الجيش يبدأ إزالة الألغام الحوثية لإعادة سكان بيحان

TT

الجيش يبدأ إزالة الألغام الحوثية لإعادة سكان بيحان

قال العميد عبده عبد الله مجلي، المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني، إن قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن، نجحت أمس (الجمعة)، في استهداف قارب في رأس عيسى بمديرية اللحية وعلى متنه قيادات من ميليشيات الحوثية، وقتل جميع من كان على متن القارب، لافتاً إلى شروع الفرق المتخصصة في تفكيك الألغام التي زرعها الحوثيون في بيحان وبعض المناطق الأخرى تمهيداً لعودة السكان.
ولم يستبعد متحدث الجيش اليمني أن هذه الميليشيات كانت تسعى للفرار من منطقة إلى أخرى بحكم تقدم الجيش المدعوم بطيران التحالف وما تحقق من انتصارات في عدد من الجبهات، الأمر الذي فرض على القيادات الفرار من مواقعهم مع تناقل مقتل العشرات منهم خلال الأيام القليلة الماضية.
وأكد العميد مجلي أن هناك دقة كبيرة من قبل الجيش وقوات التحالف العربي في استهداف أعداد كبيرة من القيادات البارزة للميليشيات الحوثية التي نجح الجيش فيها أخيراً، مرجعاً ذلك إلى عدة عوامل في مقدمتها دقة المعلومة التي يجري رصدها وتمحيصها في غرف العمليات في قيادة الجيش، وقوات التحالف، التي يجري التعامل معها بعد توثيقها من خلال معرفة تحركات ومواقع هذه القيادات بشكل مباشر وسريع.
وأضاف العميد مجلي أن سقوط مثل هذه القيادات الحوثية، سيربك أفرادهم في مختلف الجبهات، وسيشل من حركتهم العسكرية، إذ إن سقوط قائد ميداني في المواجهات المباشرة ينعكس فوراً على التحركات الميدانية، لذا نشاهد في هذه الحالة فراراً كبيراً للأفراد من المواقع الرئيسية بعد إدراكهم أن قياداتهم قتلت في مخابئهم.
ميدانياً، قال متحدث الجيش إن انتصارات أمس، في جبهة بيحان كبيرة جداً، وجرت السيطرة على «العليا» مركز المدينة، والجيش في هذه المرحلة يتعامل مع ما تبقى من جيوب الميليشيات والقناصة، كما يعمل على إزالة الألغام التي زرعتها الميليشيات، تمهيداً لإعادة سكان المدينة بعد أن هجرتهم الميليشيات الحوثية بقوة السلاح.
وقال إن الانتصار في جبهتي بيحان وعسيلان هو استكمال تحرير لما تبقى من مدن في هذه الجبهة، وسيمهد ذلك الطريق لتحرير البيضاء من قبضة الميليشيات، كما أن هذا الانتصار سيقطع طرق إمداد الميليشيات بالأسلحة، ووقف تهريب السلاح والمعدات العسكرية لها في هذه الجبهات، وسيمكن الجيش من إكمال عملية التحرير لكامل محافظة شبوة.
وأردف أن الجيش فرض سيطرته على عدد كبير من المواقع المهمة في جبهة بيحان، من أبرزها مواقع الجعبل، والخزان، وكنعان، وعكيدة صوفة، وعقدة العلم، موضحاً أن الميليشيات مع قوة ضربات طيران التحالف والتقدم على الأرض فرت بشكل عشوائي من تلك المواقع، لافتاً إلى أن هذه الجبهة ستكون محور انطلاق الجيش الوطني لتحرير العاصمة اليمنية، بعد انتهاء الأعمال العسكرية في البيضاء، وذمار، للتقدم بشكل مباشر وسريع من الجهة الجنوبية لمركز العاصمة.
ووصف العميد مجلي، من سقطوا في قبضة الجيش الوطني أمس (الجمعة) في المواجهات المباشرة الذين تتجاوز أعدادهم 80 عنصراً من ميليشيات الحوثيين، بـ«المقبوض عليهم من الميليشيات الإرهابية الحوثية»، مشدداً على أنه يصعب وصفهم بأسرى كونهم قاموا بأعمال إجرامية ضد الشعب والمدنيين الشرفاء من أبناء اليمن.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.