قاصر قتل والده واثنين من جيرانه يواجه الإعدام

TT

قاصر قتل والده واثنين من جيرانه يواجه الإعدام

اتهم القضاء اللبناني، فتى قاصرا بقتل والده واثنين من جيرانه عمداً وعن سابق تصور وتصميم، وإطلاق النار عليهم من سلاح صيد «بومب أكشن»، وطلب قاضي التحقيق الأوّل في بيروت غسّان عويدات، في قرار ظنّي أصدره أمس، إنزال عقوبة الإعدام بحق محمد يونس (15 عاماً)، وأحاله على المحكمة الناظرة في قضايا الأحداث لمحاكمته.
وكشف القرار الظني لأول مرّة خلفيات ودوافع هذه الجريمة التي هزّت بيروت، فجر السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأفاد بأن «غرفة عمليات بيروت في قوى الأمن الداخلي، تلقت اتصالا من فصيلة زقاق البلاط تعلمها فيه عن حصول إطلاق نار في شارع البغدادي قرب حسينيّة زقاق البلاط، وأنه ألقي القبض على الفتى علي يونس بعدما تبيّن أنّه أطلق النار على ضحاياه من بندقية صيد أوتوماتيكيّة عيار 12 ملم، فأردى كلّاً من والده محمد حسين يونس والضحيتين محمد عيدان المرعبي ومنصور أحمد الشيخ عبد السلام، وأصاب كلّاً من بسام عدنان شهاب ومحمد عدنان شهاب وعلي عدنان شهاب وسلوى حمد المنصور زوجة المغدور به منصور أحمد الشيخ عبد السلام».
ووفق حيثيات القرار، جرى استجواب الجاني بحضور مندوبة الأحداث، فأفاد بأنّه خرج من منزل ذويه آخذاً معه بندقيّة «بومب أكشن» بعدما ملأها بالذخيرة، فلحق به والده فقتله بالخطأ بعدما أصابه في رقبته عند سفرة الدرج بين الطابقين الرابع والثالث، ثمّ أخذ يُطلق النار على من يُصادفه، مبرّرا عمله بأنّه سمع أن أحدهم رفع سلاحا عليه، وأراد أن يخرج من المنزل»، مبرراً حالته النفسية بأنه «كان في صغره يتعرّض للضرب والتعنيف من أبيه عندما يغضب حتى إنّه حرقه بسيخ اللحم من دون سبب، ومنذ سنتين لم يعد يضربه، إلّا أنّه منذ نحو الشهرين ضربه بالسيخ، وبأّنه اصطحب معه بندقيّته وذخائرها لأنه كان يعلم بأنّ والده سيتبعه للإمساك به».
ولدى استجواب إلهام العقلة والدة المتهم علي، أوضحت أنّه «منذ نحو الثمانية أشهر، منع ابنها الجميع من دخول غرفته، وكان يمضي ليله ونهاره في الألعاب الإلكترونية وعلى الجهاز الخلوي ويضع السماعات في أذنيه، وأنّه لم يحدث أي إشكال بين ولدها والمغدور به زوجها ليلة الحادثة، وهي كانت تتعرّض للضرب من زوجها والأمر أصبح طبيعيا بالنسبة لها ولأولادها».
أمّا يونس يونس شقيق علي، فأشار إلى أنّ شقيقه «كان عصبي المزاج، غالبا ما يقوم بتكسير الأغراض عندما يغضب، وكان يصرخ في وجهه ووجه أبيه. وقبل الحادثة بنحو الأربعة أشهر كان ينظّف ببندقيّته فوجّهها إلى بناية الجيران قائلا: يا ليت فيني أقتل حد». أما طبيب الأمراض النفسيّة والعقليّة الدكتور محمد الحشّاش فأكّد في تقريره، أنّه لم يظهر لديه ما يدل على وجود عوارض ذهانيّة تخلّ بأهلية المدعى عليه.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.