مصادر قريبة من الجماعات المتطرفة: «داعش» يبحث عن ملاذ آمن يعيد فيه هيكلته

التنظيم قال إنه يدرس إيجاد موطئ قدم خارج سوريا والعراق ليمدد نفوذه

مصادر قريبة من الجماعات المتطرفة: «داعش» يبحث عن ملاذ آمن يعيد فيه هيكلته
TT

مصادر قريبة من الجماعات المتطرفة: «داعش» يبحث عن ملاذ آمن يعيد فيه هيكلته

مصادر قريبة من الجماعات المتطرفة: «داعش» يبحث عن ملاذ آمن يعيد فيه هيكلته

كشفت مصادر قريبة من أوساط الجماعات المتطرفة، أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، يبحث عن إيجاد موطئ قدم له في الدول المجاورة لسوريا والعراق، بهدف تعزيز نفوذه وتأمين خطوط إمداده، وإنشاء قواعد قادرة على مساعدته في تحقيق أهدافه.
وقالت المصادر إن قرار "داعش" مرده إلى الحملة التي يشنها الجيش العراقي على معاقله في الرمادي والفلوجة بمحافظة الأنبار غرب العراق، والمعارك التي يخوضها مع "الجيش السوري الحر" والكتائب الإسلامية المقاتلة في مناطق شمال سوريا، وسط توقعات بأن ينتهي الأمر بتقوقع التنظيم في مدينة الرقة وفشله في إيجاد خط تواصل بين معاقله في سوريا ومعاقله في العراق.
وبحسب المصادر، وإزاء هذا الواقع، ناقش زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي مع كبار قياداته، وفقاً للمعلومات، "إمكانية التمدد وإيجاد ملاذ آمن في بلد ثالث غير سوريا والعراق، تحسباً لإمكانية تقهقهر التنظيم في هذين البلدين، وطرحت أفكار عدة في هذا الإطار، منها التركيز على شبه جزيرة سيناء، حيث يوجد نفوذ للمتطرفين من تنظيمات عدة، لاسيما "أنصار بيت
المقدس" و"السلفية الجهادية"، أو قطاع غزة الذي تنشط فيها تنظيمات متطرفة، أو الأردن، حيث يوجد نفوذ للجماعات الاسلامية وجماعة "الإخوان المسلمين"، ورغم أن المصادر تحدثت عن أن التنظيم يعتزم التوجه للأردن كونه البلد الأقرب للعراق وسوريا، قالت إن "داعش" قرر عدم التمركز في موقع واحد بل التمدد إلى الدول القريبة من سوريا والعراق، وتحديداً الأردن ولبنان وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء" في مصر، مشيرة إلى أن التنظيم يبحث عن "ملاذ آمن يعيد فيه هيكلة عناصره"، بعد تخاذل كثير من قياداته في القتال، فضلاً عن انشقاق قسم كبير منهم.
وأوضحت المصادر أن "التنظيم يحاول من خلال هذا التمدد حل أزمته الناجمة عن اصطدامه مع تنظيم القاعدة الأم بزعامة أيمن الظواهري، نتيجة الخلافات بينه وبين (جبهة النصرة)، الذي يعتبره  القاعدة ذراعه الرسمية في سوريا، كما أن (داعش)" اصطدم أيضاً مع أجزاء من تركيبته وفقد الكثير من الشخصيات التي تربطه بالعراق".
ولفتت المصادر إلى أن قرار "داعش يأتي" قبل أيام من إقصاء جميع العراقيين من المفاصل القيادية في التنظيم، ووضع دفة القيادة بشكل كامل بيد خليجيين وفلسطينيين وتونسيين وليبيين"، وذلك حسب المصادر، يندرج "في إطار الاستراتيجية الجديدة التي تهدف إلى حصر القيادة بالموثوقين.
وأفادت المصادر، بأن هذه الاستراتيجية لا تتضمن صلحاً أو تسوية مع "جبهة
النصرة" في سوريا، إلا أن قياديين من هذه الجماعات يعملون على خط الوساطة بين الجانبين، لاسيما أن التنظيم بات في موقع ضعيف وخسر الكثير من نفوذه في العراق وسوريا، كما أن "مصادر تمويله تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الستة الماضية"، وإن كان لا يزال قادراً على الاستمرار وفرض سطوته في بعض المناطق بالبلدين.
