعدته شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، أن مؤشر نشاط أعمال الخدمات في اليابان التابع لبنك أو جيبون ارتفع إلى 53.7 نقطة في فبراير من 53.0 نقطة في يناير (كانون الثاني). وكان ذلك أفضل من القراءة الأولية البالغة 53.1، وظل فوق عتبة 50.0 نقطة التي تفصل التوسع عن الانكماش للشهر الرابع على التوالي.

وقال أسامة بهاتي، الخبير الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»: «تحسن أداء قطاع الخدمات الياباني بشكل أكبر في فبراير». وأظهر المسح أن الأعمال الجديدة استمرت في النمو، وإن كان بوتيرة أبطأ قليلاً. وسجلت أعمال التصدير الجديدة أقوى نمو منذ مايو (أيار) الماضي، بفضل الطلب المرتفع من تايوان وفيتنام.

وفي حين كانت الشركات واثقة من استدامة زخم النمو بفضل تحسن التوظيف والمتأخرات، قال بهاتي إن التفاؤل العام ضعف بسبب نقص العمالة. وأظهر المسح أن التضخم في تكاليف المدخلات تراجع عن يناير، لكنه ظل مرتفعاً بسبب زيادة تكاليف العمالة والوقود والمواد الخام. كما تباطأ التضخم في الأسعار المشحونة إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر.

وتوسع مؤشر مديري المشتريات المركب لبنك أو جيبون الياباني، الذي يجمع بين نشاط قطاعي التصنيع والخدمات، إلى 52.0 نقطة في فبراير إلى 51.1 في يناير. وقال بهاتي إن الثقة العامة بالأداء المستقبلي للقطاع الخاص ككل ارتفعت بأبطأ وتيرة منذ يناير 2021 بسبب نقص العمالة ومخاوف السياسة التجارية الأميركية.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني، الأربعاء، على ارتفاع طفيف بعد جلسة تداولات متقلبة حتى رغم تراجع شهية المخاطرة بسبب مخاوف من حرب تجارية محتملة بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية، وتبعات ذلك على الاقتصاد العالمي.

وأنهى «نيكي» التعاملات على زيادة نسبتها 0.2 في المائة مسجلاً 37418.24 نقطة، كما ارتفع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.3 في المائة مسجلاً 2718.21 نقطة. وصعد «نيكي» لفترة وجيزة بنسبة وصلت إلى 0.7 في المائة بعد أن ألقى الرئيس الأميركي أول خطاب أمام الكونغرس منذ عودته للبيت الأبيض.

وقال ماساهيرو إيتشيكاوا، كبير محللي السوق في سوميتومو ميتسوي لإدارة الأصول، إن المكاسب تقلصت بعد الظهيرة مع تحول الاهتمام إلى الغموض الذي يكتنف تبعات فرض الرسوم الجمركية. وأضاف: «الرسوم الجمركية مثل تلك التي أعلنت بالفعل ستستمر في التواتر على الأرجح، وبالتالي سيبقى الشعور العام بوجوب توخي الحذر».

وقال إيتشيكاوا إن من الصعب على الأرجح وجود عمليات شراء قوية في الأسهم اليابانية، في وقت لم يتضح فيه بعد الموقف النهائي للولايات المتحدة فيما يتعلق بسياسة الرسوم الجمركية.

وتعافت أسهم شركات السيارات بقوة مع هبوط الين قليلاً بعد أن وصل إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر مقابل الدولار في الجلسة السابقة. وأنهى سهم «تويوتا موتور» التعاملات على ارتفاع 3.5 في المائة، و«هوندا موتور» 2.1 في المائة.

كما زاد سهم فاست رتيلينغ المالكة لعلامة يونيكلو التجارية 1.7 في المائة، ليمنح «نيكي» أكبر دفعة، كما قفز سهم فوجيكورا المصنعة لكابلات مراكز البيانات 7.4 في المائة مسجلاً أكبر مكاسب بالنسبة المئوية على المؤشر.

وتباين أداء أسهم شركات التكنولوجيا؛ إذ هبط سهم أدفانتست لمعدات اختبار الرقائق 0.3 في المائة بعد أن محا مكاسبه، لكن سهم مجموعة «سوفت بنك» التي تركز على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ارتفع 0.8 في المائة، بينما تراجع سهم طوكيو إلكترون بما يقارب اثنين في المائة.