تقدم لقوات النظام في ريف دمشق الغربي... وهجوم جديد لـ«داعش» في اليرموك

تفجير مسجد في حمص... و«عملية نوعية» للمعارضة في حلب

مواطن سوري ينتظر تلقي العلاج في مستشفى ميداني بضاحية زملكا التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق أول من أمس (أ.ف.ب)
مواطن سوري ينتظر تلقي العلاج في مستشفى ميداني بضاحية زملكا التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تقدم لقوات النظام في ريف دمشق الغربي... وهجوم جديد لـ«داعش» في اليرموك

مواطن سوري ينتظر تلقي العلاج في مستشفى ميداني بضاحية زملكا التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق أول من أمس (أ.ف.ب)
مواطن سوري ينتظر تلقي العلاج في مستشفى ميداني بضاحية زملكا التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق أول من أمس (أ.ف.ب)

تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومواقع إعلامية موالية للنظام السوري، عن معارك عنيفة شهدها ريف دمشق الجنوبي الغربي، وأسفرت عن تقدم لقوات النظام، وسيطرتها على تلتين استراتيجيتين في معقل مهم للمعارضة في محيط جبل الشيخ، قرب الحدود مع لبنان. وجاء ذلك في وقت شن فيه تنظيم داعش هجوماً جديداً ضد قوات النظام والمعارضة في مخيم اليرموك ومحيطه، جنوب العاصمة السورية.
وأفاد «المرصد»، في تقرير له أمس، بأن فصائل إسلامية ومقاتلة استهدفت بالصواريخ تمركزات لقوات النظام في ريف دمشق الجنوبي الغربي، وسط اشتباكات عنيفة بين الجانبين عند «أطراف مزرعة بيت جن بمحيط جبل الشيخ، في الريف الجنوبي الغربي لدمشق»، وأشار إلى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، موضحاً أن المواجهات أسفرت عن «تقدم لقوات النظام في تلتين ومواقع أخرى» في المنطقة.
وتابع أن «قوات النظام تعمد إلى قضم المواقع والتقدم، بحيث تشتت قوة الفصائل، وتقسمها داخل الدائرة المحاصرة بريف دمشق الجنوبي الغربي». ولفت إلى أن الاشتباكات ترافقت مع قصف قوات النظام بقذائف الهاون مناطق في بلدة بيت جن، وسقوط صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، أطلقتها قوات النظام على مناطق في بلدة مغر المير بالريف الجنوبي الغربي لدمشق.
وتشن قوات النظام منذ أسابيع هجمات بشكل شبه يومي على هذا الجيب للمعارضة في ريف دمشق الجنوبي الغربي. ونشرت صفحات موالية للنظام السوري، أمس، معلومات عن تقدم قواته في المعارك، وسيطرتها على تلتين استراتيجيتين في المنطقة، ما يسمح لها بالاقتراب خطوة جديدة من هدفها، المتمثل كما يبدو في شطر جيب المعارضة إلى قسمين، ما يسهّل بالتالي عملية قضمهما. وتقع المنطقة المستهدفة قرب مثلث الحدود مع لبنان والجولان الذي تحتله إسرائيل.
وعلى صعيد آخر، اندلعت أمس (الجمعة) معارك عنيفة جنوب العاصمة السورية، وبالتحديد في أطراف مخيم اليرموك، بين عناصر تنظيم داعش ومقاتلين منتمين لفصائل معارضة، وآخرين ينتمون إلى النظام السوري، وذلك بعد يومين على هجوم عناصر التنظيم على مواقع للنظام في حي التضامن المحاذي للمخيم.
وقال «المرصد السوري» إن أصوات انفجارات دوّت أمس جنوب دمشق، تبين أنّها ناجمة عن اشتباكات «عنيفة» بين مقاتلي «لواء شام الرسول» ومقاتلين من فصائل أخرى من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، في مخيم اليرموك بجنوب العاصمة السورية.
وأوضح «المرصد» أن الاشتباكات تركزت بين الطرفين في أطراف مخيم اليرموك من جهة ريف دمشق الجنوبي، «في محاولة من التنظيم لإيقاع خسائر بشرية في صفوف خصومه، ورفع معنويات مناصريه، عبر إظهار نفسه على أنه يمتلك القدرة على الهجوم».
وأوضحت صفحات موالية للنظام السوري أن هجوم «داعش» شمل كذلك مواقع للنظام على أطراف مخيم اليرموك، علماً بأن التنظيم شن قبل يومين هجوماً آخر على مواقع لقوات النظام في حي التضامن المحاذي للمخيم. وتمكن التنظيم في هجومه السابق من السيطرة على 12 مبنى وموقعاً، قبل أن تعاود قوات النظام التقدم مع المسلحين الموالين لها، واستعادة السيطرة عليها. ونشر «داعش» أمس صوراً لأسلحة ووثائق قال إنه غنمها من قوات النظام في المعارك الدائرة في محيط مخيم اليرموك.
وفي محافظة حمص، أشار «المرصد» إلى انفجار هزّ منطقة تلدو، في الحولة الواقعة في ريف حمص الشمالي، تبين أنّه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون في مسجد تلدو الكبير. وتسبب الانفجار بإصابة نحو 10 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، من ضمنهم خطيب المسجد. وأوضح «المرصد» أن التفجير تم خلال إقامة شعائر صلاة الجمعة.
ولم يحل التفجير الذي استهدف المسجد دون مواصلة قوات النظام استهداف الحولة بالرشاشات الثقيلة. وقال «المرصد» في هذا الإطار، إن هذه القوات استهدفت بعدة قذائف أماكن في بلدة الغنطو وقريتي الفرحانية وجوالك، بينما استهدفت الفصائل مواقع قوات النظام في محوري جبورين وأكراد داسينية، وسط اشتباكات بين الطرفين على محاور المحطة وجوالك بالريف الشمالي، ما أسفر عن إصابة عناصر من الفصائل الإسلامية.
وفي حلب، أفادت شبكة «الدرر الشامية» بمقتل وجرح عدد من عناصر النظام مساء الخميس، فيما قالت إنّها «عملية نوعية» لـ«سرية أبو عمارة للمهام الخاصة». ونقلت الشبكة عن القائد العام للسرية مهنا جفالة أن عناصره استهدفوا حاجز دوار الشيحان، الواقع بمدينة حلب، عن طريق زرع عبوة ناسفة في وقتٍ سابق.
وأضاف جفالة أن «عدة قتلى وجرحى لقوات النظام سقطوا عقب تفجير العبوة الناسفة على الحاجز العسكريّ».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.