أنقرة تواصل تعزيز قواتها قبالة عفرين

أنقرة تواصل تعزيز قواتها قبالة عفرين
TT

أنقرة تواصل تعزيز قواتها قبالة عفرين

أنقرة تواصل تعزيز قواتها قبالة عفرين

دفع الجيش التركي بتعزيزات إلى المناطق المجاورة للحدود السورية «تحسبا لأي حدث طارئ قد يستدعي التدخل العسكري» ذلك وسط تصاعد الأنباء عن قرب عملية عسكرية تركية تستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري) التي تسيطر على المدينة.
وقالت مصادر عسكرية تركية أمس إنه تم إرسال شاحنات عسكرية محملة بالمعدات والآليات القتالية من ثكنات الجيش في عدد من الولايات باتجاه ولاية هاتاي جنوب تركيا المتاخمة للأراضي السورية بهدف رفع جاهزية الوحدات العاملة هناك.
وجاء الدفع بهذه التعزيزات في الوقت الذي تواصل فيه القوات التركية التي تتمركز في إدلب القيام بعمليات استكشافية لمراقبة الأوضاع في عفرين استعدادا لعملية عسكرية محتملة. وتؤكد تركيا منذ أشهر أن أي اعتداء على أراضيها من داخل عفرين سيقابل برد عسكري قوي.
وجدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد الماضي إصراره على «تطهير» مناطق عفرين، ومنبج، وتل أبيض، ورأس العين، والقامشلي، من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية. وقال إردوغان إن تركيا لن تسمح بتحقيق أهداف من سماهم «الإرهابيين» الذين دللتهم وسلحتهم وحرضتهم أطراف تدعي أنها حليفة لبلاده (في إشارة إلى الدعم العسكري الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في إطار الحرب على تنظيم داعش الإرهابي) وشدد على إصرارهم على تنظيف الحدود التركية من «الإرهابيين».
وكانت تقارير إعلامية تركية تحدثت عن أن العملية المحتملة في عفرين ستنطلق في منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، فيما يتواصل إنشاء نقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد في إدلب على بعد نحو 4 كيلومترات فقط من نقاط تمركز وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين.
وذكرت صحيفة «يني شقث» القريبة من الحكومة التركية أن التجهيزات الأمنية والعسكرية قبل بدء عملية عسكرية في عفرين السورية، التي تضطلع بها القوات المسلحة ووحدات مكافحة الإرهاب التركية، تسير على قدم وساق.
وأشارت إلى أن الطائرات التركية من دون طيار حلقت بما مجموعه 14 ألفا و851 ساعة في الهواء خلال عام 2017 فقط، وتمكنت بذلك من تسجيل وتعَقب كل تحركات التنظيمات الإرهابية في عفرين السورية ثانية بثانية.
وأضافت الصحيفة أن «وحدات حماية الشعب» الكردية، وغيرها من العناصر و«التنظيمات الإرهابية»، التي تنتشر في المنطقة، فقدت القدرة على الحركة في تلك المناطق نتيجة إحكام القوات المسلحة التركية السيطرة على الأجواء هناك بفضل الطلعات التي تنفذها بواسطة الطائرات من دون طيار.
كما تسير التحضيرات الخاصة بعملية عفرين في منطقة الحدود التركية السورية بكثافة، حيث أزالت القوات التركية الحواجز في أجزاء كثيرة من الجدار الأمني الذي أقامته تركيا على الحدود السورية منذ عام 2015، بهدف فتح الطريق أمام الشاحنات والعربات العسكرية الكبيرة للمرور إلى أهدافها.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.