وزير الإعلام اليمني يدعو جميع قيادات «الشعبي» لإدراك طبيعة المعركة

الإرياني أشار إلى أن جريمة اغتيال قيادات «المؤتمر» رسمت معالم معادلة جديدة

TT

وزير الإعلام اليمني يدعو جميع قيادات «الشعبي» لإدراك طبيعة المعركة

عبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، عن صدمته من بعض الأنباء التي تتناقلها وسائل الإعلام، والتي تحدثت عن تحضيرات تجريها عدد من الشخصيات في المحافظات الخاضعة للانقلاب لعقد اجتماع تنظيمي للمؤتمر برعاية وتوجيه من جماعة الحوثي الإرهابية.
ودعا وزير الإعلام الإرياني في تصريح صحافي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أولئك المتورطين في مثل هذه التحركات التي تأتي في وقت لم تجف فيه دماء قيادات «المؤتمر» بعد، إلى تقدير حجم الغضب الشعبي و«المؤتمري» إزاء جريمة اغتيال قيادات «المؤتمر»، وإدراك تبعات وعواقب مثل هذه التحركات على وحدة التنظيم ومستقبله السياسي، ومراجعة تاريخ تحالف مؤتمر الداخل مع هذه العصابة الحوثية والحافلة بالإخفاقات والنكسات التي كان آخرها تصفيتهم صالح وعددا من قيادات «المؤتمر».
وأشار الإرياني إلى أن جريمة اغتيال قيادات «المؤتمر» من قبل العصابة الحوثية الإرهابية رسمت معالم معادلة تنظيمية وسياسية ووطنية جديدة ينبغي أن يستوعبها الجميع... وستعيد رسم خريطة التحالفات بين القوى السياسية الوطنية، وتشكيل جبهة وطنية واسعة في مواجهة العدوان الحوثي البربري على رأسها «المؤتمر» الشعبي العام.
كما جدد الإرياني المناشدة للأشقاء والأصدقاء بالوقوف إلى جانب «المؤتمر» في هذه المرحلة العصيبة التي يتعرض كوادره إلى الاعتقال والتعذيب.
وأشاد بالجهود الكبيرة والمواقف المسؤولة والاتصالات الجارية لعدد واسع من قيادات «المؤتمر» في الخارج والداخل (سواء في المحافظات المحررة، أو تلك الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية) لإعادة لملمة «المؤتمر» الشعبي العام تحت لواء الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وتجاوز الخلافات الطارئة بين قياداته منذ انقلاب عام 2014 للنهوض باستحقاقات المرحلة، وفي مقدمتها القضاء على هذه العصابة الإجرامية، واستعادة الدولة، وتثبيت الأمن والاستقرار.
وأكد الإرياني أهمية وجود واستمرار المؤتمر الشعبي العام كرقم فاعل في الساحة السياسية والوطنية، والمخاطر التي سينزلق إليها البلد في حال تفكك الحزب وتوزع قاعدته الجماهيرية بين الأفكار الإرهابية والمتطرفة، وفي مقدمتها الحركة الحوثية الممولة من إيران.
وحذر الإرياني قواعد وأنصار المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الخاضعة للحوثيين من الوقوع ضحية سيل الأكاذيب والافتراءات التي ما زالت ترددها أبواق الحوثي، مؤكدا أن معركة كل يمني حر وشريف هي مع الحوثيين الذين كشفوا عن معدنهم الحقيقي ووجههم القبيح، حتى مع حلفائهم، فكيف بخصومهم السياسيين.
ودعا الإرياني كل قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام في الداخل إلى إدراك طبيعة المعركة وتحديات المرحلة الحالية، مجددا ترحيب المحافظات المحررة بأي قيادي مؤتمري والتوجيهات الصادرة بتقديم التسهيلات، وكل أشكال الدعم للنازحين إثر أعمال القتل والتنكيل والملاحقة التي لحقت المئات من قيادات وكوادر «المؤتمر»، مشيرا إلى أن كل مؤتمري يتورط في وضع يده في يد هذه الميليشيا الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم لا يمثل إلا نفسه، ويتنكر لدماء مئات الشهداء من كوادر «المؤتمر» الذين تمت تصفيتهم بدم بارد في العاصمة ومحافظة صنعاء وعمران وحجة والمحويت وذمار وإب.
وأكد الإرياني أن «المؤتمر» في المحافظات التي تقع تحت سيطرة الانقلاب مختطف من قبل الميليشيا الحوثية، وأن ما يصدر منه من قرارات إنما تقع تحت التهديد والإكراه... داعياً إلى وحدة الصف «المؤتمري» ووحدة أعضائه، من أجل إيصال «المؤتمر» إلى بر الأمان وتجاوز هذه المرحلة العصيبة.
ونوه وزير الإعلام اليمني، بأن ساعة الخلاص من هذه العصابة الكهنوتية قد حانت بعد انكشاف مشروعها القبيح للداخل والخارج، وأن الأيام المقبلة ستشهد انطلاق جبهة وطنية واسعة لإسقاط الانقلاب والانتصار للوطن ولنظامه الجمهوري وثورته ووحدته ودماء كل الشهداء الأبرار بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي.
‏وجدد الإرياني مطالبته للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب اليمني... مستغرباً من استمرار هذا السكوت المريب عما تتعرض له قيادات وقواعد «المؤتمر» في المحافظات التي تقع تحت سيطرة الانقلاب.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.