الخارجية الروسية تؤكد دعمها «جنيف» وتعلق الآمال على «سوتشي»

TT

الخارجية الروسية تؤكد دعمها «جنيف» وتعلق الآمال على «سوتشي»

عبر غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي عن قناعته بأن مؤتمر الحوار الوطني الذي تقترحه روسيا سيعطي إمكانية لحشد الدعم لعملية المفاوضات السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، وقال في حديث لوكالة «ريا نوفوستي» أمس، إن زيارة المبعوث الدولي الخاص بالأزمة السورية، ستيفان دي ميستورا إلى موسكو يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، أتت في سياق المشاورات الدورية حول مختلف جوانب التسوية السورية، وأكد أن التركيز خلال المحادثات معه حينها كان على المبادرة الروسية الخاصة بالدعوة لعقد مؤتمر حوار وطني سوري، وأضاف: «نحن على قناعة بأن المؤتمر سيضيف إلى عملية المفاوضات في جنيف عناصر مهمة ذات مضمون، مثل الإصلاحات الدستورية والتحضير للانتخابات»، وأشار إلى أن روسيا تعتقد أن المبعوث الأممي والأمين العام للأمم المتحدة مهتمان من وجهة النظر هذه بنجاح المؤتمر. وأكد أن التحضيرات للمؤتمر جارية حاليا بالتنسيق مع تركيا وإيران، بصفتهما من الدول الضامنة لعملية آستانة.
وأكد غاتيلوف أن روسيا تدعم عملية المفاوضات في جنيف، وقال بهذا الصدد إن «روسيا الاتحادية بشكل مستمر تدعم عملية المفاوضات في جنيف، وتنطلق من أن العملية يجب أن تجري بقيادة الأمم المتحدة، بموجب القرار 2254 الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بالإجماع»، وأضاف أن «روسيا لا تدعم المفاوضات في جنيف فحسب، بل وتعمل بنشاط مع الأطراف، إن كان مع الحكومة السورية، أو مع المعارضة، لينطلق حوار ملموس، ويتم تحقيق تقدم في المسائل الرئيسية، بغض النظر عن الخطاب الإعلامي المتشدد». ونوه إلى أن «القرارات خلال المفاوضات يتم اتخاذها على أساس التوافق بين الأطراف».
وتوقف الدبلوماسي الروسي عند الجولة الحالية، الثامنة، من المفاوضات السورية في جنيف، ومع أنه عاد وحمل المعارضة المسؤولية عن التعقيدات خلال الجولة، إلا أنه كان هذه المرة حذرا بعض الشيء في انتقاد موقف المعارضة، ولم يتهمها بفرض شروط مسبقة، لكنه انتقد إشارتها إلى «رحيل الأسد»، وقال إن «التعقيدات الأكثر جدية التي واجهتها الجولة الثامنة من المفاوضات تعود إلى موقف المعارضة السورية، التي ومع أنها صرحت بأنها ذاهبة إلى المفاوضات دون شروط مسبقة، لكنها حددت كمهمة رئيسية لها رحيل الرئيس المنتخب شرعيا عن السلطة»، واعتبر أن هذا الموقف يلحق الضرر بالتسوية السياسية الشاملة. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقد مواقف وفد المعارضة في «جنيف-8» واتهم «بعض المعارضين» بالتمسك بالدعوة لرحيل الأسد، كما حمل أليكسي بورودافكين المعارضة السورية، في المرحلة الأولى من «جنيف-8» المسؤولية عن رفض وفد النظام المفاوضات المباشرة، واتهم المعارضة بأنها «أعلنت أنها أتت لتناقش رحيل الأسد»، وأكد حينها إمكانية المفاوضات المباشرة بموجب القرار 2254. لكنه اشترط أن «يخوضها عن المعارضة وفد تمثيلي بمشاركة القوى السياسية السورية المعارضة ذات التوجه الوطني»، مشككا بهذا الشكل بتركيبة وتوجهات وفد المعارضة الحالي.
إلى ذلك كشف ديمتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الكرملين، عن جوانب من التحضيرات لزيارة الرئيس بوتين إلى قاعدة حميميم، ودوره في العمليات العسكرية في سوريا، وقال في تصريحات أمس إن الزيارة سبقتها تحضيرات تقنية وأخرى سياسية، ووصف «العملية الجوية الروسية في سوريا بحد ذاتها شكلت تحضيراً للزيارة». وقال إن الرئيس بوتين بصفته القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة قام إلى حد بعيد بالقيادة عندما كانت القوات الجوية الروسية تنفذ عمليات قصف «عابرة للحدود»، في إشارة منه إلى قصف مواقع على الأراضي السورية بواسطة قاذفات استراتيجية انطلقت من الأراضي الروسية واضطرت لعبور أجواء دول مثل إيران والعراق لتصل لأهدافها في سوريا.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.