المشهد: عشرة أفلام هزّت الناقد

• مع نهاية كل عام يقوم النقاد حول العالم (الكبار منهم والصغار)، بمراجعة ما شاهدوه، واختيار ما يعتبرونه العشرة الأفضل. لماذا 10 وليس 9 أو 11؟ لأن الرقم 10 يبدو كاملاً. رقم 9 يبدو كما لو أن هذا كل ما شاهده الناقد في سنة، ورقم 11 يبدو كما لو كان نتوءاً. في كل الأحوال، فإن هذا ما أُجمع عليه وما يقوم به مئات النقاد كل سنة.
• بخلاف ذلك، هناك من نظر إلى هذا التقليد نظرة ساخرة متسائلاً عن قيمتها وعمّا إذا كانت تؤدي غرضاً آخر غير شخصي، كالقول إن الناقد المعيـن اختار أفلامه وعليه فإنه سعيد لأنه بعدما تحدث طويلاً وخلال السنة بأسرها، عن الآخرين، حان الوقت ليتحدث عن نفسه ورؤيته، ولماذا أحب الأفلام التي تكوّن لائحته.
• لكن ماذا عن القيمة؟ هل هناك قيمة لو أن هذا الناقد (أو سواه) انتظر طوال العام ليؤلف قائمته بأفضل 10 مراجع كل ما شاهده (ما لا يقل عن 400 فيلم جديد في السنة) وينشرها على الملأ؟
• القيمة قد لا تكون بالغة الأهمية، لكنها موجودة بقيام الناقد بمراجعة ما شاهده من أفلام طوال العام يشحذ طاقة خفية لوضع نفسه مكان لجنة تحكيم فيما يشبه مهرجانه الخاص أيضاً. عند إعلان ما اختاره فإن القراء سيعاودون بدورهم تذكر ما شاهدوه، أو ما كانوا يتمنون مشاهدته لولا أن هناك ما يكفي من شجاعة لدى الموزعين وصالات السينما لاستقطاب الأفلام التي عرضت في المهرجانات والتي لا ريب تشكل قسماً كبيراً مما اختاره الناقد.
• ثم إن هناك فناً أكيداً لدى بعض النقاد دون آخرين. المسألة هي أن اختيار 10 أفلام قد لا يكون عادلاً، فربما كان العدد أكبر من هذا؛ ما يجعل بعض النقاد يمضون ساعات في التنقيب والاختيار قبل أن يبلغوا مرادهم. حينها قد يتنفسون الصعداء أو يتساءلون عما إذا كان كل ذلك الجهد في مكانه. لكن معظمهم يعلن ما يختاره بسعادة موحياً أن قائمته أفضل من قائمة سواه.
• لكن هل ذلك الجهد ضروري بالفعل؟ سؤال ملتبس، لكن الإجابة ليست مستحيلة، بكلمة أخرى من الممكن أن يعتبرها الناقد لعبة يشترك بها مع قرائه، حتى وإن أراد تأليف قائمة من 10، لا أقل ولا أكثر، فإن هناك وسيلة لجعلها ترفيهاً يرضي الناقد والقارئ معاً، كما سنرى هنا بعد أيام.