مسيرات وإصابات تخيم على «أربعاء الغضب الفلسطيني»

الجاغوب: المعركة مستمرة وسنضع استراتيجية ينخرط فيها الجميع

شرطي إسرائيلي يلقي القبض على صبي فلسطيني خلال المواجهات التي شهدتها مدينة نابلس أمس (إ.ب.أ)
شرطي إسرائيلي يلقي القبض على صبي فلسطيني خلال المواجهات التي شهدتها مدينة نابلس أمس (إ.ب.أ)
TT

مسيرات وإصابات تخيم على «أربعاء الغضب الفلسطيني»

شرطي إسرائيلي يلقي القبض على صبي فلسطيني خلال المواجهات التي شهدتها مدينة نابلس أمس (إ.ب.أ)
شرطي إسرائيلي يلقي القبض على صبي فلسطيني خلال المواجهات التي شهدتها مدينة نابلس أمس (إ.ب.أ)

اشتبك متظاهرون فلسطينيون على نطاق واسع مع الجيش الإسرائيلي أمس في الضفة الغربية وقطاع غزة، استجابة لدعوات فصائلية بتحويل يوم الأربعاء إلى يوم غضب في وجه الإدارة الأميركية.
وخرج الفلسطينيون في مسيرات واسعة، دعمتها السلطة الفلسطينية وسهلتها عبر إعطاء جميع الموظفين إذنا بالمغادرة من وظائفهم، تنديدا ورفضا لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن مدينة القدس المحتلة، وسرعان ما تحولت معظم هذه المسيرات إلى ساحات للمواجهة عند نقاط التماس مع إسرائيل.
وكان لافتا أن مسؤولين في حركة فتح ومنظمة التحرير تعمدوا المشاركة في هذه المسيرات مع عائلاتهم، بينهم أعضاء في المركزية، في محاولة لتعزيز الحضور الجماهيري.
وكانت حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية قد دعت إلى مسيرات غضب مركزية أمس تحت عنوان «لبيك يا قدس» في وجه نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، الذي كان يفترض أن يزور إسرائيل أمس، قبل أن يتم الإعلان عن تأجيلها لتجنب مزيد من التوترات والإحراج لنفسه ولإسرائيل أيضا.
واشتبك الفلسطينيون مع قوات الاحتلال عند حاجز قلنديا في رام الله، وحاجز 300 في بيت لحم، وفي بلدة حلحلول ومخيم العروب شمال الخليل، وعلى مدخل أريحا الجنوبي، وفي قلقيلية، بالإضافة إلى طولكرم وطوباس، وعند حاجز حوارة جنوب نابلس.
ورفع الفلسطينيون خلال المسيرات والمظاهرات أعلام بلدهم، ولافتات تؤكد على عروبة القدس ورفض قرار ترمب، واشتبكوا مع القوات الإسرائيلية عن حدود قطاع غزة في ناحل عوز وجباليا، وحاولوا الوصول إلى القوات الإسرائيلية خلف الحدود، ورجموها بالحجارة والزجاجات الحارقة. وقد خلفت المواجهات عشرات الإصابات في الضفة وغزة، بينها واحدة وصفت بالخطيرة.
وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن ما يحدث «معركة يجب أن تستمر»، وهو ما يعزز وجود رغبة لدى القيادة الفلسطينية بتأجيج المواجهات الشعبية كأحد الخيارات المتاحة، ردا على اعتبار ترمب القدس عاصمة لإسرائيل.
بدوره، قال منير الجاغوب، مسؤول المكتب الإعلامي في حركة فتح، إن «المسيرات التي خرجت في كل مدينة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، كانت موجهة ضد النهج الأميركي المعادي للقضية الفلسطينية، وخصوصا ضد مايكل بينس، نائب الرئيس الأميركي، الذي كان له دور كبير في إعلان ترمب حول القدس».
واتهم الجاغوب بينس بأنه ينتمي للصهيونية المسيحية التي تخلط الدين بالسياسة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إنه (بينس) يحمل بذور حقد على العرب والمسلمين، ولديه مشروع كبير لتهويد القدس، وهذا الغضب كان موجها ضده وضد إدارته»، مشددا على أن «الغضب الفلسطيني ضد الإدارة الأميركية لن يتوقف. وهذه المسيرة مستمرة، وسوف نضع استراتيجية وطنية ينخرط بها الكل الفلسطيني. وإذا كان أحد لم يفهم حتى الآن بأن القدس خط أحمر، فسيعرف لاحقا أنها أكثر من خط أحمر».
ومنذ بداية الأحداث الحالية في السابع من ديسمبر (كانون الأول) قتلت إسرائيل 9 فلسطينيين وأصابت نحو 4000 فلسطيني، واعتقلت مئات آخرين.
وتستخدم القوات الإسرائيلية الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت، ومياه عادمة لتفريق المظاهرات الفلسطينية مستخدمة القوة والعنف في معظم الأحيان. وفي هذا السياق حذرت حكومة الوفاق الوطني من خطورة تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها «ضد أبناء شعبنا وأرضنا وطننا ومقدساتنا».
وقال متحدث رسمي باسم الحكومة «إن مهاجمة المسيرات الجماهيرية السلمية، وإطلاق الرصاص والغاز على آلاف المواطنين من أبناء شعبنا وملاحقتهم، وشن حملات الاعتقال في صفوفهم لأنهم يعبرون عن تمسكهم بثوابتهم الوطنية، وتمسكهم بمدينتهم المقدسة، وبأرض آبائهم وأجدادهم، ورفضهم لسياسات أحياء الوعود الاستعمارية البائدة، إنما تعكس الصورة الحقيقية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي تتميز بالإصرار على استخدام مزيد من البطش ودفع المنطقة برمتها إلى مزيد من التوتر».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.