اجتماعات خليجية ـ بريطانية في لندن لدعم الاستقرار في اليمن والعراق

TT

اجتماعات خليجية ـ بريطانية في لندن لدعم الاستقرار في اليمن والعراق

شهدت لندن اليومين الماضيين، ورش عمل واجتماعات مكثفة لمسؤولين خليجيين وبريطانيين، لبحث سبل دعم الاستقرار في منطقة الخليج، وخصوصاً في ملفي العراق واليمن.
وقال الدكتور عبد العزيز حمد العويشق الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات إن دول مجلس التعاون تولي اهتماما كبيرا لعملية الاستقرار والتنمية في دول المنطقة، مشيراً إلى قرار المجلس الأعلى في دورته 36 لعام 2016، الذي دعا للإعداد لمؤتمر دولي لإعمار اليمن، ووضع برنامج عملي ‏لتأهيل الاقتصاد اليمني وتسهيل اندماجه مع الاقتصاد الخليجي والوصول إلى السلام المنشود، وإعلان دولة الكويت استضافتها مطلع العام المقبل 2018 لمؤتمر دولي للمانحين لإعادة إعمار المدن العراقية المحررة من تنظيم داعش.
وذكر العويشق أن ورش العمل التي اختتمت أعمالها أمس، بحثت آلية دعم الاستقرار بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة، التي شارك فيها عدد من كبار المسؤولين من الأمانة العامة لمجلس التعاون، بالإضافة إلى جهاز الشرطة الخليجية، ووزاراتي الخارجية والتنمية الدولية بالمملكة المتحدة.
وذكر أن ورشة العمل بحثت آليات العمل في دعم الاستقرار، بما في ذلك أساليب تعزيز العمل الحكومي بين القطاعات المختلفة العاملة في الوزارات والمؤسسات التنموية لإيجاد البيئة الملائمة في مناطق الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار فيها، حيث ناقشت ورشة العمل كذلك الآثار السلبية لانعدام الاستقرار في الدول الهشة التي عانت من النزاعات المتطرفة وأثرها على الشعوب والبلدان المحيطة وتطبيق التجارب الناجحة في دعم الاستقرار على بعض البلدان مثل اليمن والعراق.
وشدد العويشق، على أن دول المجلس ومن هذا المنطلق تبذل الجهود لتحقيق أمن دول المنطقة كافة واستقرارها والحفاظ على وحدة أراضيها وسيادتها.
وكانت إحدى ورش العمل التي عُقدت في مقر سفارة دولة الكويت في لندن التي ناقشت تعزيز العمل بين دول الخليج وبريطانيا، وذكر السفير الكويتي خالد الدويسان - دولة الرئاسة الحالية للمجلس - حرص مجلس التعاون على تعزيز التعاون المشترك في كثير من المجالات مع الجانب البريطاني ومواصلة تنفيذ مخرجات القمة الخليجية البريطانية التي عُقدت في مملكة البحرين في ديسمبر (كانون الأول) 2016.
وفي هذا الصدد أشار العويشق إلى أن دول مجلس التعاون تولي اهتماما كبيرا لتطوير التعاون بين دول المجلس والجانب البريطاني، وهذا ما تم الاتفاق عليه في قمة الكويت التي عقدت الأسبوع الماضي، مؤكدا أن دولة الكويت ومن خلال رئاستها للدورة الحالية لمجلس التعاون ستعمل على تطوير الشراكة الاستراتيجية وتعزيز إطار التعاون على كل الأصعدة للوصول إلى شراكة كاملة تحقق ما يتطلع له دول المجلس والمملكة المتحدة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.