كم من المال يحتاجه الإنسان من أجل تحقيق السعادة؟

كم من المال يحتاجه الإنسان من أجل تحقيق السعادة؟
TT

كم من المال يحتاجه الإنسان من أجل تحقيق السعادة؟

كم من المال يحتاجه الإنسان من أجل تحقيق السعادة؟

يدرك العديد من الناس، من أعماق قلبوهم أنه مهما جمعوا كميات طائلة من المال، لا يمكن أن تضمن لهم الوصول لسعادة حقيقية. ومع ذلك فإن معظم الناس يقرون بسعيهم إلى الوصول لما يسمح لهم بتحقيق حد أدنى من الرفاهية، ما لم يكن ذلك يتطلب الاستدانة.
وبين هذا وذاك، تتراوح الحالة التي يعيشها معظمنا، وهي ما بين الحصول على الحد الأدنى من الرفاهية، وجمع أموال طائلة.
معظم الأميركيين، لا يرون أنهم بحاجة للحصول على راتب شهري يضاهي راتب الرؤساء التنفيذيين للشركات، أو حتى لراتب "مليونـِي".
نصف الأميركيين الذين شملهم استطلاع شبكة "سي ان ان موني"، الذي حمل عنوان "الحلم الأميركي"، أجابوا بأن "حلم الرفاهية" يتحقق بأقل من 100 ألف دولار أميركي. في حين أجاب حوالى ربع المشاركين في الاستطلاع بأن رفاهيتهم تتحقق ما بين 50000 و74999 دولارا أميركيا، هو ما يقارب النتائج التي كانت قد توصلت إليها دراسة "برنستون"، أي في حدود 75 ألف دولار.
في الماضي، ومع أي مستوى دخل شهري، كانت السعادة تأتي من عوامل أخرى مختلفة.
وكان لافتا أن بعض الناس لا يولون أي اهتمام للمال، فحوالى 10 في المائة من الأشخاص المشاركين في الاستطلاع لم تتجاوز متطلباتهم للرفاهية 30 ألف دولار، أما 6 في المائلة فقالوا إن المال لا يشتري السعادة في هذه الفترة.
أما 23 في المائة فأجابوا بأن المبلغ الذي يحتاجونه لتحقيق حلم الرفاهية هو بين 100.000 و 199.999 دولارا.
وردا على سؤال كم يكفيك لكي تكون غنيًا؟ تفاوتت الاجابات، ومعظمها كان يدور بين 100.00 و 199.999 دولار. وأعرب 60 في المائة عن اعتقادهم بأن مبلغ 250 ألف دولار "سيكون كافيا"، أما 11 في المائة فيرتفع سقف طموحهم إلى مليون دولار وأكثر، من أجل أن يصبحوا أغنياء.
وعموما؛ أظهر الاستطلاع أن معظم الإجابات تميل إلى الحصول على مبلغ أكثر من 50 ألف دولار.
وشمل الاستطلاع 1003 أشخاص من البالغين، أجريت معهم مقابلات عبر الهواتف الجوالة والهواتف المنزلية، في الفترة ما بين 20 مايو (آيار) و1 يونيو (حزيران) الحالي، وأشرفت عليه شركة ORC الدولية.
ومهما يكن، يبدو أن الدخل المرتفع لا يضمن تحقيق حلم الغنى، وإنما يتوقف ذلك على طبيعة التعامل مع الدخل أو الراتب والتصرف فيه.
إذا كنت مهتما بتكديس الثروة، وتتساءل متى عليك أن تكون مليونيرا، أو هل بإمكانك الحصول على تعاقد مبكر، فإن الإجابة تكمن في استثمارك لجزء من الدخل، فسوف يساعدك ذلك كثيرا.
يقول الخبير المالي ماري آدم، من بوكا راتون في ولاية فلوريدا الأميركية، إنه يعمل استشاريا لمتابعة زوجين، هما لحام وممرضة، يقل دخلهما المشترك عن 75 ألف دولار. "وهما سعيدان جدا بما لديهما". ويضيف "المفارقة أنهما يوفران أكثر من بعض الذين يتقاضون ضعف دخلهما مرتين أو ثلاث".
ولكن في المقابل، فإن المكان الذي يحصل فيه الأميركيون على مداخليهم يصنع الفارق الكبير؛ فمثلا 100 ألف دولار في نيويورك؛ حيث غلاء المعيشية، لا تقارن مع الدخل نفسه في أوتسي (تكساس).



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».