رحيل «نحات المحكية اللبنانية» الشاعر عصام العبد الله

رحيل «نحات المحكية اللبنانية» الشاعر عصام العبد الله
TT

رحيل «نحات المحكية اللبنانية» الشاعر عصام العبد الله

رحيل «نحات المحكية اللبنانية» الشاعر عصام العبد الله

نعت الأوساط الثقافية والأدبية في لبنان الشاعر عصام العبد الله، المعروف بقصائده باللهجة العامية اللبنانية، الذي رحل أمس بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز الـ73 عاماً.
وقال اتحاد الكتاب اللبنانيين في بيان صدر عن أمينه العام وجيه فانوس، إن «اتحاد الكتاب اللبنانيين يفقد اليوم ركناً أساسياً من أركان جمال التعبير وبلاغة التوصيل وعمق الرؤية وعذوبة الكلام... و(بغيابك يا عصام، الكلمة أرملة ثكلى، ونحن أيتام نبكي جمال شعرك وروعة حضورك)».
وفور إعلان وفاته، تجمع أصدقاؤه الشعراء اليوم في المقهى الذي اعتاد أن يجلس فيه العبد الله، وتركوا له كرسيا فارغا وضعوا فوقه بضعة دواوين له. وهو مقهى بحري في رأس بيروت بالعاصمة اللبنانية.
بدأ الشاعر حياته بكتابة الشعر بالفصحى قبل أن يهجر القصيدة لسنوات طويلة ويعود ويبدأ بالكتابة بالطريقة المحكية.
ولطالما نحت العبد الله في بحور عامية، واستخرج منها عبارات شعرية حاول تقريبها إلى المتلقي وتسجيلها بصوته في وسائط مسموعة.
ولعصام العبد الله ديوانان من الشعر الشعبي «قهوة مرة» و«سطر النمل»، وهما مسجلان على أشرطة كاسيت بمرافقة موسيقى على البيانو، قام بوضعها وعزفها الفنان اللبناني زياد الرحباني.
وكان الفنان اللبناني مارسيل خليفة قد غنى من كلمات الراحل أغنية «ما بعرفن» عن مقاتلين كانوا يحاربون القوات الإسرائيلية قبل انسحابها من جنوب لبنان عام 2000.
عاش الراحل الجنوبي طفولته في صيدا، ثم في بيروت بعد استقرار العائلة في منطقة برج أبي حيدر عام 1948، ويقول في أحد لقاءاته إنّه اضطر لتعلُم اللهجة البيروتية بسرعة «لأن لهجتنا الريفية كانت مثار تندُر. كنا مهابين ومحميين بسبب عمل الوالد في الشرطة، وكان بيتنا ينتقل إلى الخيام في اللحظة التي نغلق فيها بابه». الشعر والسياسة تقاسما طموحاته. الشاب المتحمس للعروبة وجد نفسه في «حزب البعث» عام 1958، وراح يكتب بالفصحى قصائد مقاتلة وملتزمة، موزونة ومقفّاة، متأثراً بسليمان العيسى ويوسف الخطيب وهارون هاشم رشيد، ويلقي بعضها في ذكرى تأسيس البعث، الذي تركه عام 1963.



«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
TT

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

من خلال إجاباتها على أسئلة وجَّهها وزراء الحكومة والأكاديميون والطلاب حول تغيُّر المناخ، والقانون، وتعاطي المخدرات، وكذلك استفسارات الأطفال عن كيفية «ولادتها»، ووصفها بأنها «نسوية»؛ نجحت الروبوت الشهيرة عالمياً المعروفة باسم «صوفيا» في أسر قلوب الحضور ضمن معرض الابتكارات في زيمبابوي.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «صوفيا» تتمتّع بقدرة على محاكاة تعابير الوجه، وإجراء محادثات شبيهة بالبشر مع الناس، والتعرُّف إلى إشاراتهم، مما يجعلها «أيقونة عالمية» للذكاء الاصطناعي، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جلبها إلى هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا؛ وقد صُنِّعت بواسطة شركة «هانسون روبوتيكس» في هونغ كونغ عام 2016، ومُنحت الجنسية السعودية في 2017، لتصبح أول روبوت في العالم يحمل جنسية.

هذه المرّة الأولى التي تستضيف فيها زيمبابوي روبوتاً من هذا النوع، فقد أبهرت «صوفيا» كبار السنّ والشباب في جامعة «زيمبابوي» بالعاصمة هراري، إذ حلَّت ضيفة خاصة في فعالية امتدّت لأسبوع حول الذكاء الاصطناعي والابتكار.

خلال الفعالية، ابتسمت «صوفيا» وعبست، واستخدمت إشارات اليد لتوضيح بعض النقاط، وأقامت اتصالاً بصرياً في عدد من التفاعلات الفردية، كما طمأنت الناس إلى أنّ الروبوتات ليست موجودة لإيذاء البشر أو للاستيلاء على أماكنهم.

لكنها كانت سريعة في التمييز بين نفسها والإنسان، عندما أصبحت المحادثات شخصيةً جداً، إذا قالت: «ليست لديّ مشاعر رومانسية تجاه البشر. هدفي هو التعلُّم»؛ رداً على مشاركين في الفعالية شبَّهوها بالنسخة البشرية من بعض زوجات أبنائهم في زيمبابوي اللواتي يُعرفن باستقلاليتهن الشديدة، وجرأتهن، وصراحتهن في المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

لكنها اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورة عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بكثير من الأسئلة.

والجمعة، آخر يوم لها في الفعالية، أظهرت ذوقها في الأزياء، وأعربت عن تقديرها لارتداء الزيّ الوطني للبلاد؛ وهو فستان أسود طويل مفتوح من الأمام ومزيَّن بخطوط متعرّجة بالأحمر والأخضر والأبيض. وقالت: «أقدّر الجهد المبذول لجَعْلي أشعر كأنني في وطني بزيمبابوي»، وقد سبق أن زارت القارة السمراء، تحديداً مصر وجنوب أفريقيا ورواندا.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يأمل أن تُلهم مشاركة «صوفيا» في الفعالية شباب زيمبابوي «لاكتشاف مسارات مهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».