استنكرت السفارة الأميركية في الخرطوم مقالاً كتبه رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان السوداني، في صحيفته الخاصة، واعتبرته تحريضاً على الكراهية، ودعوة للعنف ضد الولايات المتحدة الأميركية وشعبها.
وقالت السفارة في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» أمس إنها ترفض ما كتبه عضو البرلمان الطيب مصطفى بشأن «فرقة جاز أميركية كلاسيكية» تزور السودان، واعتبرته إثارة للكراهية، وحثاً على العنف ضد أميركا وشعبها.
وأضافت وفقاً للبيان أن «حديث السيد مصطفى يحرض بشكل متعمد على الكراهية، وتشجيع العنف ضد الولايات المتحدة وحكومتها وشعبها»، وتابعت موضحة أن «السفارة تحتفل بحرية التعبير، سواء في بلدها أو في جميع أنحاء العالم، وحرية التعبير في السودان أمر أساسي للمجتمع لكي ينمو بشكل ديمقراطي تماماً، وهو حق أساسي للبشرية».
وذكرت السفارة أنها تؤيد حق مصطفى في التعبير عن آرائه بشأن القدس، والسياسة الخارجية الأميركية على وجه العموم «حتى وإن كنا لا نتفق مع مضمون آرائه»، بيد أنها استنكرت ما أسمته «التهديدات الغامضة ضد المواطنين الأميركيين الأبرياء».
وأوضحت السفارة أن الغرض الوحيد من زيارة الفريق الموسيقي إلى السودان، هو «توسيع العلاقات الثقافية بين الشعوب»، ووصفت ما ذهب إليه الطيب مصطفى بأنه «أمر غير مقبول، وينبغي إدانته من قبل الجميع».
وكتب الطيب مصطفى، رئيس لجنة الإعلام في البرلمان السوداني، في زاويته بالصحيفة، التي يترأس مجلس إدارتها «الصحية»، مقالاً انتقد فيه دعوة السفارة الأميركية لفرقة الجاز لإقامة حفلات في البلاد، واستنكر بشدة تزامن وصول الفرقة مع اعتراف الرئيس دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما رفض مصطفى فكرة «بناء جسور علاقات ثقافية» مع أميركا تقوم على الموسيقى والرقص، وقال بهذا الخصوص: «أميركا أنهكت شعبنا وحاصرته وعطلت مسيرته، ودون أدنى حياء تبدي حرصها على بناء جسور التواصل معه بفرق الجاز الراقصة».
وألمح مصطفى إلى تدخل السفارة الأميركية في الشأن السوداني، بقوله: «لقد بلغ النزق والطيش وسوء التقدير بالسفارة الأميركية درجة أن تتحدث عن حفلات خارج الخرطوم».
وفي بيان سابق، أعلنت سفارة واشنطن أن فرقة الجاز الكلاسيكي الأميركية «بيتريو» تزور السودان لإقامة حفلات موسيقية في عدة مدن سودانية، بهدف مد جسور التواصل، وتعزيز التفاهم بين شعبي البلدين، وبعد ذلك أعلنت السفارة عن إلغاء حفل كان مقرراً إحياؤه الأسبوع الماضي في إحدى ساحات الخرطوم العامة، عقب اعتراف الرئيس دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقراره بنقل عاصمته إليها في 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
بيد أن إدارة «الساحة الخضراء»، حيث كان مقرراً إقامة الحفل، ذكرت هي الأخرى أنها رفضت إقامة حفل الفرقة الأميركية، تضامناً مع القضية الفلسطينية.
وتزور فرقة «بيتريو للجاز الكلاسيكي»، المكونة من ثلاث موسيقيين، السودان لإحياء حفلات موسيقية في البلاد، بدعوة من «جمعية الصداقة السودانية - الأميركية»، وجهات محلية أخرى، بينها اللجنة العليا لمهرجان «جبل البركل» الثقافي.
السفارة الأميركية تحتج على مقال لرئيس لجنة الإعلام في البرلمان السوداني
السفارة الأميركية تحتج على مقال لرئيس لجنة الإعلام في البرلمان السوداني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة