معارضون سوريون يشككون في نتائج الانتخابات الرئاسية.. والائتلاف اعتبرها نهاية لفصول «المسرحية الهزلية»

الحلقي: تصريحات قادة الغرب لا قيمة لها

معارضون سوريون يشككون في نتائج الانتخابات الرئاسية.. والائتلاف اعتبرها نهاية لفصول «المسرحية الهزلية»
TT

معارضون سوريون يشككون في نتائج الانتخابات الرئاسية.. والائتلاف اعتبرها نهاية لفصول «المسرحية الهزلية»

معارضون سوريون يشككون في نتائج الانتخابات الرئاسية.. والائتلاف اعتبرها نهاية لفصول «المسرحية الهزلية»

شكك معارضون سوريون أمس في نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنها النظام السوري مساء أول من أمس، على اعتبار أن ثلث عدد الذي يحق لهم الاقتراع من السوريين، موجودون في مناطق المعارضة، وثلاثة ملايين لاجئ خارج البلاد. وفي حين اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يشغل الرئيس السوري بشار الأسد منصب أمانته العامة، أن «انتخابات رئاسة الجمهورية تشكل حجر الأساس للحل السياسي الذي يريده أبناء الشعب السوري»، رأى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بـ«إعلان فوز المجرم بشار الأسد في انتخابات قاطعها معظم السوريين في الداخل نهاية لفصول المسرحية الهزلية».
الائتلاف اتهم في بيان أصدره أمس النظام بـ«إجبار الطلاب والموظفين على المشاركة تحت التهديد والوعيد، وقد جرى بطبيعة الحال إغفال وشطب أكثر من تسعة ملايين نازح ولاجئ في الداخل السوري ودول الجوار». وجدد الائتلاف تأكيده أن هذه «الانتخابات غير شرعية ولا تمثل الشعب السوري، وأنها تستوجب ضرورة زيادة الدعم للمعارضة لتغيير موازين القوى على الأرض وإجبار نظام الأسد على القبول بالاتفاقيات الدولية التي تشكل الأساس للحل السياسي في سوريا وأولها بيان جنيف»، متعهدا بـ«استمرار الشعب السوري في ثورته حتى تحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والديمقراطية».
هذا، وأثارت نتائج الانتخابات التي أعلنها مساء أول من أمس رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام، وإشارته إلى فوز الرئيس الأسد بنسبة 88.7 في المائة، شكوكا لدى بعض المعارضين السوريين على اعتبار أن إجمالي عدد الذين يحق لهم الاقتراع وصل بحسب الإحصاءات الرسمية إلى 15 مليون ناخب أي 60 في المائة من تعداد سكان سوريا، يعيش ثلثهم في مناطق المعارضة التي تتوزع بين المناطق الكردية ومحافظة حلب وريف إدلب وريف اللاذقية وريف دير الزور وريف درعا وجزء من ريفي حماه وحمص، إضافة إلى وجود نحو ثلاثة ملايين لاجئ خارج سوريا لم يتسنَ لمعظمهم المشاركة في الانتخابات، مما يعني أن المقترعين الفعليين في انتخابات الرئاسة لم يتجاوزوا السبعة ملايين، يتركز وجودهم في محافظات الساحل وحماه والعاصمة دمشق.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي إثر إعلان فوز الأسد في الانتخابات الرئاسية بتعليقات ساخرة، إذ كتب أحد المعارضين في صفحته على «فيسبوك»: «لقد تواضع سيادته (الأسد) وقبل بـ88 في المائة بدلا من 99 في المائة». وقال المسؤول في حركة «حزم» المعارضة لؤي المقداد: «الأسد يدعو مناصريه إلى عدم إطلاق النار في الهواء احتفالا بنتائج الانتخابات ويطلب منهم أن يقتصر إطلاق الرصاص على صدور المواطنين من نساء وأطفال»، فيما اتجهت بعض التعليقات إلى الإصرار على مواصلة الحراك ضد النظام السوري. وكتب الناشط عمر أبو ليلى على صفحته على «فيسبوك»: «بعد ثلاث سنوات، لا يمكن لهذا الشعب أن يعود عن قراره فيما طلبه ويطلبه: الحرية والكرامة والتخلص من زمرة الظالمين بكل أشكالهم بدءا بطاغية الشام وحتى النهاية»، بينما كان كثيرون يملأون صفحاتهم بشعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، شعار «الربيع العربي» وأول شعار فيما عرف «بالثورة السورية».
وفي المقابل، اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في بيان أن «يوم الاستحقاق الدستوري كان يوم إجماع وطني تدفق فيه الملايين من أبناء الوطن وفي بلدان الاغتراب إلى صناديق الاقتراع، حيث قالوا كلمتهم فكان قرارهم لا يعلوه أي قرار». وقالت إن «المواطنين الذين خرجوا من مختلف البلدات والقرى والجامعات ومراكز العمل في مسيرات شعبية وأقاموا المهرجانات على امتداد أرجاء الوطن «أكدوا دعمهم المطلق لنهج الدكتور بشار الأسد وأسلوب تفكيره ودرايته في إدارة واحدة من أصعب الأزمات التي عاشتها سوريا وتمكين سياستها وهو ما أفشل محاولات قوى الهيمنة والسيطرة والقوى التكفيرية في النيل من صمودها ومواقفها المبدئية الثابتة».
وبدوره، وصف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن «الانتخابات الرئاسية محطة مفصلية ومهمة في تاريخ سوريا المعاصر سطر الشعب السوري من خلالها التجربة الديمقراطية بأبهى صورها تصلح أن تكون أنموذجا لدول العالم من خلال ما أفرزته هذه العملية الانتخابية من شفافية ونزاهة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.