محاكمة سوري في ألمانيا كان قيادياً في «داعش»

TT

محاكمة سوري في ألمانيا كان قيادياً في «داعش»

أعلنت النيابة العامة في برلين إقامة دعوى قضائية ضد السوري «عبد المالك.أ» (30 سنة) بتهمة العمل مع تنظيمات إرهابية. وتم تكليف المحكمة الجزائية في برلين بمحاكمة السوري الذي كان قياديا في تنظيمي «النصرة» و«داعش» في سوريا.
وكان «عبد المالك.أ» اعتقل يوم 9 مايو (أيار) الماضي في مدينة ماغدبورغ الشرقية، ووجهت النيابة العامة إليه تهمة الانسلاخ عن الجيش السوري النظامي والانضمام إلى «جبهة النصرة» سنة 2012، وأصبح المتهم عسكرياً عالي الرتبة في التنظيم النشط في شرق سوريا، وشارك في احتلال حقل الغاز السوري في «طوينان»، وكلفه التنظيم بعد ذلك بالإشراف على إدارة الحقل.
شارك في احتلال مدينة الطبقة السورية، وانضم سنة 2014 إلى تنظيم داعش النشط في مدينته دير الزور. وبعد مشاركته في عدة معارك كلفه التنظيم الإرهابي بالإشراف على سد الفرات القريب من مدينة الطبقة. وكانت الوحدات الخاصة اعتقلت «أنس إبراهيم.أ.س» في يوم 9 مايو (أيار) أيضاً، وتتهمه النيابة العامة بالعضوية في «جبهة النصرة». وتمتلك النيابة العامة أدلة على أنه شارك في القتال ضد قوات بشار الأسد، وشارك في عملية واسعة لمصادرة مخازن لسلاح الجيش السوري في ماحين.
إلى ذلك، وعلى صعيد الإرهاب أيضاً، نقلت مجلة «فوكوس»، عن تقرير لشرطة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، مقاطع تكشف أن منفذ عملية الدهس البرلينية أنيس العامري كان في ألمانيا قائداً لـ«كتيبة» مقاتلة يشرف عليها المتهم بالإرهاب العراقي أحمد عبد العزيز عبد الله «أبو ولاء». وأضافت المجلة، استناداً إلى التقرير المذكور، أن أنيس العامري نفذ عملية الدهس بالشاحنة في برلين بـ«تخويل» من «أبو ولاء» الذي تجري محاكمته في مدينة سيلله بتهمة الإرهاب. فضلاً عن ذلك، نقلت المجلة عن مصادر في دائرة حماية الدستور (الأمن العام) أن عم أنيس العامري، المقيم في تونس، تلقى صورة من ابن أخيه تظهره مع «أبو ولاء» والكتيبة المقاتلة.
وتتهم النيابة العامة «عبد الملك.أ» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أثناء نشاطه مع تنظيم داعش في سوريا. وينص محضر الاتهام أيضاً على أن قناصاً تابعاً لقوات الأسد وقع في أسر «عبد الملك.أ» قرب مدينة الطبقة في مطلع سنة 2013. وبهدف فرض سيطرة «داعش» على المنطقة وإرهاب الآخرين، أجبر المتهم العسكري السوري على حفر قبره بيديه ثم حز رقبته أمام الآخرين.
ويعتقد رجال التحقيق أن الاثنين ربما على علاقة بخلية نائمة تم اعتقال أفرادها في الفترة الممتدة منذ فترة أعياد الميلاد؛ إذ سبق للنيابة العامة أن اعتقلت السوري «زهير.ج»، (3 سنة) في ولاية بافاريا بتهمة الانتماء إلى «جبهة النصرة» و«داعش»، والتحضير لعمليات إرهابية تهدد أمن الدولة الألمانية بتكليف من التنظيمات الإرهابية. ويرتبط «زهير.ج» بعلاقات مع سوري آخر هو «عبد الفتاح.أ»، (35 سنة) الذي عاش في ولاية بادن فورتمبيرغ واعتقل قبل أيام من أعياد الميلاد في العام الماضي. وعثر رجال الشرطة في شقة «عبد الفتاح.أ» على حزام ناسف وسلاح ناري. وشارك «عبد الفتاح.أ» مع زميل اسمه «عبد الرحمن.أ»، (26 سنة)، اعتقل في الولاية الألمانية نفسها، في إعدام 36 موظفاً حكومياً سورياً في مدينة الطبقة في مارس سنة 2013.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».