وأوضحت المصادر، أن القياديين الكبار في التنظيم، على رأسهم البغدادي، ما زالوا يعتقدون أنهم يستمدون شرعيتهم من تحدرهم من "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" (بزعامة أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في العراق بغارة اميركية عام 2006)، ومن سيطرتهم على حيز جغرافي يجيز لهم إقامة ما يسمونه "إمارة إسلامية" يتوجب على بقية التنظيمات الخضوع لها، لكنهم في الوقت نفسه باتوا على يقين من أن استمرارهم في الصدام مع التنظيمات المتطرفة الاخرى المرتبطة بـ"القاعدة" ستؤدي إلى نهاية تنظيمهم، وبالتالي فإنهم يسعون إلى التمدد نحو دول أخرى. تحسباً لذلك.
وخلصت المصادر إلى أن خطوة "داعش" الجديدة أشبه بـ"الانتحارية"، لأن دونها صعوبات كبيرة؛ فلبنان يخوض حرباً ضد الإرهاب وينفذ خطة أمنية في مختلف المناطق لمنع إقامة ملاذات آمنة للجماعات المتطرفة، والأردن لا يتردد في استخدام القوة ضد أي خرق لحدوده مع سوريا، والحزم ضد أي تحرك مشبوه في الداخل، كما أن مصر ستصعد من الحرب ضد هذه التنظيمات في سيناء مع انطلاق عهد عبد الفتاح السيسي المعروف بحزمه وصلابته، حسب المصادر.
على صعيد آخر، سلمت منظمة الصليب الأحمر الدولي شحنة مساعدات طبية الى مدينة الفلوجة هي الاولى منذ يناير (كانون الثاني)، واصفة الوضع في هذه المدينة الخارجة عن سيطرة الدولة بأنه "عسير جدا".
وزار خمسة من أفراد المنظمة الدولية المدينة التي يسيطر عليها "تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)" منذ مطلع العام الحالي، وسلموا شحنة أدوية للمستشفى الرئيس فيها، حيث يعالج مرضى الحروق والإصابات الأخرى.
وقالت باتريشيا غيوته رئيسة البعثة الفرعية في بغداد والتي ترأس الوفد الذي زار الفلوجة (60 كلم عن بغداد)، "لقد بذلنا طوال الشهور الماضية قصارى جهدنا من أجل إيصال المساعدات اللازمة إلى الفلوجة وإلى المستشفى الرئيس هناك، ولكنّنا لم نتمكّن من الوصول إلى المدينة بسبب القتال المحتدِم فيها. وتنتابنا مخاوف شديدة من الأوضاع السائدة هناك". واضافت ان "السكان يعانون من النقص الشديد في المواد الغذائية والمياه والرعاية الصحية. وقد تضرّرت الخدمات الطبية في المستشفى الذي يُعدّ المرفق الطبي الوحيد الذي ما زال قادراً على تقديم العلاج اللازم للجرحى والمرضى تضرراً شديداً من القتال الذي تدور رحاه هناك".
على نفس الصعيد، أعلن مصدر أمني عراقي بمحافظة صلاح الدين (170 كم شمال بغداد) اليوم (الخميس)، مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 10 آخرين، في حادثين منفصلين.
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مسلحين مجهولين هاجموا نقاط تفتيش مختلفة تابعة للجيش العراقي في مدينة بيجي(200 كلم شمال بغداد)، ما أسفر عن مقتل جنديين اثنين وإصابة ستة آخرين بجروح.
وأضاف المصدر أن انتحاريا فجر سيارة مفخخة فوق جسر بمدينة بيجي، ما أسفر عن مقتل عراقي وإصابة أربعة آخرين بجروح.
وقتل 350 شخصا منذ اندلاع المواجهات في الفلوجة خلال الاشهر الماضية، بحسب الطبيب احمد شامي المقيم في مستشفى المدينة.
وفيما يؤكد الجيش العراقي انه يقصف أهدافا لتنظيم "داعش" تقول منظمات دولية إن المدنيين وقعوا بين نيران الطرفين.
ويسيطر مسلحون من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) وآخرون ينتمون الى تنظيمات متطرفة مناهضة للحكومة منذ بداية العام الحالي على مدينة الفلوجة ومناطق متفرقة في الرمادي المجاورة، وذلك فيما تواصل قوات الجيش تنفيذ عمليات لملاحقة المسلحين وتحرير المدينة.
وأدت المواجهات في هذه المنطقة الى نزوح مئات الآلاف من الرمادي والفلوجة.
وتشترك محافظة الانبار، ذات الغالبية السنية، وكبرى مدنها الرمادي، بحدود تمتد لحوالى 300 كيلومتر مع سوريا .
ويشهد العراق منذ أكثر من عام أسوأ موجة أعمال عنف منذ عام 2008.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.